منحت الأكاديمية السويدية اليوم الجمعة الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام للعام الجاري, لجهوده في إحلال السلم العالمي وخفض مخزون العالم من أسلحة الدمار الشامل. وقالت اللجنة المانحة للجائزة في بيان لها إن "أوباما بذل جهودا استثنائية لتقوية الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب, وساهم في تعزيز الحوار لحل القضايا العالمية الشائكة".وأضافت اللجنة أن "أوباما من القلائل الذين حازوا على انتباه العالم، لقد أعطى العالم أملا بالتغيير والمستقبل الأفضل, ودبلوماسيته قامت على مبدأ أن من يقود العالم عليه أن يكون مثالا يحتذي في القيم والمبادئ". ودعا أوباما منذ وصوله إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي لنزع السلاح النووي، والعمل على استئناف عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط. وهنأ الرئيس علي عبدالله صالح باراك أوباما بمناسبة فوزه بجائزة نوبل للسلام، عبر رسالة بعث بها اليوم اليه بالمناسبة، وقال فيها انه يطيب له ان يبعث باسم حكومة وشعب الجمهورية اليمنية باجمل التهاني بمناسبة فوزه المستحق بجائزة (نوبل للسلام) للعام 2009م والتي أشار فيها إلى أنها :"تاتي ثمرة لذلك الدور البناء والجهود الدؤوبة التي بذلتموها وتبذلونها من اجل تعزيز التعاون بين الشعوب والدفع بجهود السلام في المنطقة والعالم، ولتلك المناخات الايجابية التي كرستموها في نهجكم القيادي من اجل حل القضايا الدولية عبر نهج الدبلوماسية والتفاهم والحوار". وفق ماجاء في الرسالة التي نقلتها وكالة سبأ للأنباء. وافادت مصادر مطلعة من العاصمة الامريكيةواشنطن لمجلة العرب الامريكية ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اول رئيس يهنئ الرئيس الامريكي باراك اوباما بحصوله على جائزة نوبل للسلام صباح اليوم الجمعه 9اكتوبر 2009م . ويشار إلى أن أوباما هو ثالث رئيس أمريكي يتسلم الجائزة وهو في منصبه, وذلك بعد الرئيس تيودور روزفلت عام 1906 صاحب اتفاقية السلام بين روسيا واليابان, والرئيس ودرو ولسون عام 1919. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر تسلم جائزة نوبل للسلام في عام 2002, وذلك بعد أكثر من 20 عاما على تركه لمنصبه. يذكر أن قيمة الجائزة نحو 1.4 مليون دولار أمريكي, حيث يتم تسليمها سنويا في العاصمة النرويجية أوسلو في 10 كانون الأول المقبل. قال رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرج بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما- اليوم الجمعة- ان اوباما سيأتي الى اوسلو لاستلام جائزة نوبل للسلام. ووفقا لمانقلته وكالة رويترز عنه فإن أوباما سيتسلم الجائزة في العاشر من ديسمبر كانون الاول في ذكرى وفاة مؤسس الجائزة الفريد نوبل عام 1896. وذكر بيان صادر عن مكتب شتولتنبرج بعد الاتصال الهاتفي الذي اجراه رئيس الوزراء النرويجي باوباما لتهنئته على الجائزة "قال اوباما انه يتطلع للحضور الى اوسلو لاستلام الجائزة." وقالت طهران في تعليقها على فواز أوباما بالجائزة أن أوباما لم يقدم شيء للسلام في العالم وأنها تأمل ان تكون الجائزة دافعا له لتقديم شيء من السلام للعالم. ومن جانبه علق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن فواز أوباما بالجائزة بقوله أنه يتمنى أن تكون الجائزة دافعا لأوباما لمواصلة بذل جهوده في عملية السلام بالعالم. دبلوماسيون: أوباما لم يحقق شيئاً لكن جائزة "نوبل" ستشجعه على ذلك وتساءل العديد من الدبلوماسيين حول ماقدمه أوباما مقابل فوزه بالجائزة ، رغم انه لم يكمل سوى عشرة شهور على كرسى الرئاسة الأمريكية، وهل أصبحت المدة كافية لمنح الرئيس باراك أوباما جائزة نوبل للسلام لعام 2009؟