فشلت لجنة الوساطة بين الشيخ صادق الأحمر، الرئيس علي عبد الله صالح، في التوصل لحل للأزمة التي أثارتها المواجهات الأخيرة بين قبائل حاشد وقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، وتسببت في مقتل العشرات، وإصابة المئات، قبل التوصل لهدنة تقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين، لإتاحة الفرصة للجنة شكلها الرئيس صالح للبحث عن مخرج سلمي للأزمة. ومن المقرر أن تنتهي الهدنة المتفق عليها في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم السبت، في الوقت الذي لا زالت فيه لجنة الوساطة عاجزة عن التوصل لحل ينزع فتيل المواجهات التي اشتعلت الأحد الماضي، واستمرت لثلاثة أيام، تعرض خلالها منزل الشيخ صادق الأحمر لقصف مدفعي وصاروخي مكثف، راح ضحيته عدد من أعضاء لجنة سابقة للوساطة مكلفة من قبله. وتواجه لجنة الوساطة الحالية عقبات على رأسها رفض الشيخ صادق الأحمر تسليم المقرات الحكومية التي استولت عليها خلال المواجهات، دون الحصول على ضمانات بعدم استخدامها مجددا كمواقع عسكرية من قبل قوت صالح لاستهداف منزل الأحمر. وقالت مصادر مطلعة بأن هذا الخلاف يهدد بنسف الهدنة بين الجانبين، خصوصا وأن صالح حريص على استعادة هذه المقرات الحكومية دون شروط، في الوقت الذي يشترط فيه قبائل حاشد عدم استخدام هذه المباني كمواقع يتم فيها تكديس الأسلحة والجنود من أجل استهداف منزل الشيخ الأحمر. ويأتي هذا الخلاف في الوقت الذي اقترح فيه البعض تسليم هذه المقار لشباب الثورة، لكون هذه المقرات ملك للشعب، الذي لم تعد حكومة صالح تمتلك الشرعية لتمثيله. وفي ضوء هذه التطورات تثار مخاوف من تجدد المواجهات المسلحة بين الطرفين، خصوصا وأن مكتب الشيخ صادق الأحمر، اتهم الرئيس صالح بمحاولة خرق الهدنة، من خلال حشد العشرات من المسلحين الذين يرتدون زيا مدنيا في الشوارع المحيطة بمنزل الشيخ الأحمر، وقيامهم بإطلاق النار اليوم باتجاه منزل الأحمر، الأمر الذي وصفه مكتب الشيخ الأحمر بأنه محاولات استفزازية تهدف إلى نسف الهدنة المتفق عليها بين الجانبين.