قالت مصادر محلية بمحافظة صعدة أن مواجهات عنيفة بين الجيش والمسلحين الحوثيين تواصلت منذ يوم أمس، في مديرية المهاذر والنقعة ومران, بعد أن شدد الجيش من خلالها, قبضته الهجومية على مناطق مختلفة بالمحافظة, موسعا عملياته, وقصفه المدفعي بشكل مكثف على عددا من مناطق الحوثيين,يعتقد أنها معاقل تابعة لهم, ومن أجل حسم المعركة بأسرع وقت, وتأمين خط الطريق الرئيسي بين محافظتي عمران وصعدة, امام الإمدادات المدنية والعسكرية. مؤكدة المصادر أن الاشتباكات أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف «الطرفين» تقدر ب"9" جنود من الجيش, وأكثر من 30 قتيلا في صفوف الحوثي- سقطوا حصيلة المواجهات الشرسة المندلعة بين الجانبين في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران. وتتركز العمليات في حرف سفيان ل «تطهيرها من عناصر حوثية يقدر عددها بنحو 500 مسلح» كما جاء في تقارير موثوق فيها. وتحدثت أنباء واردة من محافظة صعدة عن إعاقة قرابة 500 مقاتل من الحوثيين, لتقدم الجيش, وتسببهم في تعليقه بعض عملياته البرية,كان يعتزم تنفيذها صباح اليوم للقضاء على المجموعة, بغية التقدم من المنطقة، في وقت يتزامن فيه استمرار القصف المدفعي والجوي على عدة مناطق مختلفة للحوثيين. وحسب المصادر فإن ذلك جاء استجابة لبوادر التهدئة, ومنح فرصة لمحاولة لجنة الوساطة - برئاسة الشيخ فارس مناع, إقناع عبد الملك الحوثي -القائد الميداني للتمرد, بالقبول بالشروط الستة التي أعلنتها اللجنة الأمنية العليا لوقف الحرب وتهدئة الأجواء ضمانا لإحلال السلام في صعدة. وقال ل «الحياة» مصدر في لجنة الوساطة «أن هناك موافقة مبدئية لزعيم المتمردين على استئناف المفاوضات، وفقا لشروط اللجنة الأمنية العليا الستة»، لكنه أشار إلى وجود خلاف في شأن «الشرط المتعلق باتهام الحكومة للحوثيين بالوقوف وراء حادثة اختطاف الأجانب وقتل ثلاثة ألمان» الشهر الماضي. وبينما تؤكد المصادر المحلية بمحافظة صعدة, أن آخر الإحصائيات الواردة من محافظة عن عدد القتلى بين طرفي الجيش وجماعة الحوثي وصلت إلى 35 قتيلا بين صفوف الحوثي, و9 من الجيش, مصادر غير مؤكدة تقول أن القائد الميداني لجماعة الحوثي عبدالملك الحوثي أصدر أوامره لمايقارب 7 ألآف مقاتل من أتباعه المسلحين للإنتشار وفتح جبهات مع الحكومة في أكبر قدر ممكن في المحافظات, من أجل التخفيف من وطأة الحصار الذي فرضها الجيش عليه وعلى أتباعه اليومين الماضيين, وبعد اشتداد المعارك الدائرة في عدة مناطق مختلفة من صعدة ومناطق حرف سفيان بمحافظة عمران, ومشاركة الطيران إلى جوار المدفعية في قصف عددا من مناطق ضحيان والنقعة ومران والمهاذر, في محاولة من الجيش لإحكام السيطرة بأسرع وقت, وإنهاء الحرب قبل دخول شهر رمضان المبارك. وأمام ذلك التصعيد القائم في الحرب بين الحوثي والجيش, فقد أشار موقع الأمن الأمني التابع لوزارة الداخلية أنها شددت إجراءاتها الأمنية في صنعاء، منذ صباح أمس الجمعة- تحسباً لقيام الحوثيين, بمغامرات شن هجمات انتقامية محتملة في العاصمة اليمنية صنعاء, رداً على العمليات الحكومية على مواقعهم, بصعدة, وحرف سفيان بعمران, التي يقوم بها الجيش, منذ الثلاثاء الماضي, وللمرة السادسة. وتفيد المعلومات الواردة من صعدة:" أن الحرب تسببت منذ يوم أمس الأول الثلاثاء,في جرح العشرات, وتشريد المئات من ألأسر ماتزال العشرات منها بلا مؤوى, ولم تصلها حتى الساعة أي من مواد الإغاثة الإنسانية, المقدمة للنازحين, سواء من الحكومة اليمنية, أو المنظمات الإنسانية العاملة هناك, إضافة إلى عدم تمكن المنظمات الإنسانية وطواقمها الإغاثة ومراسلي وسائل الإعلام من التعرف عن الإحصائيات الميدانية المؤكدة عن عدد القتلى بين الطرفين, غير أن المصادر الطبية بصعدة, تؤكد تزايد أعداد الجرحى الذين استقبلتهم مستشفيات المحافظة -اليوم السبت, مشيرة إلى أنها استقبلت منذ صباح اليوم أكثر من 20 