وصل محمد عبد الرحمن مع أبيه الى مقر منظمة خلود للجرحى واسر الشهداء بمدينة تعز ليحكي قصة اختطافه والتعذيب الذي تعرض له منذ اختطافه من ساحة الحرية بتعز ليلة المحرقة التي وقعت منتصف عام 2011 على يد قوات النظام السابق، وحتى القائه في احد شوارع مدينة ذمار فيقول محمد ذو الاربعة عشر ربيعا بعد ان تم اختطافه من ساحة الحرية لحظت كان يبحث عن أخيه عبدالولي بعد ان كان قد ارتقى شهيداً في الساعة الثالثة فجراً وبين ركام الهول والخوف الذي فصّل هول تلك المحرقة وبعد ان اقتيد غير راضٍ الى أحد الأطقم العسكرية وتم تغطية اعينهم ونقلهم من مكان الى آخر. الضرب والتعذيب بآلات حديدية تعرض للضرب والتعذيب وبان ذلك على جسمه إثر ما تعرض له يحكي قائلا: تعرضت للتعذيب والخبط بآلات حادة وحديدية وعُلقتُ الى سقف السجن على رجليه ورش الماء البارد في الصقيع شدة البرودة التي تتعرض لها ذمار ثم رفع البنطال ليجعل تلك الجروح البارزة على جلده تحكي لنا أثر ما تعرض له، ويضيف أنه وقت الخبط كانوا يتلفظون بألفاظ غير لائقة بتهمة اننا من الساحة ويقولون "أنتم بلاطجة الساحة" , وأوضح انه ما زال هناك معتقلون كثر بداخل السجون وأطفال تحت سن البلوغ ويتم استفراد كل اثنين او ثلاثة داخل زنزانة واحدة ويتم اقتيادهم من أماكن مجهولة ويواصل حديثه قائلا : تم اقتيادي قبل اسبوعين وإخراجي من السجن وتم رميي في احد شورع ذمار ولا أعلم أين أنا فسألت صاحب بوفية ما اسم هذه المدينة فاستغرب صاحب البوفيه من سؤالي وسألني من اين انت قلت له من تعز وحكيت له القصة فأخبرني أني في مدينة ذمار حينها عرفت في أي مكان وبعد يومين ركبت مع صاحب عربة (دينا) الى عدن فعثرت على أصحاب قريتي وبعد ان عرفوني ذهبوا بي الى والدي. الحلم بمستقبل افضل يتسبب بالتوقف عن التعليم توقف محمد عن الدراسة وهو في الصف السادس الأساسي عند بداية انطلاق شرارة الثورة وخرج مثله مثل الملايين من شباب اليمن الذين يحلمون بالعيش الرغيد والمستقبل الذي يليق بهم مطالبين بإسقاط نظام يعتبروه صادر احلامهم كشاب في التعليم المجان والجيد وفي بناء المستقبل الذي يطمحون ببنائه واثناء حديثه لنا اجهش بالبكاء وذرفت عينيه بالدمع ولم يستطع مواصلة الحديث إلا بصعوبة نتيجة القهر الذي عانى منه والمعاناة التي تكبدها طيلة الثلاثة الاعوام وإهانة الكرامة حيث وانه اصبح يشعر بارتجاج في رأسه ويصعب عليه شدة التركيز ويعاني من حالة نفسية صعبة نتيجة ما تعرض له من صنوف العذاب والمعاناة خاصة وانه اعتقل وهو لا يتجاوز عمره الثانية عشر ربيعا. فرح مغمور بالحزن والمعاناة والد الفتى محمد وصف فرحته يقول أشعر أني ولدت من جديد واشعر بسعادة اكثر من تلك التي شعرت بها يوم جاني محمد مولودا، وشرح لنا معاناته طيلة السنوات الثلاث والتي اعتبرها ثلاثين سنة مرت عليه وهو لم يفقد الأمل تماما وكان عنده شعور يقنعه بحتمية عودة ولده رغم الشكوك والهواجس التي قال انها كانت تسيطر على ذهنه وعقله بعدم عودة ابنه ، وتابع قائلا : قمت بالبحث عنه وتبليغ كل المنظمات الحقوقية من بينها هود ومنظمة خلود و ذهبت إلى الأمن السياسي اليوم الثالث بعد المحرقة للبحث وتم احتجازي والتحقيق معي لساعات أغلب ما طرح علي من اسئلة حول اسباب دخول ابني للساحة ولماذا تركته يذهب الساحة وحملوني مسئولية فقدان ابني، ويضيف والد محمد أنه تعرض لإصابات