تتواصل اليوم في العاصمة صنعاء أعمال المؤتمر العلمي الذي ينظمه المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية حول" العلاقات اليمنية الخليجية" وذلك بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين الخليجيين والمصريين واليمنيين، والباحثين في مراكز الدراسات العربية والدولية. ويناقش المؤتمر في جلسات أعماله اليوم" الأبعاد الاقتصادية والأمنية للعلاقات اليمنية الخليجية،كما يناقش الأسس والقواعد السليمة لبناء تلك العلاقات من خلال مائدة مستديرة يقدم ورقتها أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني-الدكتور/ ياسين سعيد نعمان، ويشارك في نقاشها أمين عام حزب التجمع اليمني للإصلاح-عبد الوهاب الآنسي، وأمين عام اتحاد القوى الشعبية- الدكتور عبد الوهاب محمود-وعضو مجلس الشورى – الدكتور/ أحمد الأصبحي. وكان المؤتمر قد بدأ أعماله أمس الثلاثاء بحضور لافت لأمناء الأحزاب السياسية والقيادات والأكاديميين جلهم من حزب التجمع اليمني للإصلاح..وفي حفل الافتتاح أكد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية - الدكتور عبد الكريم الإرياني "أن موضوع العلاقات اليمنية الخليجية يكتسب أهمية متجددة بالنظر إلى الأهمية التي تمثلها منطقة الجزيرة العربية استراتيجياً واقتصاديا وإنسانيا الأمر الذي يوجب على الجميع السير في طريق التعاون والتلاحم والتكامل ومواجهة التحديات والأخطار متوحدين على أرضية واحدة موحدة وبعقول نيرة وتصميم قوي لخدمة شعوب هذه البلدان وضمان مستقبل مزدهر وآمن لها". من جهته اعتبر رئيس المركز اليمني للدراسات الإستراتيجية منظم المؤتمر- الدكتور/ محمد الأفندي" استيعاب العمالة اليمنية خطوة مهمة في طريق انضمام اليمن لدول مجلس التعاون الخليجي. ودعا الأشقاء في دول الخليج إلى دعم اليمن ليس في المجال الاقتصادي والتنموي فحسب وإنما في المجال السياسي المتمثل في دعم اليمنيين وتشجيعهم على الحوار الحاد لحل أزمات اليمن، باعتبار ذلك الطريق الآمن لتجنيب اليمن وجيرانها مخاطر التدويل والتدخلات الدولية في جانبها السلبي". وشار الأفندي" الى ان المؤتمر يهدف إلى ترسيخ كل الجوانب الايجابية في تلك العلاقات،لافتاً" أن المؤتمر يأتي ضمن سلسلة الأنشطة السنوية التي يقيمها المركز، وفي سياق اهتمام المركز في الإسهام في تطوير العلاقات اليمنية الخليجية، وإيماناً منه بأهمية بناء علاقات يمنية خليجية راسخة ومستدامة، لما يجمع بين الجميع من أواصر الإخاء والجوار والتاريخ المشترك في كل المحطات التاريخية". كما أكّد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الإرياني أن العلاقات اليمنية الخليجية تكتسب أهمية متجدّدة بالنظر إلى الأهمية التي تمثّلها منطقة الجزيرة العربية واليمن جزء لا يتجزّأ منها، إستراتيجياً واقتصادياً وإنسانياً. وأشار الإرياني اليوم في كلمته في افتتاح مؤتمر العلاقات اليمنية الخليجية إلى خصوصية العلاقة بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية التي تستند إلى عمق تاريخي وزخم إنساني ومصالح مشروعة وإيمان مشترك بأن الحاضر ومجرياته والمستقبل وآماله توجب على الجميع السير في طريق التعاون والتلاحم والتكامل، ومواجهة التحديات والأخطار متوحّدين على أرضية واحدة موحّدة وبعقول نيّرة وتصميم قوي لخدمة شعوب هذه البلدان وضمان مستقبل مزدهر آمن لها. وأشاد الإرياني بدور وجهود مجلس التعاون لدول الخليج العربية في تحقيق التكامل الاقتصادي وتجسيده للوحدة الاقتصادية العربية. وقال الدكتور الإرياني "نعيش كلنا في عالم يتجه نحو التكامل والتكتّل، وتستحق شعوبنا أن تعمل طلائعها وينشط مثقفوها ورجالاتها في سبيل تعزيز قيم التعاون والتكامل فيما بينها، والعمل على تعزيز الإيجابيات وتنميتها، ومعالجة السلبيات وتقليلها".