جنديا جريحا, وما يزيد عن 13 من الحوثيين , نتيجة المواجهات العنيفة التي ماتزال تدور بين الطرفين وسط حرب إعلامية يتبادل فيها الطرفين الاتهامات حول استهداف المدنيين, والتسبب في اندلاع الحرب ال(6) وخرق الهدنة بين الطرفين, وتجاوز شروط اتفاقية الدوحة التي يؤكد الحوثي تمسكه به, وبكافة ما ورد فيها من شروط, في الوقت الذي تتهمه السلطة بخرق الهدنة, واستهداف جنود الجيش, وتصعيد الأجواء نحو المواجهة والحرب. وفيما اتهم الحوثي, الجيش اليمني برمي قنابل فسفوري على منطقة ضحيان, واستقدام طائرات سعودية للمشاركة في الحرب إلى جوار الجيش في صعدة, والتسبب في مقتل العشرات وجرح المئات من الأبرياء والأطفال والنساء بسبب القصف المدفعي المستهدف للأحياء السكنية والمناطق المأهولة بالسكان- فقد كذب مصدر مسئول بوزارة الدفاع تلك الأنباء التي وصفها بالمفبركة, والواردة من إذاعة طهران الإيرانية الرسمية, التي قال المصدر في بيان – حصل مأرب برس على نسخة منه- أن الإذاعة الإيرانية زعمت في تلك الأنباء أن هناك تدخلاً مباشراً من جانب الطيران السعودي في العمليات التي تقوم بها وحدات القوات المسلحة والأمن لوقف ما أسماها بالأعمال الإرهابية والتخريبية والتي يتعرض لها المواطنون بمحافظة صعده على يد عناصر التخريب والتمرد - حسب وصف المصدر. وبينما عبر المصدر عن أسفه البالغ لما أسماه:" انزلاق وسائل إعلامية رسمية إيرانية لترويج لمثل هذه المعلومات الكاذبة والمضللة, والتي اعتبرها المصدر- مجرد محاولات للتغطية على الجرائم والأعمال الإرهابية, التي قال أن عناصر التمرد والتخريب التابعة للمتمرد " الحوثي" تقوم بها ضد أبناء محافظة صعده من النساء والأطفال والشيوخ, و المصالح والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة في المحافظة – فقد أشار المصدر في الوقت نفسه إلى :"إن المعلومات التي تضمنتها تلك الأنباء- مفبركة وعارية تماماً عن الصحة لافتقارها في مجملها إلى الدقة والمصداقية- حسب وصفه. مؤكداً أن لدى القوات المسلحة والأمن القدرة على القيام بواجباتها الدستورية والقانونية في الذود عن حياض الوطن وأمنه واستقرار ومكتسباته ومصالحه العليا' والتصدي لأي محاولة تستهدف الأمن والاستقرار في الوطن أو الخروج عن الدستور والقانون والنظام أياً كان مرتكبوها". وقال المصدر :" كان الأحرى بإذاعة طهران أن تلتزم الموضوعية والحياد, وأن لا تنجر وراء تلك الأكاذيب, وتضع نفسها في مثل هذا الموقف الذي يفقدها مصداقيتها ويثير التساؤل عن الأهداف المشبوهة التي تنشدها من وراء ذلك!؟ ". واختتم المصدر بقوله :" كان الأحرى بإذاعة طهران أن تلتزم الموضوعية والحياد, وأن لا تنجر وراء تلك الأكاذيب, وتضع نفسها في مثل هذا الموقف الذي يفقدها مصداقيتها ويثير التساؤل عن الأهداف المشبوهة التي تنشدها من وراء ذلك!؟ ". وأمام موجة الاتهامات الرسمية الموجهة إلى الحوثي- فقد أكد عبدالملك الحوثي: أن صبر المدنيين والنازحين والأبرياء المسالمين, والمستهدفين من القصف, لن يدوم طويلاً, وإنما ستكون ردة فعلهم كبيرة وفوق المتوقع، مستعينين بالله الواحد الجبار المنتقم، ومتماشيا – حسب وصف بيانه -مع عدوان السلطة بنفس طويل " بحسب البيان. وحول اتهامات السلطة للحوثي باختطاف 15 من موظفي الهلال الأحمر العاملين في إغاثة النازحين ومساعدة الجرحى بصعدة, فقد نفى الحوثي في بيان له - تلقى مأرب برس- نسخة بريدية منه:" تلك الاتهامات المنسوبة إليهم باختطاف خمسة عشر عاملاً من الهلال الأحمر، معتبرا في بيانه, تلك الاتهامات محاولة من السلطة للتغطية عن ما أسماها- بالجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين بصعدة. مؤكدا في الوقت نفسه وفي بيان آخر له:" أن خيار السلام ما زال مطروحاً بالنسبة إليهم, ولم يقوموا بأي ردة فعل تجاه ما - وصفها بجرائم السلطة بحقهم. وبينما تفيد المعلومات الواردة من صعدة, معاناة الكثير من الأسر