نفى السفير البريطاني في اليمن استدعاء أي شخصية غير رسمية لحضور مؤتمر لندن، أو تقديمه أي دعم مالي جديد لليمن. وأكد "تيم تورلو: في حديثه للصحفيين بالمؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم الأربعاء- في العاصمة صنعاء لتوضيح إستراتيجية مؤتمر لندن حول اليمن والمقرر انعقاده في نهاية الشهر الحالي:" أن المؤتمر سيناقش التحديات السياسية والإقتصادية التي تواجه اليمن، وإيجاد حلول لأسباب التطرف، وكيفية معالجته، ولا يوجد أي جوانب دعم مالي جديد لليمن. مشيرا إلى أن التحدي الإقتصادي يعد أبرز التحديات المختلفة التي تواجه اليمن، نتيجة تراجع الزراعة وعوائد إنتاج النفط، التي قال أنهما يعدان ابرز مصادر دخل المواطنيين والدخل القومي للبلاد، اضافة لشحة المياه، وتراجع أسعار النفط، وتزامنها مع التزايد السكاني الكبير الذي جعل اليمن من أكثر الدول في نمو السكان. مجددا تأكيد الحكومة البريطانية على التزامها بدعم اليمن إقتصاديا وسياسيا، والإيفاء بالوعد السابق الذي قال أنها تعهدت به في مؤتمر سابق. وعن الدعم المالي الذي يقدمه المؤتمر لليمن قال السفير تورلو:" لن تكون هنالك وعود مالية جديدة او أنشطة أخرى خاصة يقدمها المؤتمر الى اليمن الذي يواجه جملة من المشاكل الاقتصادية والسياسية والأمنية المتعلقة بالإرهاب والتطرف. وقال السفير البريطاني أن مؤتمر لندن الدولي يسعى إلى إيجاد تعاون مشترك لحل مشاكل اليمن بشكل أفضل، غير انه قال أن المؤتمر بالتأكيد لن يحل كل مشاكل اليمن في غضون ساعتين من الزمن. كما هو الزمن المقرر للمؤتمر. مؤكدا أن إعلان رئيس وزراء بلاده حول تعليق الرحلات الجوية إلى اليمن يأتي نتيجة لتزايد التهديدات ومايمثله تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من خطر قوي، وينطلق بإنشطته من اليمن. وقال السفير البريطاني:" إن المملكة المتحدة لديها طموح لإقامة علاقة متطورة و متنامية مع حكومة اليمن الموحد و أن مصالح اليمن وبريطانيا لن تكون جيدة ولا يمكن إدارتها بشكل أفضل إلا في ظل يمن موحد و مع حكومة واحدة تهتم و تراعي مصالح المواطنين في كافة أنحاء البلد ". وأضاف :" ندرك أن أي حديث عن يمن مقسم , إنما هو حديث عن كارثة, فهناك مصفوفة من التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن و لا نريد أن نضيف إليه مشكلة إدارتين مما سيفاقم التحديات بشكل اكبر" . ومضى قائلا :" ان بريطانيا تدرك جيدا انه إذا كان هناك يمن غير مستقر أو مشطر فان ذلك سيسبب مشكلة كبيرة ليس لليمن فحسب وإنما للمنطقة بكاملها". وأكد السفير تورلو أن الحكومة البريطانية تقدم دعما كبيرا ومتواصلا لكامل اليمن شماله و جنوبه و شرقه وغربه, لكي يستفيد منه كل أبناء اليمن الذين يعيشون في هذا البلد. وتابع قائلا :" المملكة المتحدة تقدم هذا الدعم للحكومة اليمنية التي تهتم و ترعى جميع أبناء اليمن ". وتطرق السفير البريطاني إلى التحضيرات الجارية لتنظيم مؤتمر دولي رفيع المستوى خاص باليمن سيعقد في لندن في ال 27 من يناير الجاري في ضوء الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون لإنعقاده .. مبينا أن الحكومة البريطانية تعمل منذ إطلاق تلك الدعوة جنبا الى جنب مع اليمن و الشركاء الدوليين الاساسيين للتحضير لهذا المؤتمر بما يكفل له النجاح المنشود . وأوضح أن هذا المؤتمر رغم أن مدة انعقاده ستكون قصيرة إلا أنه سيكون مؤتمرا استراتيجيا, وسيفتتحه رئيس الوزراء البريطاني ورئيس الوفد اليمني, ثم سيرأس فعالياته وزير الخارجية البريطاني دافيد ميليباند و ستقوم الحكومة اليمنية بتقديم أوراق عمل عن التحديات الاساسية التي تواجه اليمن اقتصاديا سياسيا , تنمويا , و امنيا لطرحها للنقاش من قبل المشاركين. وبين ان النقاش سيتركز على ثلاثة محاور تتمثل في تحليل مشترك للتحديات التي تواجهها اليمن تشمل اسباب التطرف وعدم الاستقرار و الاتفاق على مدخل شامل لمعالجة هذه التحديات, و كذا اعطاء زخم اكبر لبرنامج الاصلاحات السياسية و الاقتصادية في اليمن , اضافة الى سبل تطوير التنسيق وحشد الدعم الدولي لليمن بما يمكنه من التغلب على تلك التحديات .. مشيرا إلى أن وزيري الخارجية اليمني والبريطاني سيعقدان مؤتمرا صحفيا في ختام أعمال المؤتمر لكشف النتائج التي تمخضت عنه . ولفت إلى الدعم الذي تقدمه بريطانيا لليمن ينبع من أسباب إنسانية وليس لأية أغراض أخرى.. موضحا أن المبالغ التي تقدمها المملكة المتحدة لليمن في المجالات الامنية هي شحيحة جدا مقارنة بالمبالغ المقدمة لدعم مسيرة اليمن التنموية . وأشار إلى أن معظم الدعم البريطاني يتركز في المجالات الاقتصادية والتنموية حيث ان 90 بالمئة من نسبة الدعم المقدم يخصص لدعم مشاريع التنمية و 10 بالمئة فقط يخصص في مجال التعاون الامني.. مؤكدا ان بريطانيا من الدول القليلة التي وفت بما وعدت به في مؤتمر لندن عام 2006م حيث تم تقديم مانسبته 100 بالمئة من الدعم الذي تعهدت بتقديمه لليمن .