ulv تغيب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن حضور قمة عربية مصغرة وصفت بأنها "تشاورية" دعا لها العقيد معمر القذافي في مدينة سرت الثلاثاء (23/1) دون إبداء الأسباب، بينما برر الرئيس التونسي زين العابدين غيابه لتعرضه لوعكة صحية حالت دون مشاركته في القمة. وربط مراقبون تغيب الرئيس صالح عن المشاركة في قمة سرت بخبر بثته "وكالة أنباء الجماهيرية الليبية" عشية انعقاد القمة المصغرة بشأن استقبال العقيد القذافي للشيخ حسين الأحمر نجل رئيس مجلس النواب، ورئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر. وأطلق القذافي على نجل رئيس البرلمان اليمني لقب "منسق القيادة الشعبية للقبائل"، و"مظلة وطنية لكل الشعب". وأوردت وكالة الأنباء الليبية أن القذافي استقبل حسين الأحمر، واصفة إياه "بمنسق القيادة الشعبية الاجتماعية اليمانية التي تضم مشايخ القبائل والعشائر في اليمن"، مشيرة إلى أنه "تم خلال اللقاء التأكيد على دور هذه القيادة الشعبية كمرجعية شعبية اجتماعية عامة باعتبارها مظلة وطنية لكل الشعب". وكانت الحكومة اليمنية أبدت في السابق امتعاضا واضحا من اللقاءات المتكررة بين السلطات الليبية والشيخ حسين الأحمر، وهو يشغل عضوية مجلس النواب، وكان رئيسا لفرع المؤتمر الشعبي الحاكم في محافظة عمران شمال صنعاء وتم إقصاؤه من موقعه في الانتخابات الأخيرة على خلفية مواقفه داخل البرلمان التي يصفها الحزب الحاكم بالمخالفة لسياساته. واتهمت مصادر إعلامية حكومية في آذار (مارس) العام الماضي الشيخ حسين عبد الله الأحمر بأنه تلقى أموالا ليبية لتأسيس حزب جديد، وقالت إن الجانب الليبي قدم (2) مليون برميل نفط لدعم الحزب الجديد، وهو ما نفاه الشيخ الأحمر. وكشف الشيخ حسين عبد الله الأحمر عن أن سلطات الأمن في مطار القاهرة أبلغته بعد وصوله يوم (8/1) اعتذارها لعدم السماح له بالدخول إلى الأراضي المصرية بناء على طلب تقدمت به السلطات اليمنية دون الكشف عن أي أسباب أخرى أو التطرق للمبررات التي دفعت السلطات المصرية إلى التجاوب مع هذا الطلب الذي اعتبره نجل الشيخ الأحمر "غريبا ويمثل أكبر إساءة توجهها دولة لأحد مواطنيها". وقال الأحمر في بيان صحفي تلقت وكالة "قدس برس" نسخة منه "لقد غادرت صنعاء متوجها إلى القاهرة عبر الخطوط الجوية اليمنية، وأنا أتمتع بكامل حقوقي الدستورية بما فيها حق الحصانة البرلمانية باعتباري نائبا ورئيسا للجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب". وأضاف "هذا التصرف الذي أقدمت عليه القيادة العليا اليمنية إذا كان هدفه الإساءة أو النيل من شخص حسين عبد الله الأحمر، فإنها بذلك قد أساءت إلى كل مواطن يمني بل وهي تؤكد استعدادها الدائم لتجاوز الدستور والقوانين النافذة من خلال تلفيق التهم بحق مواطنيها واستغلال علاقاتها الخارجية لملاحقتهم دون أسباب أو مبررات قانونية أو دستورية، وإنما بنزعات شخصية من خلال مطالبة بعض الدول باتخاذ إجراءات مهينة بحق مواطنيها على غرار إبلاغ الحكومة المصرية بمنعي من دخول الأراضي المصرية، في سابقة تعتبر الأولى في تاريخ العلاقات بين الدول". ووعد بإثارة قضية منعه دخول الأراضي المصرية بناء على رغبة الحكومة اليمنية عند عودته إلى بلاده، وقال "سأثير هذه المسألة في مجلس النواب وأمام كل الأحزاب والتنظيمات السياسية بما فيها الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) وكل القوى الوطنية والشرائح الاجتماعية نظرا لما تشكله من سابقة خطيرة تهدد كرامة المواطن اليمني وتنتهك حقوقه ليس على الصعيد الداخلي فحسب، ولكن بعد أن أصبحت الحكومة اليمنية تؤدي دوراً مهينا ضد مواطنيها في الخارج بدلا من الدفاع عنهم والذود عن كرامتهم وتجسيد الاحترام والالتزام بالدستور والقوانين من خلال رعاية أبناء الشعب في الداخل والخارج". وتعتقد أوساط سياسية مقربة من الشيخ حسين الأحمر أنه لا يمكن اعتبار زيارة ليبيا من المخالفات أو محل شبهة واليمن تتمتع بعلاقات جيدة مع ليبيا، وتقول هذه الأوساط "قبل أسابيع كان سيف الإسلام معمر القذافي في ضيافة العقيد أحمد علي عبد الله صالح وسبق للرئيس اصطحاب حسين الأحمر في زيارات إلى ليبيا؛ وهو ما يمكن تفسيره على أنه من باب اقتصار النفوذ الليبي على طرف واحد من (بيت الأحمر) أي الطرف الحاكم ومضايقة بقية الأطراف من التمتع بنفس المزايا السياسية والمالية. وبحسب مصادر إعلامية مقربة لمعت شخصية حسين الأحمر عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان من خلال معارضته لقرارات رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو ما عرفت شعبياً ب(الجرعات) وكذلك انتقادات وجهت للفساد والحكومة، وهو لا يزال رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام في محافظة عمران، وكان له دور بارز في تحشيد رموز قبائل يمنية والدفاع عن والده الذي تعرض لإساءات وتجريح في صحيفة المؤتمر الشعبي العام. وعلى إثرها فقد موقعه كرئيس لفرع الحزب الحاكم في محافظة عمران، ثم طُلبت منه مصادر رفيعة خوض المنافسة على عضوية اللجنة العامة خلال المؤتمر العام السابع في محافظة عدن إلا أنه سقط عبر ما يسمى ب(القائمة الوطنية) التي تطابقت مصادر بتبني الرئيس لإنجاح شخوص القائمة ولم يكن من بينهم حسين الأحمر. وما إن انفض المؤتمر حتى عاد حسين للواجهة الإعلامية بانتقادات أكثر قسوة من ذي قبل وبدأ الحديث عن رغبته ومجموعة برلمانية تسانده في إنشاء حزب جديد والانسلاخ عن الحزب الحاكم، وسارعت صحيفة الميثاق لسان حال حزب المؤتمر الشعبي العام باتهام حسين بتلقي أموال ليبية سرعان ما ظهر ودٌّ مفاجئ من خلال اصطحاب الرئيس لحسين الأحمر في زيارة قصيرة في مؤتمر الخرطوم واللقاء بالعقيد معمر القذافي تناقلت الأوساط السياسية الحديث عن هدنة غير معلنة بين حسين الأحمر وحزب المؤتمر