المشردة من الحرب, بسبب انعدام المواد الاغاثية, ومخيمات الايواء – فقد أكد الدكتور رشاد العليمي- نائب رئيس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية, على استعداد الحكومة لتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترض أعمال المساعدات الإنسانية للنازحين في محافظة صعدة. مؤكدا تقديم السلطة كل الخدمات الغذائية والإنسانية للأسر النازحة من الحرب في صعدة. مشيدا- أثناء لقائه اليوم السبت بالسيدة "براتيبا مهتا"، المنسق والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة لدى اليمن بالدعم والمساعدات المختلفة التي تقدمها الأممالمتحدة لليمن من خلال البرنامج . ونفى مصدر مسئول في وزارة الدفاع إتهامات عبدالملك الحوثي - باستهداف الطائرات الحربية للقرى والمدن والأسواق بمحافظة صعدة ومخيمات النازحين من الحرب, وقصف ضحيان بقنابل فوسفورية, مؤكدا المصدر إن تلك المزاعم لمن وصفه بالمتمرد والإرهابي عبدالملك الحوثي:" لا أساس لها من الصحة, كون القوات المسلحة لا تملك أصلا هذا النوع من القنابل. مشيرا المصدر إلى أن المستهدف في مواجهتها العسكرية مع المتمردين, مقتصر على مواقع أصبحت مصدر خطر على أمن المواطن واستقرار المحافظة, ونقاط التخريب والتقطع التي أقامها المتمردون الحوثيون, في بعض مديريات المحافظة, وشرعوا باستخدامها للاعتداء على المواطنين وترويعهم وتفجير وحرق منازلهم, ونهب ممتلكاتهم, إضافة إلى الاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن, ومهاجمة المنشآت والمصالح الحكومية والمشاريع الخدمية والمساجد والمدارس- حسب ماجاء في تصريح المصدر. معتبرا المصدر أن تلك المزاعم- حسب وصفه, ما هي إلا محاولة مفضوحة من الحوثي للتغطية على ما أسماها بالجرائم المروعة التي يرتكبها هو والعناصر التخريبية التابعة له, ضد المواطنين من أعمال إجرامية تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وقيم وأخلاق وأعراف الشعب اليمني- حسب المصدر. مؤكدا: أن أبناء محافظة صعدة الشرفاء, يقفون جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة والأمن في خندق وضع حد لما أسماها جرائم عصابة الحوثي الإرهابية واعتداءاتها المتكررة عليهم. مشير المصدر إلى حرص الدولة ووزارة الدفاع والقوات المسلحة والأمن على تجنيب المواطنين أي أذى , من مهمتها في إنقاذ المواطنين الأبرياء من ما وصفه بإرهاب الحوثي ومن معه, وحمايتهم وممتلكاتهم من النهب والتخريب والاعتداء , وترسيخ الأمن والاستقرار في المناطق التي قال المصدر ان من وصفهم بالمتمردين قد عاثوا فيها فسادا وقتلا ودمارا وتخريبا. ومن جانبه أبدى الحوثي استغرابه من حديث فارس مناع ل " الشرق الأوسط " الذي حمله وأتباعه,مسؤولية خرق الهدنة التي كان الطرفين قد توصلا إليها منذ أسبوع تقريبا, غير أنها, لم تستمر ليوم واحد ، متهما الحوثي في بيان توضيحي له " مناع بالتناقض في تصريحاته الكاذبة, وتحوله في كلامه لكونه ذكر في وقت سابق لقناة الجزيرة أن الحوثيين أبدوا تجاوبا في التهدئة "- حسب البيان. معتبرا تحول كلام مناع متوقع منه لكونه- حسب قوله " عائد من زيارة خارجية , حصل فيها على صفقة كبيرة من أجل أن يتبنى هذه المواقف وعلى حساب دماء الأبرياء " على حد قوله . وكانت مصادر محلية في المحافظة قد أكدت أن القوات الحكومية أطبقت أمس الجمعة حصارها، في أعقاب معارك ضارية أوقعت خمسة جنود وأكثر من 16 مسلحا من جماعة الحوثي. وواصلت القوات الحكومية منذ يوم أمس قصف مواقع وتحصينات وتجمعات من تصفهم السلطة بالمتمردين الحوثيين, في معظم مديريات محافظة صعدة، بعدما حاولوا فتح جبهات جديدة في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران المجاورة. فيما تمكن الجيش من إفشال هجوم الحوثيين, على المجمع الحكومي في المديرية أول الخميس،و ليتكبد فيها الحوثيين - الخميس والجمعة والسبت أكثر من 30 قتيلاً وعشرات الجرحى.