قال دبلوماسيون في مجلس الأمن التابع للامم المتحدة اليوم الاربعاء ان دول المجلس بما فيها روسيا والصين وافقت على بيان بشأن سوريا يساند مساعي كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية لانهاء العنف. في حين أعلنت جماعة "جنود جبهة النصرة" الاسلامية السنية مسؤوليتها عن تفجير منشآت امنية في دمشق الاسبوع الماضي "ردا على قصف القوات السورية لحمص ومدن أخرى، متوعدة بشن المزيد من الهجمات على قوات الرئيس بشار الأسد. وقالت قناة العربية في خبل عاجل أن دبابات النظام السوري تقصف السوق الاثري بمدينة حمص، في حين نقلت عن تنسيقيات الثورة السورية وصول عدد شهداء اليوم الى 60 شخصا مع تواصل القصف المدفعي على عدد من المدن السورية. وحسب وكالة رويترز فإن البيان الذي وافق عليه مجلس الامن / يهدد سوريا باتخاذ "المزيد من الاجراءات" في حالة عدم التزامها باقتراح السلام الذي قدمه عنان من ست نقاط ويدعو الى وقف اطلاق النار واجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة وضمان دخول هيئات الاغاثة للمناطق التي تحتاج مساعدات. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد قال في وقت سابق انه يأمل أن يوافق المجلس التابع للامم المتحدة يوم الاربعاء على مسودة بيان حول الاوضاع هناك. وقال لافروف في مؤتمر صحفي بعد محادثات في برلين مع نظيريه الالماني والبولندي "يعكس نص المجلس الواقع في سوريا ويدعم أهداف عنان. نؤيده بالكامل." ومن جانبه قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله انه يتوقع من مجلس الامن أن يرسل "الاشارة اللازمة عصر اليوم لمساعدة شعب سوري وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون اليوم الاربعاء ان الازمة السورية خطيرة للغاية ولها "تداعيات هائلة" على العالم مع اندلاع مزيد من الاشتباكات في البلاد. وقال بان في كلمة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا في الوقت الذي اندلع فيه المزيد من المعارك وتعرضت ضاحيتان في دمشق للقصف "لا نعرف كيف ستتطور الاحداث لكن ما نعرفه هو اننا جميعا نتحمل مسؤولية العمل من أجل حل هذه الازمة العميقة البالغة الخطورة." ووفقا لرويترز فقد حققت قوات الاسد مكاسب في مواجهة مقاتلي المعارضة في أنحاء البلاد خلال الاسابيع القليلة الماضية لكن لا توجد مؤشرات على انحسار العنف مع ورود تقارير عن عدة هجمات شنها الجيش اليوم. وقال نشطاء ان الجيش وجه يوم الأربعاء نيران الدبابات والمدفعية والمدافع المضادة للطائرات الى ضاحيتي حرستا وعربين اللتين تسكنهما أغلبية سنية واستعادتهما قوات الاسد قبل شهرين من مقاتلي المعارضة لكنهما شهدتا تجددا لعمليات المقاتلين في الايام القليلة الماضية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش أطلق النار على حي الخالدية بحمص بعد يوم من مقتل 14 شخصا في المنطقة ذاتها خلال هجمات بالمورتر. وقال نشطاء ان قذائف مدفعية استهدفت بلدة الرستن الى الشمال من مدينة حمص في وسط سوريا وقلعة المضيق الى الشمال الغربي من مدينة حماة حيث تعرضت حاملة جند مدرعة لاطلاق النار. وقتل جندي في الهجوم. وأظهرت لقطات فيديو قصفا لقلعة المضيق. ولا يمكن التأكد من صحة التقارير الواردة من سوريا من جهة مستقلة لان السلطات تمنع دخول منظمات مدافعة عن حقوق الانسان وصحفيين. لكن بينما أحرزت قوات الاسد تقدما في ساحة المعارك بدا الرئيس السوري وكأنه يفقد المزيد من المكاسب على الجبهة الدبلوماسية بعد أن تبنت موسكو حليفته التقليدية نبرة جديدة أكثر حدة بعد شهور من المجاهرة بمساندة النظام السوري. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لمحطة كومرسانت الاذاعية الروسية "نعتقد أن القيادة السورية ردت بشكل خاطئ على الاحتجاجات السلمية عند بدء ظهورها وترتكب أخطاء كثيرة جدا." وأضاف "أدى ذلك للاسف.. الى بلوغ الصراع مثل هذه المرحلة الصعبة." كما تحدث لافروف عن فترة "انتقالية في المستقبل" لسوريا لكنه واصل رفض مطالب من دول غربية وعربية باستقالة الاسد قائلا ان هذه المسألة "غير واقعية". ولم يتضح على الفور ما اذا كان هذا التغيير في النبرة سيترجم الى تغير ملموس في الطريقة التي قد تتعامل بها القوى الدولية مع هذه الازمة بعد ان شهدت انقساما بسبب سوريا. وقال نجاتي طيارة وهو شخصية معارضة بارزة ان التغير في الموقف الروسي هو تغير في النبرة وليس في المضمون وان موسكو ما زالت تعتبر تأييدها للاسد جزءا من لعبة اقليمية لكنها تفقد تأييد الشعب السوري الذي يمكن أن يكون له رد فعل عسكي في حالة سقوط النظام السوري. وفي محاولة جديدة لضمان تأييد روسيا لنص جديد خففت قوى غربية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة من نبرة مسودة بيان يساند مساعي السلام التي يبذلها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان. وعقد مجلس الامن جولتين من المفاوضات يوم الثلاثاء حول بيان قال دبلوماسيون في المجلس انه يبدي "دعما كاملا" لمساعي السلام التي يبذلها عنان مع تهديد دمشق باتخاذ "المزيد من الخطوات" في حالة عدم التزامها بمطالب المجلس في "الوقت المناسب". وكانت نسخة سابقة من البيان تهدد سوريا باتخاذ الاممالمتحدة اجراءات جديدة اذا لم تلتزم دمشق بالمطالب خلال سبعة أيام وهو ما قال دبلوماسيون ان روسيا اعتبرته انذارا. ولمحت موسكو الى أنها ربما تؤيد النص الجديد. وأوفد عنان فريقا من خمسة خبراء الى دمشق يوم الاثنين لبحث سبل تنفيذ خطة السلام بما في ذلك وضع الية للسماح للمراقبين الدوليين بدخول البلاد. وشككت سوريا في جدوى مثل هذه المهمة.