خلال متابعة فريق المساء برس لأوضاع اليمنيين في المملكة العربية السعودية خلال الأشهر الماضية نقلنا أكثر من خبر وتقرير عن ما يتعرضون له من حملات مداهمة وعملية ترحيل منظمة على يد السلطات السعودية . البعض أعتبر الإجراءات السعودية تأتي في إطار مشروعيتها كدولة في تنظيم العمالة الوافدة اليها فسارعنا نحن الى الكشف عن بنود الإتفاقيات المبرمة مع الأنظمة اليمنية المتعاقبة والتي بموجبها تنازلت اليمن عن الكثير من حقوقها الشرعية والتاريخية مقابل السماح لليمنيين بطلب الرزق في هذا البلد النفطي . المملكة العربية السعودية صعدت إجراءاتها ضد اليمنيين على وجه التحديد فمؤخراً شرع إعلاميون سعوديون بتناول موضوع العمالة الوافدة ككل والعمالة اليمنية على وجه التحديد حيث تم التركيز على اليمنيين وكأنهم سبب كل المشاكل التي تمر بها السعودية ونفذ عدد من الناشطين حملة إعلامية ضد العمالة اليمنية وهي العمالة التي كان يصفها الإعلام الخليجي بأنها أكثر وفاءاً لتلك الدول وإلتزاماً بانظمتها وكثيراً ما يتم تداول القصص والحكايا التي تؤكد على وفاء اليمني وسعيه الدؤون من أجل العمل بتفاني من أجل الحصول على لقمة العيش . السعوديون والكويتون على وجه التحديد يحتفظون بالكثير من القصص من عهد السبعينات والثمانينات تؤكد مدى تحمل وصبر اليمني وما يتحلى به من عزة نفس وإباء وشموخ وكرامة لا يتحلى بها أي أجنبي آخر يعمل في الخليج . اليوم وبعد سنوات من العمل هاهي بعض وسائل الإعلام السعودية والكتاب يقولون أن الجالية اليمنية هي الأكثر إرتكاباً للجرائم وأن مسألة طردها باتت ضرورية . وتنقل الكاتبة اللبنانية المقيمة في السعودية مريم ترحيني عن العديد من السعوديين الذين يقولون أن بلادهم التي أدمنت العمالة الأجنبية تحتاج لعملية إعادة تأهيل. فهؤلاء ينافسونهم على كل شيء، ويشكلون ضغطًا هائلاً على مسار حياتهم. يساهمون في زيادة الطلب وبالتالي في رفع الأسعار. فالتقليل من عدد الوافدين سيؤدي حتما إلى تخفيض نسبة الطلب وبالتالي يطمح السعوديون إلى أن تؤدي تلك الحملة إلى خفض أسعار الإيجارات، وتناقص الضغط على الخدمات كالماء والكهرباء، وتخفيف الازدحام في الأسواق. تقول الإحصائيات ان حوالي 65 في المئة من الجرائم، ترتكبها العمالة الوافدة التي توصف بالرديئة لفقدانها أية مؤهلاتٍ تعليمية. تتركز جرائمهم في أربع مناطق هي مكة والرياض وجازان والمدينة المنورة، وتتراوح ما بين السرقة التي تحتل المرتبة الأولى، إلى تجارة المخدرات، ومحاولة صناعة الخمور والتسلل والاغتصاب والقتل. وصدرت العديد من الدراسات التي تبحث في جرائم العمالة الوافدة وعنصر «الانتقام» من السعودي الذي يحوم حول أسبابها... يحتل اليمنيون نسبة 21 في المئة من الجنسيات الأكثر ارتكابا للجنايات. اليمن الدولة التي تحد السعودية من الجنوب، وتشكّل لها المملكة متنفساً من الفقر المتفشي في محافظاتها. يسعى اليمنيون إلى السعودية لإيجاد فرصة عمل، يتسللون ويقيمون بطريقة غير شرعية، يعانون من نظرة دونية. نال اليمنيون نصيبهم الوافي من الترحيل، نشرت الصور على صفحات الإنترنت وفي الإعلام عن اليمنيين المجمعين في الشاحنات بانتظار طردهم إلى بلادهم. وتشكّل تحويلاتهم إلى بلادهم موردا رئيسيا للكثير من الأسر اليمنية. هناك حوالي مليوني عامل يمني في السعودية، طردت المملكة في الحملة الأخيرة حوالي 18 ألفاً منهم، وهو عددٌ مرشح للارتفاع في الأشهر القادمة. مدونات ومنتديات سعودية صعدت من لهجتها العدائية ضد اليمنيين فالبعض منها أكد على ضرورة ترحيل "أبويمن" ومدونات اخرى أتهمت اليمنيين بالكثير من الاوصاف والألفاظ التي لا يمكن لنا إعادة نشرها هنا . هذا هو اليمني في السعودية حالياً حسب ما يصوره الإعلام السعودي والإعلام التابع للمملكة في حين أن كل تلك الأقاويل ضد اليمنيين تصطدم بحقائق تاريخية ذكرناها بداية التقرير . الحملة التي يروج لها ناشطون ومدونون وكتاب سعوديين وعرب مقيمين في السعودية ستؤدي حتماً الى زيادة النقمة الشعبية السعودية على اليمنيين سيما بعد الكشف عن حالات إعتداء قام بها سعوديين ضد مغتربين يمنيين منها حالات طعن وقتل وما يعمل على تنامي ظاهرة الإعتداء على اليمنيين هي صمت الحكومة اليمنية وكذلك مثل هذه الحملات الكاذبة .