وصل الشيخ يحيى بن علي الحجوري - إمام دار الحديث بدماج - إلى العاصمة صنعاء قادما من محافظة صعدة، بعد قرار بتهجيرهم، برفقة الشيخ عبدالحميد الحجوري والشيخ أبو عمرو الحجوري، الشيخ تركي مقود، والشيخ سرور الوادعي، والشيخ أبو الدحداح الحجوري. وكان من المقرر أن ينقل الشيخ الحجوري للحديدة، وفقا لتصريح رئيس لجنة الوساطة يحيى أبو أصبع أمس الثلاثاء. وقال أبو أصبع: إن الحجوري نقل عبر أربع مروحيات عسكرية وقيادة دار الحديث، وبرفقة أمين العاصمة عبدالقادر هلال. وقالت مصادر في لجنة الوساطة: إن الحجوري وصل مساء أمس الثلاثاء إلى مطار صنعاء برفقة كبار مشايخ العلم بدار الحديث وأعضاء لجنة الوساطة الرئاسية. وكانت أربع مروحيات قد نقلت الحجوري ومن معه من جبل البراقة المطل على منطقة دماج بمحافظة صعدة بعد عصر أمس. الجدير بالذكر أن قرار تهجير الحجوري وأبناء دماج جاء بعد أن شنت مليشيات الحوثي المسلحة حربا بربرية وحصاراً خانقا دام لأكثر من ثلاثة أشهر لتنتهي الحرب بمكافأة الحوثيين على عدوانهم من خلال تهجير قرابة 15 ألف من أبناء دماج المعتدى عليهم. إلى ذلك وجه أمين العاصمة اللواء عبدالقادر هلال - رئيس آخر لجنة رئاسية بشأن دماج - بنقل عشرات من جرحى جماعة الحوثي الذين أصيبوا في مواجهات دماج بصعدة إلى المستشفى السعودي الألماني، لتلقي العلاج على نفقة أمانة العاصمة. وكانت اللجنة الرئاسية فور تشكيلها ووصولها إلى القصر الجمهوري بصعدة قامت بنقل عدد من جرحى الحوثي إلى العاصمة صنعاء على متن طائرة نقل عسكرية. في المقابل تولى الصليب الأحمر الدولي مهمة نقل جرحى السلفيين بدماج إلى العاصمة لتلقي العلاج في المستشفى العسكري. الجيش في دماج وكان رؤساء لجان الوساطة الرئاسية واللجنة البرلمانية وكذا القيادات العسكرية والأمنية، دخلت منطقة دماج صباح الثلاثاء، من أجل البدء بنشر وحدات الجيش، وتسلّم جبل البراقة، والذي يعتبر أهم مواقع السلفيين، ويطل على مركز دار الحديث بدماج. وانطلقت - أمس - أكثر من مئة وخمسين سيارة من دماج إلى الحديدة، وعلى متنها طلاب الحجوري وبعض سكان دماج. وأوضح مصدر سلفي ل"مأرب برس" أن الجيش لم ينتشر بالمواقع بالكامل، وأنه انتشر بنسبة 10% فقط ، مؤكدا بقاء اللجنة الرئاسية بصعدة لحين استكمال مهامها. وقالت لجنة رئاسية تشرف على إنهاء نزاع في بلدة دماج: إن الجيش استكمل - أمس الثلاثاء - انتشاره في كافة المواقع والنقاط في البلدة.. وطبقاً لوكالة الأنباء الحكومية، فإن اللجنة الرئاسية، استكملت في البلدة التي شهدت معارك طاحنة بين الحوثيين والسلفيين، انتشارها في جميع المواقع والنقاط التي كان يتمركز فيها مسلحو طرفي النزاع. نزوح غير متوقع وفي الحديدة اختار مدير مركز دار الحديث في دماج الشيخ يحيى الحجوري أحد أودية محافظة الحديدة، للإقامة فيها، وبناء دار جديد للحديث، بعد قرار مغادرته لمنطقة دماج نهائياً ضمن شروط إيقاف الحصار والحرب عليه من قبل جماعة الحوثي. وأشارت مصادر