أعلن في اليمن عن تأسيس «تيار المستقبل»، وهو تيار سياسي بأجندة تنموية ويضم حوالي 50 شخصية سياسية وأكاديمية من عدد من الأحزاب السياسية اليمنية. ويثير تأسيس هذا التيار جدلا واسع النطاق في الساحة اليمنية، بسبب إشهاره مع قرب الاستحقاق الوطني المتمثل في الانتخابات الرئاسية والمحلية «البلدية» المقررة في سبتمبر(أيلول) المقبل. ويقول مؤسسو التيار إن غايتهم هي «المساعدة في تهيئة اليمن للانتقال إلى مستقبل يتسع لكل آمال اليمنيين ويستوعب طموحاتهم المشروعة في حياة حرة كريمة آمنة ومستقرة يسودها العدل والرخاء». وذلك من خلال «المساهمة الفاعلة في تقديم الأفكار والرؤى والبرامج المتبصرة لمشكلات الواقع والمتوافقة مع احتياجات الوطن». بحسب بيان الإشهار الذي أكد فيه المؤسسون أيضا على أنهم لا يطمحون أو يتطلعون إلى السلطة في الوقت الراهن «أيا كانت حوافزها ولا دوافع نحو المعارضة أيا كانت أسبابها. ويهدف التيار إلى رعاية حوار بين أطراف المعادلة السياسية اليمنية وتقديم مشاريع تنموية واقتصادية ومحاربة الفساد وظاهرة الثأر، إعادة تنظيم الاقتصاد الوطني وإصلاح الاختلالات البنيوية فيه والتركيز على القطاعات الاقتصادية ذات الميزة التنافسية، مثل الصناعة والتجارة والسياحة والأسماك، وإعادة تأهيل مدن السواحل وفق معطيات الاقتصاد الجديد ذي الميزة التنافسية، بما في ذلك إعادة التصدير، استكمال البنية التحتية من طرق ومواصلات ومياه وكهرباء وربط مدن السواحل بشبكة من سكك الحديد، إصلاح النظام التعليمي وربطه باحتياجات التنمية وجعله نظاما يشجع على الابتكار والإبداع، إصلاح نظام الرعاية الطبية وجعله نظاما يتسم بالكفاءة والخدمة الجيدة وأن يغطي الجمهورية اليمنية، تعزيز دور الدولة ومؤسساتها وتفعيل دور النظام والقانون واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتجريم كل من يتعرض لها، الحد من انتشار السلاح أو الاتجار به وتقنين حيازته على الأقل في عواصم المحافظات والمناطق الحضرية، مع العمل على التوصل إلى توافق وطني ينهي ظاهرة الثأر ويفرغ الطاقات الوطنية للتنمية الشاملة وإصلاح منظومة القضاء عبر حوار وطني مسؤول يستهدف تحقيق الاستقلالية الكاملة والكفاءة المهنية للكادر القضائي، ليكون القضاء حارسا للحقوق والحريات وضامنا للتحول الديمقراطي. وينفي محسن العمودي القيادي الرابطي السابق، رئيس تيار المستقبل أن يكون التيار حزبا سياسيا، ويقول «إنه اصطفاف سياسي وطني يجمع نخبة من المتطلعين إلى المستقبل متجردين من كل موروثات الماضي وآثار الصراعات السابقة، يرون أن نقاط الالتقاء بين كل ألوان الطيف السياسي أكبر من نقاط الاختلاف والتباين، مؤكدين أننا لا نقدم أنفسنا بديلا لأحد، ولكننا من أجل الجميع تجمعنا بهم حاجات المستقبل وضرورات الحاضر، منطلقين تحت شعار اليمن أولا... اليمن دائما». ويتجنب العمودي الرد على سؤال ل«الشرق الأوسط» حول تلقي التيار لدعم مالي من الرئيس علي عبد الله صالح ويقول: «الالتقاء بالرئيس بحد ذاته يعتبر دعما غير عادي، ووجدنا منه كل الحفاوة والترحيب بفكرة التيار، وقد أعلنا في بياننا الأول أننا نراهن على فخامته وعلى اقتداره بتوظيف ملكاته التاريخية كقائد واستثمار الإجماع الوطني حول محورية دوره القيادي لتحقيق نقلة نوعية في النظام السياسي وطفرة اقتصادية تؤمن للشعب اليمني نظاما سياسيا ديمقراطيا مستقرا لا تستبد به التجاذبات». وعن إشهار التيار مع قرب موعد الانتخابات، يرى العمودي أن توقيت الإعلان وحسب رأي مؤسسي التيار ومناصريه، كان موفقا «وكلنا نعلم أن اليمن على أبواب استحقاق انتخابي بشقيه المحلي والرئاسي، وكان ينبغي وجود صوت عقلاني متزن وهادئ في ظل التجاذبات الحاصلة». المعارضة اليمنية لم تعلن موقفا واضحا من التيار الجديد، وبدت حذرة من التصريح بموقف معين تجاه التيار حتى اللحظة، غير أن مصدرا في تكتل اللقاء المشترك الرئيسي المعارض في البلاد، قال ل«الشرق الأوسط» إن «المسألة غامضة وليس معروفا جدية مؤسسي التيار». وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: «التيار منتجات السلطة، وما تنتجه السلطات ليس مستقبلا وإنما إعادة إنتاج للماضي». ومن ابرز مؤسسي التيار احمد عبد الله الصوفي، عضو في الحزب الحاكم «المؤتمر الشعبي العام» وقيادي في مجلس الوزراء اليمني وهو من ناشطي المجتمع المدني والذي يشغل في التيار موقع المنسق العام. إضافة إلى رئيس التيار، محسن العمودي، وهو قيادي سابق في حزب رابطة أبناء اليمن «رأي»، الذي يتزعمه عبد الرحمن الجفري، المعارض اليمني بالخارج.