أبدا التجار والعاملون في المحلات التجارية في صنعاء وغالبية المدن اليمنية تجاوباً كبيراً في العصيان المدني صباح اليوم الأربعاء استجابة للدعوة التي وجهتها لهم اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية تعبيراً منهم عن دعمهم للثورة وتأييدهم لمطالبها بسقوط النظام ورحيل رموزه والتوقف عن ارتكاب مزيداً من الجرائم وسفك الدماء. وشهدت اليوم اغلب المدن اليمنية الرئيسية والثانوية ومراكز المديريات عصياناً مدنياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى 12 ظهراً, وتفاوتت نسبة الاستجابة العامة للإضراب في العاصمة ومدن (عدن وتعز وشبوة وحضرموت والحديدة ولحج وأبين وإب وذمار وغيرها) من 60% إلى 93%.
وكانت مدينة عدن هي الأكثر استجابة من بين المدن اليمنية حيث بلغت نسبة الاستجابة بأكثر من 93%، حيث تم إغلاق المحال التجارية بشكل كلي, وأمتنع الموظفين عن العمل في مؤسسات القطاع العام والخاص. ويقول صاحب محل في شارع الرياض (هائل) صدام آل سنان انه "قام بالإغلاق من الساعة 8 حتى 12 ظهراً إسهاماً منه في إنجاح ثورة الشباب السلمية وتحقيق أهداف الثوار ومطالبهم بسقوط النظام". ويضيف أن "استجابتنا لدعوة الشباب الخاصة بالعصيان نريد عبرها توصيل رسالة لعلي صالح أننا نحن التجار وشباب الثورة يداً واحدة ضده", وتابع "مصلحة الشباب هي مصلحتنا النابعة أصلاً من مصلحة الشعب العظيم الذي عانى الكثير من الظلم طوال 33 عاماً من حكم صالح ونظامه الفاسد المستبد". ويؤكد صدام ان ما يقوم به رجال الأعمال والتجار وأصحاب المحلات التجارية المتوسطة هو اقل مايمكن ان يقدموه لشباب الثورة الذين يقدمون أرواحهم من اجل مستقبلنا ومستقبل اليمن. وقال آل سنان أن التجار الذين لم يستجيبوا حتى الآن لدعوة شباب الثورة هم قله ويخافوا من بلاطجة صالح". ويرى تاجر ملابس آخر (محمد أحمد العليمي) ان العصيان المدني تلبية لدعوة الشباب "يتصاعد من أسبوع لآخر بشكل لافت", مؤكداً ان العصيان حقق نجاحاً كبيراً اليوم الأربعاء "يفوق نسبة ال 90 % في شارع هائل كواحد من أهم الشوارع التجارية بالعاصمة صنعاء". ويشير العليمي إلى إن إغلاقه لمحله وزملائه أصحاب المحلات الأخرى إستجابة منهم لدعوة شباب الثورة وتضامناً مع الشهداء الذين سقطوا علي ايدي بلاطجة وقناصة صالح في ميادين الحرية والتغيير, مؤكداً ان عصيانهم سيتمر حتى نجاح الثورة. ويضيف "ونحن مستعدون لإغلاق محلاتنا لو طلب منا ان نغلقها شهراً كاملاً أو سنة كاملة, فنحن جزء من هذا الشعب الذي يقتل أبناءه من قبل صالح وأجهزته الأمنية", وتابع "الشباب قدموا دمائهم ونحن سنقدم أموالنا ولن نخذلهم ولن نخون دمائهم ابداً" . ولفت العليمي إلى ما كان يتعرض له التجار من إجراءات تعسفية من قبل النظام, حيث كان يبتزهم من خلال البلدية والضرائب والمجالس المحلية.