سخر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور كمال بن محمد البعداني من اعتقال سيف الحاضري- رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والنشر, من قبل السلطة, مشيرا إلى أنه قد يتبادر إلى ذهن القارئ للمرة الأولى بأن اعتقال الحاضري قد جاء وفقا لما تقتضيه مصلحة البلد, "فربما أن السلطات في بلادنا قد اكتشفت أن له علاقة بالشنفرة وطماح وغيرهما من قادة الحراك في المناطق الجنوبية, وربما لأنه متهما أيضا بقتل ثلاثة من أبناء القبيطة في منطقة الحبيلين العام المنصرم, وربما لأنه كان سببا في عدم تقدم الجيش في حرف سفيان أو أن له زيارات متكررة إلى منطقة "مطرة" معقل عبد الملك الحوثي". وأضاف في تصريح ل"مأرب برس" أن السلطة لم توجه له أي واحدة من تلك التهم, بل كانت تهمته الوحيدة أنه نشر في صحيفة أخبار اليوم اليومية الصادرة عن مؤسسة الشموع التي يرأسها, مادة منشورة في صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية والتي قالت إن الطيران الأمريكي شارك في ضرب عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة أبين إلى جانب الطيران اليمني, في حين أنه من المعلوم أن هذا الخبر كانت قد تناقلته وسائل الإعلام المختلفة والمواقع الالكترونية محليا وعربيا, مشيرا إلى أن التركيز على مؤسسة الشموع يدل على أن هناك جهات تريد تصفية حساب معها, حد تعبيره. وقال إن مؤسسة الشموع تصدر يومية "أخبار اليوم" التي تغطي كل ما يجري على منطقة القتال في صعدة, منوها إلى أن المقاتل في جبهة الحرب, قد ربما يستغني في يومه عن الزاد أو حزمة القات ولكنه لن يستطيع الاستغناء عن "أخبار اليوم" التي تصل إلى المواقع الأمامية بما تحمله من أخبار ترفع المعنويات وتشحذ الأفكار للمقاتلين. وأهاب البعداني "بأصحاب القرار في بلادنا بالإفراج الفوري عن الأستاذ سيف الحاضري مع الاعتذار لمؤسسة الشموع حتى لا تضيع الوطنية بين الناس". وكانت أجهزة الأمن قد قامت مساء الخميس الماضي باعتقال الزميل سيف الحاضري من مكتبه بمؤسسة الشموع في العاصمة صنعاء بعد أن نشرت يومية "أخبار اليوم" عدد الخميس 28/1/2010, الصادرة عن المؤسسة, انتقادات حادة لمؤتمر لندن, حيث جاء في مانشيتها الأول, إن المؤتمر هدفه تلغيم اليمن بلغم اجتماعي يعزز الطبقية ويسمح بالتدخل المباشر, إضافة إلى عنوان آخر توسط الصفحة الأولى في ذات العدد, جاء فيه "على النقيض من تصريحات الحكومة ونفيها التدخل العسكري الخارجي... صحيفة أمريكية: واشنطن شاركت بفرق عسكرية واستخباراتية بضرب القاعدة في اليمن".