مددت السلطات اليمنية المهلة أمام الحوثيين، يومين آخرين، لتسليم أسلحتهم قبل خيار الحسم العسكري. وقالت المصادر الحكومية في صنعاء إن الدولة منحت العناصر الإرهابية في محافظة صعدة شمال اليمن يومين، وذلك للالتزام بما ورد في القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الوطني، السبت الماضي، والذي أكد ضرورة أن يسلم الحوثيون أنفسهم وأسلحتهم الثقيلة والمتوسطة حتى يستفيدوا من قرار العفو العام الذي كان قد صدر من الرئيس علي عبد الله صالح في فترة الصراع السابق على الأحداث التي اند لعت من جديد قبل أسبوعين في بعض المناطق بهذه المحافظة. واشترط القرار نزول الحوثيين من الجبال والعودة إلى قراهم ومساكنهم آمنين مطمئنين واحترام سيادة القانون والنظام القائم في البلاد. فيما كانت القوات المسلحة في مناطق المواجهات قد اعتقلت 5 من الحوثيين وبحوزتهم وثائق، قالت المصادر الحكومية إنها وثائق خطيرة. كما تم العثور على جثتين من أنصار الحوثي في منطقة الطلح بصعدة، وفي جيوب الجثتين مخدرات. وقالت السلطات إنها تحرزت على هذه المواد المخدرة. بينما قلل محافظ صعدة العميد يحيى الشامي من الأرقام التي ذكرت منذ بدء المواجهات في هذه المحافظة بشأن القتلى والجرحى من جانبي قوات الجيش والمتمردين الحوثيين، معتبرا تلك الأرقام مبالغا فيها. وقال: «لا توجد إحصاءات دقيقة بالنسبة للقتلى من أنصار الحوثي حتى الآن ونفى في ذات الوقت مشاركة الطائرات العسكرية والأسلحة الثقيلة في المواجهات مع الحوثيين». وذكر العميد الشامي أن المعركة الحاسمة لم تبدأ حتى الآن من جانب الدولة وما يجري هو مناوشات في ظل الاعتداءات المستمرة من جانب تلك العناصر الإرهابية التي تقوم بعمل بعض الكمائن وقطع الطرقات في عدد من المديريات في محافظة صعدة ونفى وجود وساطة في الوقت الراهن مع الحوثيين، فلا توجد وساطة مع المتمردين بسبب رفضهم لجنة الوساطة ورفضوا كل المساعي الخيرة التي عرضت عليهم وتسليم أنفسهم وإلقاء السلاح والعودة إلى مناطقهم آمنين، لكنهم مصرون على العنف والإرهاب واستهداف الجيش والأمن والإضرار بالمصالح العامة. وأكد محافظ صعدة أن الأعمال الإرهابية أضرت بتنفيذ المشاريع التنموية في عدد من هذه المحافظة تكلف بمئات الملايين من الدولارات والجاري تنفيذها في عدد من الطرق والمدارس والخدمات الصحية. وكانت المصادر الأمنية قد ذكرت أن عدد القتلى في قوات الجيش تجاوز 800 قتيل ونحو 6000 جريح وخسارة مادية قدرت ب600 مليون دولار على مدار الصراع الدامي بين الحوثيين والقوات الحكومية منذ يونيو (حزيران) من عام 2004 وحتى الآن، بينما قال مصدر عسكري إن 15 جنديا قتلوا من قوات الجيش كما قتل من الحوثيين 80 شخصا قبل يومين.