صحيفة تورنتو ستار الكندية تقرير ميشال شيبرد يقول الباحث الأول في اليمن في شؤون القاعدة إن الغارات التي شنتها الطائرات الأمريكية بلا طيار (الدرونز) في الآونة الأخيرة فشلت في قتل القادة البارزين في التنظيم ونفى مزاعم إحباط السلطات اليمنية لمخطط كان يستهدف تفجير منشأة نفطية كندية. عبدالرزاق الجمل الصحفي الذي يتمتع بتواصل خاص مع فرع التنظيم الإرهابي في اليمن، القاعدة في شبة جزيرة العرب، قال أن سلسلة الغار التي شنتها طائرات بلا طيار خلال الأثني عشر يوم الماضية أسفرت عن مقتل 32 شخص، بينهم جنود مشاة ذو رتب منخفضة ومدنيين. "بين أولئك القتلى أشخاص يعتبرون الى حد بعيد ضمن السطح الخارجي للتنظيم" يقول الجمل من العاصمة اليمنية صنعاء في مقابلة موسعة أجريت معه الخميس عبر الهاتف مع صحيفة تورنتو ستار. من المألوف أن نرى تقارير متضاربة حول عدد قتلى الهجمات التي تشنها الطائرات بلا طيار (الدرونز) أخبار تتحدث عن مقتل قيادات في تنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب، لتصدر لاحقاً بيانات بعد أسابيع. ذكرت الأسوشييتد برس في تقرير لها أن 34 من المسلحين المشتبه بإنتمائهم للقادة قتلوا خلال الهجمات الأخيرة بينهم 12 قتلوا في ثلاث غارات يوم الخميس، بينما قالت رويترز: أن عدد قتلى يوم الخميس بلغ 8 أشخاص وأن إجمالي القتلى من مسلحي التنظيم وصل خلال الأسبوعين الماضيين إلى 25 شخص. المزاعم المتناقضة تضيف إلى حالة التشويش حول الأسباب التي دعت الولاياتالمتحدة إلى التصعيد الحاد في عدد الهجمات التي تشنها الطائرات بلا طيار في اليمن، ودفعت إلى إطلاق تحذير السفر العالمي الجمعة الماضية وإغلاق 19 سفارة في أفريقيا والشرق الأوسط هذا الأسبوع. يقول الجمل أنه يشكك بشأن كثير من التقارير التي نشرت مؤخراً حول هذا الأمر، بينها التقرير الذي يرجع أسباب الإجراءات الأمنية غير المسبوقة إلى المحادثة المباشرة التي تم اعتراضها بين زعيم القاعدة في شبة جزيرة العرب وأيمن الظواهري، الذي أصبح زعيماً للقاعدة في 2011 عقب مقتل أسامة بن لادن. وصرح مسؤولون أمريكيون أن الوحيشي عين مؤخراً في منصب القائد الثاني لتنظيم القاعدة. يقول الجمل "لم أسمع بأي من ذلك عبر القنوات الإعتيادية"، لكنه أشار إلى أنه "سواء كان الوحيشي الشخص الثاني او العاشر أو العشرون فالأمر غير مرتبط. نشاطات القاعدة مستمرة بشكل إعتيادي"، بالإضافة إلى ذلك فإن تنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب يعمل بشكل مستقل ولن يحتاج إلى توجيهات من الظواهري كما قال الجمل. ويعتبر الجمل من بين الصحفيين الذين يتمتعون بأفضل تواصل مع الدائرة الداخلية لتنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب، بالرغم أنه يقول أنه لم يلتقي شخصياً بالوحيشي أو بصانع قنابل "القاعدة" الهارب ابراهيم العسيري. في عام 2011 قضى الجمل أسابيع مع أعضاء تنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب عندما سيطر التنظيم على مدينة زنجبار، الأمر الذي دفع بعض النقاد إلى إتهامه بكتابة تقارير متعاطفة مع التنظيم. الجمل قام أيضاً بإجراء مقابلة صحفية مع أحد القادة البارزين في القاعدة، فهد القصع، قبل مقتله في غارة بطائرة بلا طيار في اليمن العام الماضي. ويزعم أن القصع هو من خطط للتفجير الذي إستهدف المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في العام 2000 وأسفر عن مقتل 17 بحار أمريكي. ويذكر أن غارتين من بين الغارات التي شنتها طائرات بلا طيار الخميس، إستهدفت محافظة حضرموت شرقي اليمن، حيث زعمت السلطات اليمنية أن تنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب كان يستعد للسيطرة على عاصمة المحافظة، المكلا، الميناء الرئيسي، ومهاجمة ميناء الضبة النفطي المجاور والمملوك لشركة كندية. قال الجمل"هذا الكلام غير صحيح إطلاقاً، القاعدة لا تهاجم الأماكن والمصالح العامة" متهماً الحكومة اليمنية ب "نشر هذا الكلام لتبرير الهجمات التي تشنها الولاياتالمتحدة بطائرة بلا طيار". ليس الجمل وحده من يشكك في المزاعم الصادرة عن مسؤولين في الحكومة اليمنية. يقول جريجوري جونسن الخبير في شؤون اليمن بجامعة برينستون في تغريدة على حسابه في تويتر الأربعاء "مثل كثيرين غيري، أشكك في التقارير التي ذكرت أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب كان على وشك السيطرة على موانئ في اليمن"، "وأنا الثاني" يرد محمد الباشا وهو متحدث عن السفارة اليمنية في واشنطن مناقضاً بذلك مزاعم الحكومة التي يمثلها. وكتب الباشا قبل ذلك في نفس اليوم "للتاريخ، فإن تنظيم القاعدة لا يمتلك من الطاقة البشرية أو الإمكانيات ما يمكنه من السيطرة على مدينة بحجم المكلا". ويعتبر تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب المنشآت المملوكة لشركات أجنبية و السفارات الغربية أهدافاً مشروعة كما يقول الجمل. لكنه شكك في أن يكون التهديد الآن كبير جداً إلى المستوى الذي يطلق معه التحذير الإرهاي الحالي. وقامت الولاياتالمتحدة وبريطانيا والحكومات الغربية بإجلاء الموظفين غير الأساسيين من اليمن مطلع هذا الأسبوع وتم إغلاق السفارات الأمريكية في المنطقة نتيجة لتهديد غير محدد "صادر من شبه جزيرة العرب". وحذر مسؤولون أمريكيون من أن هذا التهديد يعد الأخطر منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر. "لا أعتقد أن القاعدة ستقوم بأي عمل في الأسابيع القادمة نظراً لتقليص نشاطها العسكري في صنعاء" يقول الجمل مضيفاً "أي عملية عسكرية ستشتت التنظيم من التوسع في مناطق أخرى حيث يسعى التنظيم الى تعزيز تواجده فيها."