كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعجل خطاها في نشر أنظمة دفاع صاروخية في منطقة الخليج تحسبا لأي هجوم من إيران، وفي خطوة إستباقية لردع أي محاولة أو هجوم إيراني على المنطقة، وتهدئة روع الإسرائيليين، و إقناعها بأنه لا توجد حاجة ملحة لقيامها بعمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية والصاروخية. إضافة إلى طمأنة الدول العربية أيضا بحيث لا يشعرون بالحاجة إلى التسلح النووي". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم" أن الولاياتالمتحدة تعمل على نشر سفن حربية قبالة السواحل الإيرانية ومنظومة دفاعية في دولة الكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة". لمواجهة الانطباع بأن إيران تخطو بخطى سريعة نحو تحولها إلى أعتى قوة عسكرية بالشرق الأوسط، وإحباط أي تصعيد إيراني مع الغرب إذا ما فُرض عقوبات جديدة عليها. وأشار تقرير الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تأتي في مرحلة حرجة يحاول فيها أوباما التعاطي مع إيران، و بعد أشهر من الدبلوماسية الفاشلة، وفي حين تسعى الإدارة الأمريكية- حسب الصحيفة- إلى كسب إجماع دولي لفرض عقوبات ضد الحرس الثوري في إيران بحجة أنه يشرف على برنامج نووي سري. واوضحت " إن الأنباء عن نشر الولاياتالمتحدة منظومة صاروخية مضادة –بما فيها النقاش العلني النادر للجنرال ديفد بتراوس- تبدو وكأنها جزء من الإستراتيجية المنسقة للإدارة التي تهدف إلى زيادة الضغط على إيران". وكان الرئيس أوباما حذر في خطاب حالة الاتحاد من "العواقب" إذا ما استمرت إيران في تحدي المطالب الأممية التي تقضي بوقف تصنيع الوقود النووي، وتطابق ذلك مع تحذير وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يوم الجمعة للصين من أن معارضتها للعقوبات ينم عن قصر في النظر. وتشير نيويورك تايمز إلى أن قبول الدول العربية بالأسلحة الأميركية والجنود المرافقين لصيانتها يكشف عن القلق المتزايد في المنطقة من القدرات والطموحات النووي الإيرانية. وحسب المسؤولين في الإدارة، فإن نشر الدفاعات الصاروخية يهدف إلى ردع الإيرانيين، وطمأنة الدول العربية بحيث لا يشعرون بالحاجة إلى التسلح النووي، وكذلك تهدئة روع الإسرائيليين. وذكرت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمز جونز قام هذا الشهر بزيارة غير معلنة لإسرائيل بهدف تخفيف التوتر لدى الحكومة الإسرائيلية ومراجعة البرامج الاقتصادية والسرية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني، حسب مسؤولين مطلعين على اللقاء. وكان بتراوس خط الدفاع الأول قد وصف المهمة الأمريكية الجديدة بالخليج بقوله:" إن الولايات المتحد تحتفظ الآن بطرادات مدرعة تقوم بدوريات على مدار الساعة في سواحل الخليج، وهي مجهزة بأنظمة رادار وصواريخ مضادة مصممة لاعتراض الصواريخ المتوسطة المدى. رافضا بتراوس الإفصاح -في مؤتمر بمعهد لدراسة الحروب في 22 يناير/ كانون الثاني -عن الدول العربية التي ستتلقى الأسلحة الأميركية لأن العديد من دول المنطقة تتردد في الكشف عن تلقيها مساعدات عسكرية وما يرافقها من جنود بشكل علني، ولكن طبيعة المنظومة الصاروخية تبقى سرية"- وفق حديثه، الذي اعتبر فيه أن "إيران باتت بشكل جلي تهديدا خطيرا لأولئك في الجانب الآخر من الخليج". وقال إن التعجيل في المنظومة الصاروخية –التي بدأت في عهد الرئيس السابق جورج بوش- يشمل ثماني منظومات صاروخية من نوع باتريوت، اثنان منها في كل دولة من الدول الأربع، وهي قادرة على إسقاط الصواريخ القصيرة المدى.