قالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن تنظيم القاعدة يستخدم تكنولوجيا الانترنت لنشر الكراهية كما تستخدمها دول مستبدة لسحق المعارضة, داعية في كلمة لها, أمس الخميس, إلى تحرير الانترنت في أنحاء العالم, كما طالبت بإدانة دولية لمن يقومون بشن هجمات الكترونية على شبكة المعلومات الدولية فيما سعت الصين لاحتواء التوتر مع الولاياتالمتحدة بشأن التسلل والرقابة على جوجل, التي قالت إنها تفكر في الانسحاب من الصين بعد تعرضها لهجوم الكتروني مصدره الصين استهدف آخرين أيضا. وأضافت هيلاري كلينتون في حديثها عن بواعث القلق بشأن التجسس الالكتروني في الصين الذي دفع شركة جوجل للتهديد بالخروج من السوق الصينية, أن "الدول أو الأشخاص الضالعون في هجمات الكترونية يجب أن يواجهوا العواقب والإدانة الدولية", في حين احتجت الخارجية الصينية بشدة على هذه التصريحات والأفعال التي قال المتحدث باسمها إنها "تخالف الوقائع والمسيئة للعلاقات الصينية الأمريكية". وأضاف ما زهاوكسو- المتحدث باسم خارجية الصين "أن شبكة الانترنت الصينية مفتوحة ونمو الانترنت في الصين نشط جدا" مشيرا إلى أن بلاده كانت تضم 384 مليون مشترك في الانترنت نهاية 2009 ما يشكل أكبر عدد من مستخدمي الانترنت في العالم، علاوة على 68،3 ملايين موقع الكتروني و180 مليون مدونة. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قد اعتبرت, في خطاب لها في واشنطن, حسب رويترز, مصر والسعودية وتونس من الدول التي تفرض رقابة على الانترنت أو تمارس تضييقا على المدونين "نحن مع شبكة انترنت واحدة يكون فيها للإنسانية كلها حقوق متساوية للحصول على المعلومات والأفكار". وأضافت كلينتون أن الصين وتونس وأوزبكستان عززت الرقابة على الانترنت بينما منعت فيتنام الدخول إلى مواقع اجتماعية شعبية على الشبكة واحتجزت مصر 30 من المدونين والنشطاء السياسيين. وأوضحت أن السعودية والصين وفيتنام منعت أيضا إمكانية الدخول على الانترنت للحصول على معلومات دينية أو أسكتت أصحاب معتقدات. وقالت كلينتون "لكن هذه التحديات يجب ألا تصبح ذريعة للحكومات للقيام بانتهاكات منهجية لحقوق وخصوصيات أولئك الذين يستخدمون الانترنت لأغراض سياسية سلمية". ووصفت تزايد القيود على الانترنت بأنه المعادل الحديث لجدار برلين, مشيرة إلى أن "هناك ستارا معلوماتيا جديدا ينزل في الكثير من أنحاء العالم". واتهمت الدول التي تبني حواجز الكترونية أمام أجزاء من الانترنت أو تقوم بعملية ترشيح أو تنقية لنتائج محركات البحث, بانتهاك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يضمن حرية المعلومات. وقالت "في عالم مترابط بقوة فان الهجوم على شبكات دولة يمكن أن يكون هجوما على جميع الدول", منوهة إلى أنها تتوقع من الصين أن تجري تحقيقا شاملا وشفافا في الهجمات الالكترونية التي دفعت شركة جوجل إلى بحث الانسحاب من البلاد, مضيفة أن "الدول التي تقيد حرية الحصول على المعلومات أو تنتهك الحقوق الأساسية لمستخدمي الانترنت تخاطر بعزل أنفسها عن التقدم في القرن القادم", حد تعبيرها. وفي السياق, قالت "جوجل", أكبر محرك للبحث على الانترنت في العالم, إنها تفكر في الانسحاب من الصين بعد تعرضها لهجوم الكتروني مصدره الصين استهدف آخرين أيضا, وما زالت الرقابة تفرض بصورة كبيرة على الموضوعات الحساسة على موقع جوجل باللغة الصينية. الخارجية الصينية: حديث كلينتون يسيء للعلاقات الثنائية إلى ذلك نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن نائب وزير الخارجية قوله في تصريحات لصحفيين صينيين "يجب عدم الربط بين واقعة جوجل والعلاقات الثنائية وإلا فان ذلك سيكون مبالغة في تصويرها". وكانت بكين قد اتهمت اليوم الجمعة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالإساءة للعلاقات الصينية-الأمريكية إثر خطابها حول الانترنت والرقابة. وقال ما زهاوكسو المتحدث باسم الخارجية الصينية إن "الدستور الصيني يحمي حرية التعبير للمواطنين وإن النهوض بتطوير الانترنت يشكل سياسة ثابتة لدينا". وأضاف أن بلاده هي "أبرز الضحايا في العالم لهجمات قراصنة المعلوماتية", داعيا الولاياتالمتحدة إلى احترام الوقائع والتوقف عن استغلال المشكلة المفترضة لحرية التعبير على الانترنت لتوجيه انتقادات غير مبررة بحق الصين, حد تعبيره. إلا أن زهاوكسو أكد أن الصين ترغب في تعزيز الحوار والتبادل والتعاون مع الولاياتالمتحدة, وتسوية الخلافات والمسائل الحساسة بالطريقة الملائمة بهدف حماية تطور سليم ومستقر للعلاقات الصينية الأمريكية. وفيما يتعلق ب"جوجل" أكد أنه "إن كانت لدى جوجل أو مؤسسات أجنبية أخرى مشاكل في الصين، فينبغي حلها وفق القانون والحكومة مستعدة للمساعدة".