قلل مصدر رسمي سعودي من أهمية المبادرة التي تقدم بها القائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي -للانسحاب من الأراضي السعودية مقابل وقف ما وصفه بعدوانها عليهم. ونقل موقع الإسلام اون لاين عن موقع هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي)، تأكيد المصدر السعودي أن المبادرة "ليست بالأمر المهم؛ لأن القوات السعودية نجحت في السيطرة على مواقعها الحدودية، ودحرت المتسللين وردعتهم". وفي حين أكد الناطق الرسمي للحوثيين اليوم الثلاثاء أن ما وصفه بالعدوان السعودي على المدنيين والأبرياء مايزال مستمرا، رغم انسحاب الحوثيين من جميع الأراضي السعودية". وقال محمد عبد السلام لموقع قناة العالم :" أن النظام السعودي يقتل يوميا المدنيين في اليمن تحت ذريعة سيطرة الحوثيين على قسم من أراضيه لذلك فان الحوثيين ومن اجل اخذ هذه الورقة السياسية من النظام السعودي ولتجريده من تبرير العدوان قرروا الانسحاب من 40 منطقة وموقعا في الأراضي السعودية أمس الاثنين".وجدد الناطق الرسمي للحوثيين اتهامه للطائرات الحربية السعودية وأسلحتها الصاروخية بمواصلة قصف المدنيين في صعدة ، متسببا بسقوط عدد من هؤلاء المدنيين بين قتيل وجريح أمس الأثننين". معتبرا أن استمرار مايسميه ب"العدوان السعودي سيكون عدوانا مشكوفا كونه يأتي لأهداف سياسية وإقليمية ودولية وأهداف أخرى، قال أنها تهدف الى "غزو البلد والسيطرة عليه". وأكد عبدالسلام انه في هذه الحالة ستكون للحوثيين استراتيجية جديدة في مهاجمة المواقع العسكرية السعودية وأنهم سيدافعون عن سيادة بلدهم بشتى الوسائل". وكان الحوثي قد أعلن أمس الاثنين، وقف القتال مع السعوديين وإنسحاب مقاتليه من كامل الأراضي السعودية التي قال أن أجتياحهم لها جاء لصد العدوان عليهم. وجاء إعلان الحوثي وقف العمليات القتالية مع السعودية، في ظل توارد أنباء عن عودة قطر إلى واجهة وساطتها السابقة، غير ان الأمر اقتصر هذه المرة على الحوثيين والسعودية، وبعد قتال دام بينهما نحو 3 أشهر، سقط خلالها أكثر من مائة قتيل من الجنود السعوديين بينهم ضباط، وكان الحوثي قد أشار في تسجيل صوتي له إلى أن مبادرته تأتي من اجل "حقن دماء المدنيين" وقام بموجبها بوقف إطلاق النار من جانب واحد، وسحب مسلحيه من المناطق الحدودية للسعودية والتي تسللوا إليها" بموجب مبادرته- غير أنه هدد "بحرب مفتوحة على جميع الجبهات" إذا لم تقبل الرياض تلك المبادرة"- حسب قوله. وتوقع المراقبون أن تتجاهل السعودية "مبادرة" الحوثي، على رغم إشارتها صراحة إلى اعتراف الحوثي بالكلفة الفادحة للحرب التي افتعلها ضد السعودية، فإنها جاءت مرفقة بشروط، في حين أكدت صحيفة الرياض "أن السعودية لم تطلب شيئا سوى انسحاب المتمردين من الجبال المطلة على حدودها". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية أمس الإثنين مسؤول رسمي قوله:"أن المتمردين يعدون لإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع القوات الحكومية أيضا،غير أن السلطة تصر على التزام الحوثيين بشروط اللجنة الامنية الخمسة والتمسك بها باعتبارها أساسا للتسوية ووقف إطلاق النار".