الحسن: أزمات اليمن ستمس امن واستقرار الخليج ولفت الدكتور عمر الحسن-رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة" الى إن الأزمات التي تعيشها اليمن والتطورات السلبية على الصعيدين اليمني والإقليمي توجب على دول مجلس التعاون الخليجي إتباع سياسة تقوم على احتضان اليمن والعمل على إدماجه أكثر في محيطه الإقليمي كون هذه التطورات السلبية تمس أمن واستقرار دول الخليج بصورة لافتة". وفي ورقته المقدمة في المؤتمر بعنوان( تقييم لمسيرة انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي- نظرة لأبرز الصعوبات والمعوقات مع تقديم رؤية استشرافية) تطرق الى طلب اليمن الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي حيث قال" ان هناك تحفظات خليجية ومصادر قلق إضافي غير معلن إزاء انضمام اليمن، منها اختلاف طبيعة الأنظمة الحاكمة في الخليج عن طبيعة النظام الحاكم في اليمن،مضيفاً"إن هذا الطلب آثار الجدل بين المحللين والمعنيين فهناك فريق يرى أن فرصة انضمام اليمن كبيرة مستنداً في ذلك إلى اعتبارات أمنية واقتصادية وجيوبوليتيكية فيما يذهب فريق آخر إلى أن فرصة انضمام اليمن تبدو ضئيلة نظرا للإختلاف الواضح بين صنعاء والعواصم الخليجية التي من أبرزها الوضع الاقتصادي والسياسي والأمني وضعف البناء المؤسسي والجهاز الإداري للدولة اليمنية إضافة إلى التعاطي مع أحزاب المعارضة والصراعات القبلية وإثارة قضية الانفصال مجدداً والتمرد الحوثي وظاهرتي الاختطاف وحمل السلاح". وتناول الدكتور/ مطهر السعيدي عضو مجلس الشورى - أستاذ الاقتصاد بجامعة صنعاء في ورقته(الأبعاد الإستراتيجية لانضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي)مؤكدا أن الوضع القائم لم يؤدي ولا يمكن أن يؤدي إلى تبلور شخصية ومكانة الإقليم الدولية التي تعطي الوزن والاعتبار كلاعب سياسي واقتصادي وتحديد نطاق مصالحه ومصالح بلدانه الحيوية المشروعة السياسية منها والاقتصادية أو الأمنية التي يجب أن يحترمها الآخرون، وهو علاوة على ذلك يبرز حقيقة عدم وجود النوايا السياسية الجادة لتعريف وتحديد هذه المصالح ناهيك عن الدفاع عنها وتأطيرها. وتوقع السعدي أن تظل هذه العلاقات في ظل عدم الوضوح وعدم اليقين محكوم بالتردد والتهيب الذي يزيد من تعقيد بيئتها العامة وسوف تستمر العلاقة ميالة إلى المجاملات والمداهنات والمداراة السياسية على حساب بناء قاعدة المصالح الواسعة والمشتركة". وقدم الباحث في العلوم السياسية بجامعة صنعاء أ. ناصر الطويل ورقة(المحددات السياسية للعلاقات اليمنية الخليجية قبل وبعد الوحدة اليمنية المباركة). الخبير السعودي الدخيل:يدعوا النظام لحل مشاكله داخليا من جهته قال: الخبير السعودي د. خالد الدخيل" ان بمقدور السعودية مساعدة اليمن في الخروج من مشاكلها السياسية والاقتصادية، لكنه بذات الوقت دعا النظام اليمني إلى "الكف عن تصدير أزماته للخارج". مؤكداً ان حل مشاكل اليمن تكون من الداخل وليس من الخارج. وأكد الدكتور / عبد الرحمن بافضل - رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح " أن العمالة اليمنية هي الضمانة الوحيدة للحفاظ على هوية الخليج وتقويته،منوهاً الى ان العمالة الوافدة غير العربية والإسلامية باتت تهدد هوية الخليج". ويتناول المؤتمر الذي يقام تحت شعار (العلاقات اليمنية الخليجية.. الماضي والحاضر وآفاق المستقبل) في مجمله 8 أوراق من خلال أربع جلسات عمل تتناول الرؤى والأبعاد اليمنية والخليجية لمسألة انضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي، يقدمها عدد من الباحثين والأكاديميين اليمنيين والخليجيين ".