في ما يخص التصالح والتسامح والعدالة الانتقالية، فإن القاعدة الذهبية تقطع بأنه لا يمكن جبر ضرر شيء لا نعرفه. الضمير اليمني آثم. ولذلك يتخبط اليمنيون ويواصلون اعتماد القوة والإخضاع في شؤون دنياهم. لا يكون جبر ضرر إلا بلجان تحقيق تكشف مصائر المختفين قسريا، والمقابر السرية للشهداء. لا يكون جبر ضرر بدون اعترافات واعتذارات وتمكين أسر الضحايا والمختفين قسريا في اليمن، قبل الوحدة وبعدها، من المشاركة في كل مراحل التنفيذ. لا يكون جبر ضرر الا بقدرة الضحايا على العفو، عملا بالقاعدة الاخلاقية: العفو عند المقدرة. في موفنبيك أهانوا الضحايا وهونوا من عذابات أسرهم، وهولوا من مضاعفات العدالة والإنصاف عند الحدود الدنيا. فعلوا كل هذا مشرعين الأبواب لجرائم جديدة باسم الثورات. لا عدالة انتقالية بدون إرادة وطنية يجسدها لاعبون مهرة بنفوس مطمئنة أو، أقله، لوّامة. لكن اللاعبين جميعا آثمون ومتبجحون كمان.