أقدم أحد المستوطنين الإسرائيليين في مستوطنة كريات أربع في الخليل على دهس شابا فلسطينيا بسيارته، حينما كان مصابا يتلقى العلاج بعد أن أطلق عليه جندي إسرائيلي ست طلقات نارية، لاتهامه بمهاجمة مستوطنتين اسرائيلين. ونقلت قناة الجزيرة الفضائية عن القناة الثانية الإسرائيلية صورا تظهر المستوطن الإسرائيلي- زوج إحدى المستوطنات الاسرائيليات - وهو يدهس الشاب الفلسطيني "وسيم مَسْوَدة" من أبناء الخليل، مرتين في حين كان جنود من الجيش الإسرائيلي يتابع الموقف، وطواقم الإسعاف تعالجه من إصابته على يد الجندي الإسرائيلي الأسبوع الماضي. ونقلت الجزيرة عن مراسلها قوله:" أن الفلسطيني أصيب بجروح خطيرة وأن حالته حرجة لكنها مستقرة. وأكدت القناة أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت سراح المستوطن الإسرائيلي بعد أن كانت قد قالت إنها تحقق في الأمر مع المستوطن ومع الشاب الفلسطيني المصاب, بتهمة جرح مستوطِنتين، وطعن زوجة السائق. قال والد الشاب الفلسطيني وسيم مَسْوَدة للجزيرة إنه لن يتنازل عن حق ابنه، وسيلجأ إلى المحاكم الإسرائيلية أو أي محاكم أخرى إذا لم تنصفه الأولى وأضاف "أسامة مسودة" أنه يعجز عن تحديد كلمات لوصف ما حدث لابنه سواء كانت همجية أو حاقدة، واعتبر أنه شعور لا يوصف بسبب هذا الواقع الفاجع المرير. مشيرا إلى ان ابنه تخطى مرحلة الخطر بحسب كلام الأطباء، وأنه لا يعلم شيئا حتى الآن عن ملابسات الحادث، ولا عن ما تردد عن اتهامه بمهاجمة مستوطنتين قبل دهسه، مشيرا إلى أنه ربما يكون في الأصل معتدى عليه. ويشار إلى أن سجل الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين التي نفذها جنود الاحتلال والمستوطنون كثيرة ومتنوعة. وتقول منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان إن ضرب المعتقلين وترويعهم عمل روتيني للجنود الإسرائيليين. فمن بين هذه المشاهد الدموية اعتداء الجنود الإسرائيليين على الشاب أشرف في قرية نعلين لأنه تجرأ وتظاهر ضد الجدار العازل في يوليو-تموز 2008. إضافة إلى مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة في بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 بدم بارد برصاص قوات الاحتلال لا يزال حاضرا على شاشات التلفزيون. ومن أبشع اعتداءات المستوطنين حادث إطلاق النار في الحرم الإبراهيمي في الخليل في فبراير-شباط 1994 الذي ارتكبه المستوطن المتطرف "باروخ غولدشتاين" والذي أوقع خمسين شهيدا ونحو 350 جريحا. ولقيت الأميركية "راتشيل كوري" مصرعها تحت جرافة للجيش الإسرائيلي في غزة عام 2003 عندما قاومت بتدمير منزل لفلسطينيين في رفح.