كشفت تقارير صحفية عن نشر الولايات المتحدة أنظمة صواريخ دفاعية متقدمة في أربعة بلدان خليجية عربية ، وعددا إضافيا من السفن الحربية التي تحمل صواريخ متوسطة في مياه الخليج؛ "تحسبا لأي هجوم محتمل قد تشنه إيران"، بعد وصول الجهود الدبلوماسية الأمريكية إلى طريق مسدود فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، بحسب تلك الصحف. وذكرت صحيفة ال"يو. إس. إيه توداي" الأمريكية اليوم الأحد أنه بينما تتجه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما نحو فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران، فإنها بدأت في تطوير نهج جديد للدفاع عن حلفائها العرب في الخليج من ضربات صاروخية إيرانية محتملة. ونقلت عن مسئولين سياسيين وعسكريين أمريكيين قولهم إنه في إطار تدعيم الولايات المتحدة لما وصفوه ب"إجراءاتها الدفاعية" في الخليج العربي، تم نشر سفن حربية أمريكية جديدة أضيفت إلى تلك التي كانت موجودة بالفعل، وتحمل صواريخ دفاعية متوسطة المدى "لاعتراض أية صواريخ إيرانية ". وقالت الصحيفة إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بحثت مع الشركاء الأسبوع الماضي في العاصمة البريطانية لندن خلال حضورها مؤتمرين عن أفغانستان واليمن، التطورات حول إيران، وخلصت إلى وجود فشل في المسار الدبلوماسي المتعلق بالملف النووي الإيراني. وأشارت إلى أن ما وصفته ب"الدرع الصاروخي" الأمريكي الجديد في الخليج العربي سوف يكون ضمن خطط أمريكية أوسع لنشر منظومات دفاعية صاروخية في أماكن متفرقة من العالم، كما تحاول الآن في أوروبا الشرقية، وأضافت :أن الخطط الأمريكية فشلت في هذا في شرق أوروبا بسبب المعارضة الروسية. وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية سوف تقدم غدا الإثنين إلى الكونجرس الأمريكي مراجعاتها بشأن خططها الدفاعية الصاروخية عبر العالم، ومن بينها خططها في الخليج العربي. وتعليقا على ذلك، قال مسئول عسكري أمريكي لم تذكر الصحيفة اسمه: إن التعديلات التي تتم على الخطط الأمريكية في الخليج "يجب أن ينظر إليها على أنها تدابير دفاعية حذرة تهدف إلى ردع إيران عن اتخاذ أية إجراءات عدوانية في المنطقة"، واعتبرت الصحيفة أن ذلك قد يكون إشارة على أن واشنطن تتوقع ردا من إيران في حال فرض أية عقوبات جديدة عليها. من جهتها، ذكرت ال"نيويورك تايمز" أن السفن التي تحمل الصواريخ الاعتراضية متوسطة المدى التي تنشرها الولايات المتحدة في الوقت الراهن "يتم نشرها قبالة السواحل الإيرانية". وأضافت الصحيفة أن السفن أعدت لإطلاق صواريخ متوسطة المدى لاعتراض الصواريخ الإيرانية، لاسيما الصواريخ من عائلة "شهاب- 3"، إلا أن الحديث الأمريكي لا يدور حول صواريخ بالستية إيرانية تحمل رءوسا نووية، وإنما هي رءوس تقليدية فقط. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي وصفته بالرفيع أن الهدف الأول من هذه الإستراتيجية الجديدة "هو ردع إيران عن مهاجمة جيرانها"، كما تهدف واشنطن أيضا إلى تقليص رغبة بعض الدول العربية في امتلاك سلاح نووي في مواجهة الخطط الإيرانية لذلك، بحسب المسئول الأمريكي. من جهتها، أشارت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية إلى وجود "تصعيد كلامي" بين واشنطن وطهران؛ حيث أشارت إلى ما قاله قائد القيادة المركزية بهيئة أركان الجيوش الأمريكية المشتركة، الجنرال ديفيد بتريوس، في تصريحات ل"سي. إن. إن" بأن واشنطن "وضعت خطط طوارئ للتعامل مع الملف النووي الإيراني". وكان بتريوس قد تحدث علانية عن نشر هذه المنظومة الدفاعية الجديدة في الخليج العربي خلال مؤتمر في "معهد دراسة الحرب" في 22 يناير الجاري؛ حيث قال: "دول الواجهة في الجانب الآخر من الخليج تنظر إلى إيران باعتبارها تهديدا خطيرا للغاية". كما قال القائد العسكري الأمريكي إن نشر صواريخ باتريوت الدفاعية المتطورة في الخليج بدأ قبل قرابة شهر "مع اتضاح اصطدام الجهود الدبلوماسية بعقبات لفرض عقوبات جديدة على إيران". وتأتي التقارير الصحفية الأمريكية، بحسب "سي. إن. إن"، بعد دعوة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، خلال زيارته الأخيرة للكويت الأربعاء الماضي، الدول العربية في الخليج العربي، والتي تضم قواعد للقوات الأمريكية على أراضيها، إلى عدم السماح باستخدام أراضيها لضرب إيران، محذرا في الوقت نفسه بتحويل إسرائيل إلى "أرض محروقة"، في حال إذا ما أقدمت على مهاجمة طهران. كما هدد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، بأن الأساطيل البحرية الغربية في مياه الخليج "ستكون "أفضل أهداف للجيش الإيراني في حالة تعرض بلاده للهجوم". ( صحف ووكالات )