وُضِعَ مشروع قرار أمام مجلس الشيوخ الأمريكي يتعلق بمعالجة الأزمة الراهنة في اليمن من خلال مشاركة المملكة العربية السعودية, في حين طالب أكاديمي أمريكي من الإدارة الأمريكية أن تصغي لطلب الملك عبد الله بشأن إنقاذ اليمن, محذرا من أن وجود دولة ضعيفة على حدود أكبر دولة مصدرة للنفط يهدد الاقتصاد العالمي. فقد تقدم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي المرشح الرئاسي السابق السناتور جون كيري، بمشروع قرار يطالب بتنفيذ إستراتيجية شاملة في اليمن، تشارك فيها السعودية على وجه الخصوص ودول مجلس التعاون الخليجي مع الإدارة الأمريكية لدعم حكومة اليمن بمواجهة تمرد الحوثيين ودعوات الانفصال والقاعدة. ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية أن المشروع الذي نشرت أجزاء منه وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك", دعا المجتمع الدولي بتنسيق وتقوية برامج المساعدات في اليمن. من جهته دعا الأكاديمي الأمريكي روب سبحاني إلى إيجاد برامج تملأ فراغ الشباب اليمني العاطل عن العمل، باعتبارها إستراتيجية سعودية. وأضاف سبحاني في مقال له نشرته صحيفة "الوطن" اليوم الاثنين, أن محاولة تفجير الطائرة المتجهة إلى ديترويت يوم عيد الميلاد حذرت الجميع من الخطر الذي تشكله الخلايا الإرهابية التي تتلقى تدريباتها في اليمن. وقال في مقاله الذي جاء تحت عنوان "حتى لا تكون اليمن ملجأ القاعدة التالي" إن هذا البلد يحتاج إلى دعم دولي طارئ، لأن وجود دولة ضعيفة على حدود السعودية – أكبر منتج للنفط في العالم - سيكون له تأثيرات هائلة على الاقتصاد العالمي والحرب على الإرهاب. وأوضح أن اليمن تنحدر شيئا فشيئا نحو مزيد من المشاكل بسبب الحكم الضعيف، محذرا من دعم إيراني محتمل للانفصاليين الحوثيين، وقيام القاعدة بتجنيد وحشد التأييد دون رقابة، بالإضافة على الحركة الانفصالية في الجنوب، ونسبة البطالة التي تصل إلى 35%، مشيرا أن على الولاياتالمتحدة أن تفكر في الطلب من الملك السعودي في تقديم رؤيته لبناء الدولة لإنقاذ اليمن. وقال إن على واشنطن ألا تكرر أخطاء إدارة الرئيس بوش في أفغانستان والعراق، حيث ركزت الولاياتالمتحدة بشكل مفرط على حل المشكلة الأمنية الآنية دون معالجة الإطار الأكبر للتهديد الإرهابي, في حين أن المنهج الصحيح في اليمن هو في بناء حكم جيد وإيجاد تنمية اقتصادية, منوها إلى أن الشخص المناسب لقيادة ذلك الجهد الإستراتيجي هو الملك عبد الله. وأضاف "إذا أراد الرئيس أوباما تجنب تحويل اليمن إلى أفغانستان ثانية، عليه أن يطلب المساعدة من العاهل السعودي", فمثل هذه الشراكة يمكن أن تحقق الاستقرار لليمن على عدة مستويات, على حد تعبيره. وأكد الأكاديمي الأمريكي على بناء منشآت رياضية ملحقة بمراكز إعادة التأهيل في كافة أنحاء اليمن بتعاون سعودي- أمريكي يمكن أن تكون بداية جيدة ثانيا، لإيجاد برامج تملأ فراغ الشباب اليمني العاطل عن العمل, بحيث يمكن توظيف الشباب اليمني لبناء هذه المراكز، وفي الواقع تمتلك شركة مركزها فرجينيا تقنية خاصة لإنشاء هذه المباني خلال 24 ساعة في الموقع, حد قوله. وأشار روب سبحاني إلى أن الملك عبد الله أوضح أن اليمن بحاجة إلى خطة مارشال التي اعتمدت بعد الحرب العالمية الثانية لإعادة بناء أوروبا, وألمح سبحاني إلى أن أحد أهم الأمور التي يجب الانتباه إليها هو مخزون المياه المتناقص في اليمن, إذ أن هناك 46% من الريفيين اليمنيين فقط قادرون على الحصول على كميات كافية من المياه, مبينا أن بناء محطات تحلية يمكن أن يعكس هذه المشكلة ويقود لتنمية اقتصادية ستقود إلى بناء صناعة سياحية واعدة على السواحل اليمنية مما يوجد فرص عمل ويوفر موردا متجددا من الدخل للحكومة المركزية. وفي إطار الحلول للتنمية الاقتصادية التي وضعها الأكاديمي الأمريكي, فإن فريق من الخبراء القانونيين والاقتصاديين السعوديين والأمريكيين يمكن أن يساعد الحكومة اليمنية للتفاوض على عقود لتصدير الغاز الطبيعي إلى السعودية التي تحتاج إلى الغاز, بالإضافة إلى ذلك، يتمتع اليمن, حسب سبحاني, بموقع استراتيجي جيد بالنسبة لجميع أسواق الغاز الطبيعي, وفي حين ستصبح اليمن أكثر استقرارا، ستكون شركات النفط الأجنبية أكثر استعدادا لدراسة استثمارات هامة لرأس المال يحتاجها اليمن لتطوير احتياطي الغاز الطبيعي في البلد. وقال إن نجاح الشراكة السعودية الأمريكية لإنقاذ اليمن من الانفجار الداخلي والتحول إلى ملاذ للإرهابيين يعتمد على التعاون من الرئيس اليمني علي عبد الله الصالح, مقترحا أن يحافظ الملك عبد الله على علاقات قوية مع الرئيس اليمني, باعتبار الأول رجل دولة إقليمي كبير وحكيم لا يتردد في التحدث بصراحة إلى زملائه, في حين أن الرئيس صالح يحتاج إلى حليف مثل الملك عبد الله الآن أكثر من أي وقت مضى، للحرص على مستقبل اليمن, حسب تعبيره.