نزحت عشرات الأسر اليوم من منطقة الملاحيظ بصعدة خوفاً من المعارك التي تدور فيها، وجاء النزوح متزامناً مع عودة المواجهات المسلحة بين الجيش والحوثيون في عدد من مناطق المحافظة. وقال شهود عيان ان المئات من المواطنين غادروا الملاحيط، ومعهم أمتعتهم التي استطاعوا نقلها، بعد ان وجه لهم انصار الحوثي نداءات بمغادرة المنطقة التي تشهد معارك شرسة مع الجيش. وعلى الميدان عادت المواجهات الضارية بعد هدوء نسبي، بعد انباء عن نجاح الوساطة في الوصول الى تهدئة، ولكن عجلة المعارك سرعان ما عادت، حيث سيطر الحوثيون جبل الذويب بالملاحيط، وجبلي العير والقمامة المطلان على اللواء 105 والذي اصبح محاصراً من قبل الحوثيين. وكانت وساطة يوم الامس التي قادها عبدالعزيز الذهب ولجنة الوساطة ممثلة بحسن مناع و من طرف الحوثي عبدالكريم أمير الدين، قضت بوقف إطلاق النار فورا وفتح الطرقات ، وعودة السلطة إلى مراكزها السابقة، ولكن تلك التهدئة لم تستمر طويلاً مع تجدد المواجهات في ساعات متأخرة من مساء الامس. من جانبه اتهم الحوثي السلطة بخرق الاتفاق وعودتها للموجهات من حيث استحداث نقطة عسكرية بجبل قيس بمديرية المهاذر، وقصف صاروخي للمديريات. وحسب مصادر مطلعة فان الاتفاق الذي وقع عليه ممثلون من جماعة الحوثي وآخرون من السلطة مساء السبت نص على ثلاثة بنود رئيسية، أهمها وقف إطلاق النار في جميع جبهات المواجهة التي اندلعت مؤخرا بصورة خطيرة ،وعلى وجه الخصوص وقف اطلاق النار في منطقتي الملاحيط والمهاذر على ان يبدأ سريانه في الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد إلا أن ضباطا كبارا لهم نفوذ في قيادة الجيش بالمنطقة الشمالية الغربية رفضوا الاتفاق وابقوا على استمرار المواجهات في المهاذر والملاحيط. كما نص الاتفاق على اطلاق الحوثي لجميع الاسرى من الضباط والجنود الذين تم اسرهم في المواجهات الاخيرة في جبهتي الحصامة بشدا ومعسكر الجوة بمديرية ساقين مقابل وعد باطلاق معتقلين ينتمون لجماعة الحوثي في وقت لاحق،وكذلك إزالة جميع النقاط العسكرية والأمنية التي تم استحداثها في الطرقات من قبل الجيش وجماعة الحوثي وان يعود الوضع إلى سابق عهده قبل اندلاع المواجهات الأخيرة في الثلاث المديريات الغربية، كما يلزم مقاتلي الحوثي على تسليم المباني الحكومية في مركز مديرية شدا وإزالة المظاهر العسكرية في مديرية غمر وساقين. وكان الحوثين نصبوا أمس عددا من النقاط المسلحة في الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة صعدة، وتحديدا في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران والتي تبعد عن العاصمة صنعاء قرابة 100 كلم، في خطوة تهدف إلى منع وصول تعزيزات عسكرية قادمة من صنعاء نحو محافظة صعدة . ونقلت صحيفة الشرق الاوسط عن مصادرها إن المناطق التي قطعت الطريق فيها هي «الحمة، الحيرة، وادي شبارق، عيان، وذو صيفان» وجميعها مناطق تقع على الطريق. وأضافت المصادر أن المسلحين الحوثيين يتمركزون في تلك المناطق مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، في الوقت الذي تحاول فيه وساطة قبلية يقودها عدد من مشايخ القبائل في مديرية حرف سفيان، إقناع الحوثيين برفع القطاعات المسلحة وفتح الطريق، غير أن المعلومات تفيد بفشل مساعي تلك الوساطة حتى اللحظة.