أشعل مواطنان عربيان اليوم النار في جسديهما بمصر وموريتانيا في حادثة تحاكي ما أقدم عليه الشاب التونسي محمد البوعزيزي مما فجر احتجاجات عارمة أدت للإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. وفي وقت تناقلت أنباء عاجلة خبر اقدام شاب موريتاني ثري على احراق نفسه اليوم امام القصر الجمهوري وذكرت مصادر بالشرطة الموريتانية أن الرجل الذي أشعل النار في نفسه قيل إنه رجل أعمال يبلغ من العمر 40 عاما، ومن أسرة ثرية كان يحتج على ما زعم أنه سوء معاملة الحكومة لعشيرته. وقال شهود إنه سكب على نفسه البنزين بينما كان داخل سيارته الموصدة وأحرق نفسه قبل أن تهشم قوات أمن وبعض المارة نوافذ السيارة لإخراجه، ونقل بعد ذلك إلى المستشفى. وبحسب وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة فإن الشاب الذي أحرق نفسه يدعى يعقوب ولد دحود، وهو من أسرة ثرية تنحدر من مدينة تجكجه وسط البلاد وحامل لشهادات عليا من فرنسا. وقد حاول عناصر الحرس والشرطة إجباره على مغادرة المنطقة المقابلة للقصر الرئاسي بنواكشوط، غير أن الرجل بادر بإشعال نفسه وسط السيارة في حادثة هي الأولى من نوعها بموريتانيا، ولا يزال وضع الرجل حرجا في أحد المراكز الصحية التابع للقوات المسلحة الموريتانية بمقاطعة لكصر بنواكشوط. على صعيد آخر، قالت مصادر أمنية وشهود عيان إن مواطن مصري اسمه عبده عبد المنعم، قام بسكب البنزين على جسده وأشعل النار صباح اليوم امام مجلس الشعب المصري قبل أن يتدخل رجال الإطفاء في مجلس الشعب إضافة إلى سائق سيارة أجرة -توافق مرورها- لانقاذه. وتم نقل الرجل إلى مستشفى القصر العيني حيث ذكرت مصادر طبية أنه يعاني من حروق من الدرجة الثالثة، وحالته خطيرة جدا. ونقلت وكالات الأنباء عن الشهود أن الرجل كان يردد هتافات ضد الشرطة وبالتحديد "جهاز أمن الدولة" وأنه تحدث عن تعرض مطعمه بالقنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية للإغلاق، ومحاولته تقديم شكوى للمسؤولين دون جدوى. وتكتسب هذه الواقعة أهمية بالغة بالنظر إلى أن شرارة الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس في الفترة الأخيرة انطلقت عندما قام الشاب محمد البوعزيزي بإشعال النار في نفسه بمدينة سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر/ كانون ثاني الماضي اعتراضا على معاملة مهينة من الشرطة. وتصاعدت الاحتجاجات التونسية حتى اضطرت الرئيس بن علي للفرار إلى السعودية، في حين انتقلت عدوى الاحتجاج بهذه الطريقة إلى الجزائر المجاورة حيث قام أربعة من الشبان بإشعال النار في أنفسهم على مدى اليومين الماضيين احتجاجا على الأوضاع في البلاد وللمطالبة بفرص عمل. وأعلنت وسائل إعلام جزائرية أمس عن وفاة أحد هؤلاء الشبان، وهو محسن بوطرفيف، الذي كان ضمن مجموعة التقت رئيس بلدية بوخضرة بولاية تبسة المحاذية للحدود مع تونس، وطالبوه بفرص عمل دون جدوى مما دفع بوطرفيف للتهديد بإحراق نفسه إذا لم يحصل على وظيفة، فدعاه رئيس البلدية بسخرية إلى حرق نفسه إذا كانت لديه شجاعة محمد البوعزيزي. وقد اتخذ والي محافظة تبسة فور وقوع الحادثة قرارا بإقالة رئيس البلدية وأنشأ لجنة لتسجيل مطالب شباب المنطقة خوفا من تكرار الحادثة، في حين قال وزير الدولة الجزائري عبد العزيز بلخادم الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة إنه لا يوجد تشابه بين الاحتجاجات في تونس ونظيرتها بالجزائر. * في الصورة الشاب التونسي البوعزيزي.