بشظايا في صدره لا زالت اثارها موجودة على جسمه وكان واسرته ممن يرتادون ساحة الحرية طمعا في تغيير احوال البلاد المعيشية والاقتصادية وزوال الظلم والفساد، حد وصفه. فقدان فلذة كبد آخر يقول والد محمد أن احد اولاده ويدعى عبدالولي كان وسط ساحة الحرية ليلة المحرقة وأن شهود عيان شاهدوه أثناء مقتلة عندما كان يستخدم تلفونه المحمول في التصوير وان احد الجنود المقتحمين لساحة الحرية بعد ان وصل إليه وهو جريحا سارع بوضع ذاكرة التلفون في فمه ورفض ان يعطيها للجندي فما كان من الجندي سوى المسارعة بإخراج بندقيته وقتله وأثناء حديثة لنا اغرورقت عيناه بالدمع ولم يستطع مواصلة حديثه إلا بصعوبة ليكشف لنا مأساة أخرى مفادها أنه وحتى اللحظة لم يعثر على جثة ولده عبد الولي رغم المتابعة والبحث في كل مستشفيات المدينة. بلاغ قيد بالسجلات لكنه لم يعد مفقودا أفادت منظمة خلود لرعاية اسر الشهداء والجرحى ل " مأرب برس " أن الأب عبد الرحمن محمد علي قد وصل بتاريخ 15-1-2012 للبلاغ عن فقدان ابنه محمد فما كان من المنظمة إلا ان عملت على تعميم البلاغ على اللجنة القانونية بالساحة والمجلس الثوري والأهلي وكذلك الجهات الرسمية كالبحث الجنائي وغيرها والمنضمات الحقوقية كمنضمة هود ومنضمة الحقوق والحريات ومركز القانون الدولي لحقوق الانسان ورئاسة الوزراء ممثله بالأستاذة حوريه مشهور وزيره حقوق الانسان في حين نزولها تعز في الفترة السابقة ومندوب المفوضية السامية لحقوق الإنسان د. عبدالسلام سعيد أحمد أثناء زيارته لمدينه تتعز وسَلمت صوره من الملف الى منظمة العفو الدولية أثناء لقائها بمنضمات المجتمع المدني في فندق السعيد , وقبل ثلاثة أيام من تاريخ اليوم أبلغت منضمة خلود أبلغت المنظمة أن الفتى قد وصل قبل أسبوعين. مناشدة للرئيس هادي وفي كلمة أخيرة قالها لنا الفتى العائد من غياب قسري ووالده عبد الرحمن محمد أنه يناشد رئاسة الجمهورية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور ووزارة حقوق الإنسان وحكومة الوفاق للتوجيه المباشر بالتحقيق مع الجهة المسؤولة عن اختطاف الولد - الحدث في مخالفة صريحة للأعراف والقوانين الدولية ،وكذلك التوجيه بعلاجه وتعويضه كما طالب كل المنظمات الحقوقية والمجتمعية بالوقوف معه صفاً واحداً ،حد تعبيره، من أجل الضغط بالتوجيه للتحقيق المباشر والإفراج عن كل معتقلي الثورة والمخفيين قسراً الذين تمتلئ بهم السجون ،حد قوله، وخاصة واننا على وشك الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني فيما لا يزال معتقلي الثورة خلف القضبان و في سجون لا يعلم عنها احد سوى اجهزة الدولة كما لا يزال هناك مخفيين قسرا ينتظر الجميع من حكومة الوفاق ورئاسة الجمهورية الكشف عن مصيرهم. تساؤل بسيط وتساءل المواطن المقهور عن مدى قدرة الدولة القيام بواجباتها والكشف عن المختطفين والمخفيين قسرا والإفراج عن شباب الثورة الذين لا يزالون في السجون بدون وجه حق اقترفوه سوى انهم كانوا جزء من ثورة علمت على تغيير النظام وأوصلت المسئولين الجدد الى كراسيهم والذين لا يستطيعون البت في تعيين مدراء مكاتبهم ناهيك عن الكشف عن قضايا سياسية وعن معتقلين لا يعلم لهم مكان فتساءل هذا المواطن قائلا اين لجنة التحقيق المشكلة بأحداث ثورة فبراير واين قانون العدالة الانتقالية واين لجنة الكشف عن المعتقلين والمخفيين قسرا.