عقدت لجنة شئون قدامى المحاربين في مجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء، جلسة استماع لبحث المشاكل النفسية التي يواجهها قدامى المحاربين. وجاء قرار مجلس النواب ببحث هذه المسألة بعد نشر دراسة أظهرت أن نسبة حالات الانتحار بين قدامى المحاربين خلال عام 2005 بلغت ضعف النسبة العادية بين غيرهم. وكشف تحقيق أجرته قناة " CBS " الأمريكية، وبثته منتصف الشهر الماضي، عن انتشار وباء "الانتحار" بشكل حقيقي بين قدامى العسكريين الأمريكيين، وبمعدل يبلغ 120 قتيلاً كل أسبوع، حيث بلغ عدد المنتحرين الذين خدموا في الجيش في عام 2005 وحده 6256 منتحراً؛ أي بمعدل 17 شخصًا يوميًا. وردًا على سؤال حول ما إذا كان يتوقع من الكونجرس اتخاذ قرار بشأن هذه المشكلة بعد انتهاء جلسات الاستماع، قال "تود بورز" عضو لجنة المحاربين الأمريكيين في العراق وأفغانستان: "إنني لا أتوقع فقط، ولكني أطالب الكونجرس باتخاذ القرارات المناسبة بعد هذه الجلسات". وأضاف بورز، تبعًا لما أورده "راديو سوا"، أن عدد قدامى المحاربين يزداد بصورة مستمرة، الأمر الذي يتطلب بذل مزيد من الجهد لمواجهة احتياجاتهم. وأضاف: "لدينا الآن جيل جديد من قدامى المحاربين الذين أصبحوا يشكلون عبئا يفوق طاقة المؤسسات المخصصة لخدمتهم، وينبغي علينا التصدي لهذه المشاكل قبل تفاقمها". وأبدى بورز مخاوفه من أن يؤول مصير هؤلاء المحاربين في العراق وأفغانستان إلى ما آل إليه مصير المحاربين في فيتنام. وقال: "نعلم جيدًا ما ينبغي علينا فعله في هذه المرة، ولكن ما يثير الانزعاج هو أننا لا نقوم حاليا باتخاذ الخطوات التي تحول دون معاملة جيلنا بالطريقة التي عومل بها جيل فيتنام". وكان تحقيق " CBS " قد أشار إلى أن العديد ممن يصابون بمشاكل نفسية يتركون الخدمة بعد أداء مهمة واحدة في الخارج، ولا يعلمون أنه يحق لهم تلقي الرعاية الصحية حتى بعد خروجهم من الخدمة. ووفق قناة " CBS "، فإن عدد قدامى العسكريين في الولاياتالمتحدة يبلغ 25 مليوناً، اشترك 1.6 مليون منهم في الحرب على أفغانستان والعراق، فضلاً عن الذين حاربوا في فيتنام والحرب العالمية الثانية. لا أحد يعود من الحرب كما ذهب: وقال "بول ريكهوف"، وهو جندي سابق في سلاح البحرية ومؤسس اتحاد قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان من أجل أمريكا،: "لا يعود الجميع من الحرب جرحى، لكن لا أحد منهم يعود في نهاية المطاف كما ذهب". وأظهرت دراسة نشرتها صحيفة "تايمز" مؤخرًا أنّ قدامى المحاربين يمثلون ربع المحرومين من المأوى في الولاياتالمتحدة، في حين أنهم لا يمثلون إلا 11% من السكان البالغين، وحسب هذه الدراسة فقد تم تحديد 1500 على الأقل من قدامى المحاربين في حربي أفغانستان والعراق، على أنهم محرومون من المأوى. ويقدر "التحالف القومي لإنهاء الحرمان من المأوى" وهو الهيئة المكلفة بمساعدة هؤلاء، يقدر عدد المحرومين من قدامى المحاربين في العام 2006، ب195827 شخصًا