أطلق الزعيم الليبي معمر القذافي على الشيخ حسين عبد الله بن حسين الأحمر – خلال استقباله له يوم الاثنين الماضي في العاصمة طرابلس- لقب "منسق القيادة الشعبية للقبائل"، و"مظلة وطنية لكل الشعب". وأوردت وكالة الأنباء الليبية: أن الزعيم القذافي "قائد الثورة" استقبل حسين الأحمر، واصفة إياه "منسق القيادة الشعبية الاجتماعية اليمانية التي تضم مشائخ القبائل والعشائر في اليمن"، مشيرة إلى أنه "تم خلال اللقاء التأكيد على دور هذه القيادة الشعبية كمرجعية شعبية اجتماعية عامة باعتبارها مظلة اجتماعية وطنية لكل الشعب" . وتأتي هذه الزيارة في أعقاب ما تردد من أنباء تتهم ليبيا بتقديم أموال للشيخ حسين عبد الله الأحمر من أجل تمكينه لتأسيس حزب سياسي جديد في اليمن بعد خروجه من حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) الذي كان يشغل فيه منصب رئيس فرعه لمحافظة عمران. وقد أثارت علاقات الشيخ حسين الأحمر بليبيا الكثير من الجدل، حيث بدا خلالها حزب المؤتمر الشعبي مستاءً رغم التقاء الرئيس علي عبد الله صالح به خلال زيارته إلى ليبيا قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر 2006م، في نفس الوقت الذي كانت المملكة العربية السعودية وجهت اتهامات إلى ليبيا بدفع أموال لبعض العناصر القبلية في اليمن نظير القيام بأعمال تخريبية ضد المملكة، فسرها السياسيون بأنها إشارة غير مباشرة إلى الشيخ حسين الأحمر. وفي الأسبوع الماضي أثار منع السلطات المصرية في مطار القاهرة الدولي له من دخول مصر بعض الجدل حول مسوغات المنع، إلاّ أن حسين الأحمر ما لبث أن أصدر بياناً يتهم فيه السلطات الحكومية اليمنية بالوقوف وراء ذلك المنع، وطالب رئاسة مجلس النواب بتشكيل لجنة تحقيقية بالحادث. وبعد الوصف الليبي الرسمي لشخص الشيخ حسين الأحمر بأنه "منسق القبائل"، و"مرجعية شعبية اجتماعية عامة" و"مظلة اجتماعية وطنية لكل الشعب"، فإن من المتوقع أن يثار التساؤل مجدداً حول طبيعة الدور الذي يحاول الزعيم القذافي لعبه في اليمن، والذي يهييء له الشيخ حسين الأحمر- نجل الشيخ عبد الله الأحمر – رئيس مجلس النواب، رئيس حزب الإصلاح. يشار إلى أن العلاقات اليمنية – الليبية تشهد منذ فترة فتوراً كبيراً، يتسم في كثير من مراحله بالتوتر، وعدم الارتياح، وهو الأمر الذي يرجعه مراقبون إلى وجود تدخلات ليبية بالشأن الداخلي اليمني.