الترجمة خاصة بمأرب برس المصدر: الواشنطن بوست يفتتح الكاتب مقالته بالتساؤل عن كيف لأمريكا أن تحمي أراضيها من خطر الإرهاب دون التورط معه حرب طويلة. وللإجابة، يستدعى الكاتب حالة تعادل القوة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي السابق إبان الحرب الباردة. يقول إغناطيوس: " لقد كان السوفييت - بشكل واضح - خصم أكبر بكثير (من التطرف الإسلامي)، لكن منطق التعاطي (مع الخصمين) واحد". ويمضي الكاتب في القول أن إدارة أوباما لم تعلن عن هذه السياسة، ولكن يمكن قراءة خطوطها العريضة في سياسة الاستهداف بالطائرات بدون طيار، والتي أصبحت سلاح الولاياتالمتحدة الأشد فتكا ضد القاعدة، لدرجة أن الكاتب جون بيلنجر قال عنه في عدد سابق من الواشنطن بوست أن الطائرات بدون طيار هي "جوانتانامو" أوباما، فقد بلغ عدد الذين قتلتهم ضعف عدد معتقلي جوانتانامو. يرى إغناطيوس أنه رغم دعوات الساسة الأمريكان لضربات على معسكرات تدريب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وحركة الشباب في الصومال، إلا أن عدد الضربات بالطائرات غير المأهولة شهد نقصا ملحوظا في الأسابيع الأخيرة. يقول إغناطيوس: " لم يأت هذا القرار عفوا ، بل يهدف جزئيا إلى منع انتشار النموذج لطالباني في التمرد إلى ساحات جديدة كاليمن والصومال." كان جون برينان هو من صاغ سياسة استخدام الضربات العسكرية ضد معسكرات تدريب القاعدة وفروعها، لكنه ومسئولون كبار آخرون قرروا ( مؤخرا) عدم نقل هذه الضربات إلى أراض جديدة، منعا لاتساع الحرب التي تشحذ التمرد الإسلامي الذي تريد الولاياتالمتحدة احتوائه. و بخلاف الضربات التي وجهت إلى أشخاص فإنه لم يعد هناك ضربات موجهة لمعسكرات التدريب لفروع القاعدة باستثناء تلك التي تحدث في باكستان حيت تتمركز قيادة القاعدة. وينقل إغناطيوس عن مسئول أمريكي رفيع أنه في حال وجود تهديد مباشر على الولاياتالمتحدة من قبل أشخاص، فإنه يجرى التخويل ب "إجراء مباشر" يدرج هؤلاء الأشخاص في قائمة "للاعتقال أو القتل" و الذي ينتج عنه ضربه عن طريق طائرة بدون طيار. ويكتشف إغناطيوس صيغة الردع الجديدة في الحالة الصومالية، فمادامت حركة الشباب في حرب مع الحكومة الصومالية الانتقالية (وليس مباشرة مع الولاياتالمتحدة ) فإن دعم الولاياتالمتحدة للحكومة الصومالية لن يصل إلى حد استخدام الطائرات غير المأهولة، فهي مخصصة فقط لأولئك الأشخاص الذين يشكلون تهديدا مباشرا على الولاياتالمتحدة. وينقل إغناطيوس عن المسئول الأمريكي الرفيع قوله: "إذا أرادت حركة الشباب أن تزيد الخطر بالمحدق بها فلتقرر مهاجمتنا. وإذا تورطت في عمل يضر بشعبنا، عندها سنتصرف دفاعا عن النفس، وبنفس الوقت نرسل رسالة مفادها: جنت على نفسها براقش" هذه السياسة التي تم إعادة ضبطها طمأنت أهم حلفاء الولاياتالمتحدة كبريطانيا ذات المجاميع المسلمة المهاجرة والتي تخشى على نفسها من ردود الأفعال على حملات الولاياتالمتحدة ضد فروع القاعدة. ويختم إغناطيوس تحليله بالقول: "أن الجيد في السياسة الجديدة في استخدام الطائرات غير المأهولة أنها أدركت الحاجة إلى وجود قيود. فنحن لا نملك العدد الكافي من هذه الطائرات كي نقتل كل أعدائنا في حال قررنا تحويل العالم إلى ساحة مباحة لإطلاق النار. وهناك أمر مهم فيما يتعلق بإستراتيجية الردع : وهو الطريقة التي تنتهي بها الحرب مع القاعدة من خلال توازن مشترك في ضبط النفس يفرض هدنة أمر واقع حتى مع أعدى الأعداء"