، وعلى أى أساس تم منحه الجائزة؟، هل على أسس شكلية مثل التى جاءت فى القرار كونه منح العالم "أملاً فى مستقبل أفضل؟" من خلال عمله من أجل السلام ودعوته لخفض المخزون العالمى للأسلحة النووية، ولجهوده غير العادية فى تعزيز الدبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب، أم على أسس موضوعية لم تذكرها اللجنة التى منحت أرفع الجوائز العالمية لأوباما الذى لم يحقق إنجازاً كبيراً فى مجال السياسة الخارجية. القرار من وجهة نظر البعض مفاجئاً، فالرئيس الأمريكى لم يطرح اسمه مطلقاً على مدى الأيام الماضية، لكن يبدو أن اللجنة استندت فى لشخصية أوباما، التى قالت عنها، إنه "من النادر جداً أن تجد شخصاً تمكن من أن يجذب انتباه العالم ويمنح شعوبه الأمل فى مستقبل أفضل كما فعل أوباما". من جانبه، قال السفير عبد الرؤوف الريدى رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنه بالرغم من كون أوباما لم ينفذ حتى الآن كل ما وعد به، لكنه أعاد الشعور بالأمل للمنطقة، خاصة عندما جاء إلى مصر فقد أزال الالتباس الذى كان موجوداً فى عصر بوش عن علاقة الغرب بالإسلام، مشيراً إلى أن ما قام به أوباما فى قضية تغيير المناخ العام بالمنطقة والعالم، يجعله يستحق الجائزة حتى وإن كان مازال أمامه طريق طويل للمضى. وأكد الريدى، أن فوزه بالجائزة شىء جيد، خاصة وأنه تقدم باقتراح هام جداً ألا وهو عالم بلا أسلحة نووية، حتى وإن كان تنفيذ هذا الاقتراح لن يكون سريعاً ولكن يكفى أنه أصبح هدفاً يسعى العالم لتحقيقه، وكونه قد أخذ قراراً من مجلس الأمن بتبنى الاقتراح يعد إنجازاً هاماً فى حد ذاته. وأشار إلى أن أوباما ما زال أمامه معارك عديدة لخوضها سواء فى الداخل أو الخارج، أهمها رئيس الوزراء الإسرائيلى نتانياهو وعرقلته لعملية السلام، لذلك لابد للدول العربية أن تواصل ضغطها لحل الأزمة. السفير فتحى الجويلى مساعد وزير خارجيه سابقاً، قال إن الشىء الوحيد الذى فعله أوباما حتى الآن هو أنه أصبح رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية، بخلاف ذلك لم يحقق أوباما شيئاً يستحق عليه الجائزة، خاصة أن كل الوعود التى أطلقها قبل وبعد توليه الرئاسة الأمريكية لم يحقق منها شىء، حتى على المستوى الداخلى، يواجه مشروعه الأساسى للتأمين الصحى معارضة داخلية شديدة. أكد الجويلى على أنه لا توحد أسباب واضحة لمنحه جائزة نوبل للسلام. السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير خارجية سابقاً يرى أن اللجنة التى منحت أوباما الجائزة تعجلت فى قرارها، فما زال أمام أوباما الكثير من الوقت ليحقق ما يستحق عليه الجائزة، معتقداً أن الجائزة تم منحها له كنوع من التشجيع ليس أكثر لكى يمضى فى اتجاهه ولتخفيضه عدد القوات الأمريكه المتواجدة فى العراق والمصالحة مع الدول العربية والإسلامية. وأشار حسن أن الرئيس الأمريكى تحول من سياسة المواجهة العنيفة للأسلوب الدبلوماسى فى الملف الإيرانى والملف الروسى، إلى أسلوب الحوار والدبلوماسية، على عكس الإدارة الأمريكية التى دخلت فى صدام واسع النطاق على كل الجبهات. وقال حسن، إن أوباما أعطى فرصة للحلول الدبلوماسية فى الملف النووى الإيرانى والكورى، وهذه قد تكون أسباب لإعطائه الجائزة. يذكر أن أوباما هو ثالث عضو بارز فى الحزب الديمقراطى الأمريكى يحصل على جائزة نوبل للسلام خلال السنوات العشر الماضية بعد فوز نائب الرئيس الأمريكى الأسبق آل جور بالجائزة عام 2007 مناصفة مع لجنة المناخ التابعة الأممالمتحدة والرئيس الأسبق جيمى كارتر الذى فاز بها عام 2002.