مطلعة أن الحجوري اختار وادي مور للإقامة فيه، مرجعا ذلك إلى وجود مزارع في الوادي تتبع مستثمرين من السلفيين، ومقربين منه، غير أنه توقع أن يغير الحجوري رأيه و يتجه إلى وادي سردود، الذي تتوافد إليه مجاميع سلفية منذ حوال العام. وقد وصلت أول مجموعة من مهجري دماج إلى المنطقة وبدأت بنصب الخيام بعد أن هجرتها جماعات الحوثي المسلحة من منطقة دماج بمحافظة صعدة. وكان ناطق السلفيين بمنطقة دماج محافظة صعده هاجم الرئيس عبدربه منصور، على خلفية اتخاذه قرار بترحيلهم من المنطقة، مشيدًا برئيس النظام السابق علي عبدالله صالح. وقال سرور الوادعي: إن الرئيس هادي اتخذ قرار بتهجير 13 ألف نسمة إرضاءّ للسيد الحوثي وكسبه في صفه وتقديم منطقة دماج طبقًا من ذهب لمليشيات الحوثي، معتبرًا ذلك الاتفاق "وصمة عار في جبين هادي".. موضحًا بأن المتضررين من قرار الرئيس هادي 13 ألف نسمة. وفيما يتعلق بمنازلهم قال، منهم 500 منزل لسكان دماج و1100 منزل للوفدين، وأنهم جميعا يعدون للرحيل. وفيما يتعلق بتوفير مأوى للمهجرين، قال: منهم من سيغادر إلى أهله في المحافظات، والأجانب سيغادرون، فيما سكان دماج الأصليون سينزحون إلى مخيمات النازحين في حرض وعمران وصنعاء، نافيا أي تجهيزات حكومية لهم.. ونفى أي ترتيبات وتجهيزات لسكن الشيخ الحجوري بالحديدة. وفيما يتعلق باستمرار عمل دار الحديث، لم يتوقع استمراره في العمل.. مشيرًا إلى أن الحوثي يستعد للانقضاض على منطقة دماج بكاملها. انقلاب حوثي إلى ذلك أكد رئيس لجنة اللجنة الرئاسية المكلفة بحل النزاع الدائر في دماج بمحافظة صعده يحي منصور أبو أصبع "بأن الجيش لم يتمكن من تنفيذ خطته في الانتشار في صعده بحسب الخطة المتفق عليها مع الحوثيين ولم يسمح لهم سوى بأماكن محدودة وبأسلحة محدودة مؤكدا انه تم إحباط خطة الجيش. وأضاف أبو أصبع - في اتصال هاتفي مع "قناة الجزيرة" - أنه تم نقل الشيخ يحيى الحجوري بمعية مائة من قيادة مركز الحديث بدماج بطائرات مروحيه إلى صنعاء للقيام ببعض الأعمال، ومن ثم سينتقلون إلى الحديدة غرب اليمن. وأكد أبو أصبع أن مئة وخمسين سيارة نقل ستنقل والمدرسين وسكان من دماج إلى محافظة الحديدة.. يأتي هذا الموقف الحوثي الجديد بعد موجة واسعة من النزوح الجماعي لطلبة العلم في دماج، وهو خلاف ما صرحت به جماعة الحوثي من التزامها واحترامها لقرارات اللجنة الرئاسية. وتأتي هذه التصريحات مخالفة جملة وتفصيلا لما بثته وكالة سبأ الرسمية التي روجت إلى أن الجيش استكمل نشر وحدات من القوات المسلحة والأمن في جميع المواقع والنقاط التي كان يتمركز فيها مسلحو طرفي النزاع بمنطقة دماج. وأضافت وكالة "سبأ": أن محافظ المحافظة التقى ومعه اللجنة المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء التوتر في دماج برئاسة أمين العاصمة عبدالقادر علي هلال، ورئيس اللجنة الرئاسية يحيى أبو أصبع ورئيس اللجنة البرلمانية حسين السوادي - اليوم - بمشايخ ووجهاء قبيلة دماج.