بعد مرور عاصفة الجرعة وهدوء نسبي في مدن اليمن ، بدأت تبعات الجرعة السعرية بالتكشف من خلال مواقف لبعض القوى وسط أنباء متضاربة عن مصير الحكومة. أبرز هذه المواقف كان تصريح مصدر مقرب من جماعة الحوثي نفى فيه مطلع علاقة الجماعة بأعمال الفوضى والعنف والشغب التي اعقبت قرار رفع اسعار المشتقات النفطية اليوم. واشار المصدر الى ان مسيرات وتظاهرات واحتجاجات (انصار الله) سلمية ولا يلجأ لمثل هذه الاعمال التخريبية ، وان موقف الحركة من رفع الاسعار قد عبر عنه السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الاخير بيوم القدس العالمي . ويعد هذا الموقف لافتا من قبل الجماعة التي كان ينظر إلى ردة فعلها على القرار بتخوف كبير بالنظر إلى مواقفها الرافضة للجرعة وقدرتها الملحوظة في الأيام الأخيرة على الحشد. لكن موقف الجماعة بدا عقلاني من خلال امتناع أغلب قواعدها في المدن من الخروج للاحتجاج ضد الجرعة . وكانت أنباء قد تحدث عن وجود مخططات من قبل حزب الإصلاح لإثارة الفوضى في العاصمة وإلصاقها بالحوثيين بحجة نيتهم إسقاطها ، وقالت أن الحزب ووجه قواعده وانصاره في المحافظات الى التحول الى معارضة وانه سيعلن انسحابه من الحكومة والنزول الى الشارع لقيادة المعارضة. وهو ما أستبعد مصدر حكومي الذي أكد موافقة كافة القوى على القرار وفي مقدمتهم حزب الإصلاح ، واضاف المصدر ان الاجراءات السعرية الجديدة للمشتقات النفطية اقرت اواخر رمضان ووافقت عليها كافة الاحزاب داخل الحكومة وعلى راسها المؤتمر والاصلاح التي وقعت قياداته على قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي تم وفقا للمبادرة الخليجية التي تقضي التوافق على اي قرار من هذا القبيل. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه إي موقف رسمي من قبل أحزاب المشترك ، ويرجع مراقبون ذلك إلى الموقف الصعب لهذا الأحزاب من عدم قدرها على المزايدة برفض الجرعة خشية انفضاح موافقتها على الجرعة من خلال ممثليها بالحكومة. وأكدت مصادر في الحكومة اليمنية أن هناك حزمة اصلاحات اقتصادية سيتم الاعلان عنها خلال الأيام القليلة القادمة تتضمن زيادة المرتبات في القطاعين المدني والعسكري ورفع الحد الأدنى للأجور وذلك لتحسين المستوى المعيشي للعاملين في القطاع الحكومي والخاص. ويأتي هذا الاعلان عقب قيام حكومة الوفاق بإقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية كجزء من حزمة اصلاحات اقتصادية تتضمن تحرير الاقتصاد اليمني من عبء الدعم وزيادة المرتبات والأجور في القطاعين المدني والعسكري. وفي هذه الاثناء توقعت مصادر مطلعة اقالة حكومة الوفاق وتشكيل حكومة وطنية مستقلة بعد انباء عن نية باسندوه اعتزال العمل السياسي ، وقالت أن والعطاس من ابرز المرشحين لرئاستها. متابعون لم يستبعدوا حدوث تغيير حكومي من قبل هادي في حالة تطور الاحتجاجات ضد الجرعة ، وأشار آخرون إلى إمكانية استغلال هادي لهذه الإحتجاجات لتشكيل حكومة تتوافق معه. اللافت اليوم كان قيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بتغيير صورته في صفحته الرسمية في الفيس بوك بصورة شخصية له وهو يحمل بندقية ، في اشارة فسرت بأنها رسالة لأنصاره لحمل السلاح . في ظل موقف حزب المؤتمر من الجرعة والذي بدأ اليوم غير تحريضي على عكس ما قام به يوم تظاهرات الأربعاء 12 يوليو الماضي والذي قال عنه هادي انه كان مخطط للانقلاب ، وتفجر بعدها حربا ضروس بين هادي وصالح انتهت بإغلاق قناة اليمن واليوم وحصار جامع الصالح.
أخبار من الرئيسية كيف انتهت أزمة الوقود في اليمن بين ليلة وضحاها؟ القاعدة تعلن سيطرتها مجدداً على مناطق في أبين باغتيال قائد المدفعية وكالة تركية : هل انطلقت المصالحة الوطنية من صلاة العيد في جامع الصالح ؟ الحرب المفتوحة ضد القاعدة