في لحظة حاسمة ... حسم الشباب قرارهم .. وشيدوا ساحاتهم لاسقاط نظام حكمهم في الوقت الذي كان الهمس بذلك محرما .. ملؤوا الدنيا ضجيجا .. ملؤها حماسا و احتجاجا.. قرروا أن يرووا عطشهم للحرية .. للعزة.. للكرامة .. قرروا التغيير .. بدى النظام آنذاك مصدوما حائرا مما حدث ويحدث .. فترجم كل ذلك بأسواء الوسائل الإعلامية والحربية .. قال انهم قِلة خونة .. إلا انهم كانو أُمنية .. كانوا ثورة .. كانول ولازالوا اداة التغيير السلمية .. التي وقفت امام آلة القمع الوحشية .. آلةٌ زادت من غضب ، تحدي ، تلاحم و صمود الثوار حينها جن ظلام النظام من نور تغييرنا ومن التحاق الشعب بنا حينها كان عمر ثورتنا خمسة اسابيع . .................................................. وفي يوم تاريخي في يوم مفصلي .. في الثامن عشر من مارس 2011 جمعة اسميناها الكرامة واسميناها الانذار – وكانت كذلك فكانت جمعةً انذرنا فيها الطغاة لننتصر فيها لكرامتنا .. جمعة اهتز فيها عرشهم .. جمعة مفصلية ليست ككل جمعة . كانت الساحة يومها مكتضة بحجاج التغيير .. حجاج نهتف وتتصاعد اصواتنا في الوقت الذي كانت تتصاعد ادخنة النار الخانقة .. نار اجبن من ان تأتي من الامام .. لكن كان هناك من هم اجبن منها ... خفاش يطير في الاعلى كلما ارتفع كلما صَغُر حجمه . يوم كان فيه نمرود وكنا فرهودا .. يوم كان فيه وهم وكنا قضاءَ ... .................................................. و كان هناك خفافيش ملثمة محصنة برعب وبارود .. خفافيش جبانة أتت من الخلف من خلف جدار اشبه بجدار برليف اتت مدججة برصاصات غادرة مثلهم ... رصاصات قتلت .. جرحت .. أعمت البصير مِن مَن اٌعمى البصيرة فسقط في نيساننا ما لايقل عن 50 شهيدا وجرح ما لايقل عن 600 شابا ........................................................................................................ وكانت خسارة النظام يومها لاتعوض فقد فقَدَ العديد من حلفائه _اهم حلفائه .. فمنهم من طعنه بالخاصرة ومنهم من رمى له باستقالته ومنهم من طالبه بالمغادرة .. واستمرت الحكاية وتستمر ... ولازالوا خفافيش ... ولازلنا طير ابابيل ولازالوا بارودا ... ولازلنا حِجار سجيل . . عفراء الحبوري 17 - 3 - 2012