أكدت مصادر مطلعة بمحافظة صعده تنامي التوتر الذي تشهده عدد من مناطقها إثر اشتباكات متفرقة شهدتها بعض المناطق بين الجيش والحوثيين سقط فيها العديد من الضحايا في الجانبين. وقالت مصادر محلية أن المحافظة تدخل في طور جديد من المواجهات منذ انتهاء الحرب الخامسة بين الجانبين حيث تقوم قوات الجيش منذ ظهر اليوم الثلاثاء بقصف مركز استخدمت فيه الصواريخ والمدفعية التي طالت مناطق حساسة للحوثيين، في مقدمتها منطقة مطرة المركز الرئيسي لقيادة الحوثيين إضافة إلى مدينة ضحيان، وللمرة الأولى منذ بداية الحرب الخامسة. واعتبرت المصادر أن عملية الجيش المدعومة بالطيران الحربي تأتي ردا على مهاجمة الحوثي لأحد المواقع السكرية في منطقة الخفجي والسيطرة عليه وبمختلف الأسلحة والذخائر التي يحتويها مساء أمس، بالإضافة إلى هجمات مماثلة استهدفت قوات الجيش في مديرية الملاحيط خلال اليومين الفائتين. وكانت السلطة الأمنية قامت بسحب أفراد الأمن صباح اليوم من إدارة الأمن بمديرية مجز التي سلمت للحوثيين الأمر الذي اعتبرته مصادر مطلعة استعدادا منها لشن ضرباتها ضد مناطق الحوثيين، في الوقت الذي تشهد فيه مدينة صعدة عاصمة المحافظة حظرا للتجوال منذ الثامنة من مساء الليلة، كاحتراز أمني تقوم به السلطات الأمنية. وأكدت مصادر محلية بالملاحيط نشوب اشتباكات بين الجيش والحوثيين، مشيرة إلى تواصلها خلال يوم أمس وأمس الأول حتى الصباح، والحال ذاته الذي يجري في مناطق من المهاذر التي كانت شهدت هدوء اليومين الماضيين. وفي بلاغ لمكتب الحوثي أكد أن عشرات الصورايخ استهدفت منطقة مطره معقل الحوثيين، وضحيان وبني معاذ وآل خميس وسحار ، والمهاذر ، واستهدفت منازل المواطنين، حيث سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى، ووصف الحوثي القصف بالتصعيد الخطير لقيام المعسكرات في مدينة صعدة بإطلاق الصواريخ وقذائف المدافع على مختلف المناطق. وشن رئيس الجمهورية هجوما شديد اللهجة حمل فيه المتمردين الحوثيين مسؤولية تدهور الاوضاع في صعدة. واتهمهم في لقاء له بقيادات أمنية عليا بالقيام بالخروقات واستهداف المواطنين بالقتل ونهب الأموال، والاعتداء على مواقع وأفراد الجيش والمراكز الحكومية، وعدم تقبلهم لمبادرات السلام التي أعلن عنها العام الماضي. من جانبهم الحوثيون اعتبروا قيام القيادة العسكرية بمنطقة الملاحيط بقصف منطقة مران التي يتمركزون فيها ومنطقة الملاحيط خرقا للهدنة التي تمت أمس الأول على أيدي الوسطاء، والتي أدت إلى إعاقة المساعي السلمية التي كانوا يتمنون من الجيش القبول بها. وكان اللواء عبد العزيز الذهب التقى عبد الكريم أمير الدين الحوثي مساء أمس الأول بمدينة ضحيان، وفي اللقاء أبرم اتفاق بين الجانبين على تهدئة الاوضاع خلال شهر رمضان والتوقف بشكل كامل عن إطلاق النار، وفتح جميع الطرقات، وعودة السلطة المحلية لمزاولة أعمالها في مختلف المديريات وفي مقدمتها مديرية غمر وشدا وساقين التي استولى عليها الحوثيون مؤخرا. كما تم الاتفاق على رفع جميع الاستحداثات، والتفاوض من ثم على إطلاق المعتقلين من الحوثيين، والأسرى من الضباط وأفراد الجيش، لكن المؤشرات تقول باحتمال انتهاء صلاحية الهدنة قبل بداياتها بين الجانبين في مناطق محافظة صعدة. يذكر أن مسؤول عسكري شارك في مواجهات سابقة بمناطق من صعدة توقع في وقت سابق قيام القوات المسلحة بعملية عسكرية نوعية قبل شهر رمضان لتثبيت الأمن في مديريات المحافظة حسب وصفه.