سقوط جماعة الحوثيين بدأ فعليا هذا الأسبوع. الجماعة تواجه الشباب والطلاب الأحرار في صنعاء، عاصمة اليمنيين التي تقاسمتها في الماضي مراكز القوى العسكرية والقبلية، وتطبق عليها الآن جماعة مسلحة بدءا من حديقة 21 مارس التي صارت حديقة 21 سبتمبر، ويتخذها الحوثيون مركز قيادة وتحكم كورثة مثاليين وأوفياء للواء علي محسن الأحمر. لم تصطدم الجماعة بالدولة لأن الدولة كانت في "ابدِ آمنة"، ولا بالسلطة لأن سلطة الشقاق والنفاق كانت غارقة في المحاصصة والتقسيم، ولا بالجيش لأن الجيش كان قيد الهيكلة والتفكيك، ولا بالأحزاب لأن قادة الأحزاب صاروا مستشارين ينعمون بالامتيازات ويظهرون في شاشات التلفزيون يوميا، ولا بالدول الراعية للمبادرة الخليجية لأن سفراء هذه الدول انغمسوا بحماس في صناعة الإجماع في موفنبيك، ولا بالمبعوث الدولي جمال بنعمر لأن هذا المبعوث صار بمثابة قائد سلاح الإسارة في خدمة القوى المسلحة ضدا على القوات المسلحة. وجد الحوثيون فجوات كبرى في مسار العملية السياسيىة فشاركوا في التمثيل على الشعب في قاعات ومنصات موفنبيك، وامعنوا في النمثيل بمؤسساته وأدواته في العالم الحقيقي. صار ضحايا حروب صعدة جلادين يرثون علي محسن الاحمر و يستولون على حديقة الكرامة في شمال غرب العاصمة، ويتحالفون مع الرئيس علي عبدالله صالح في جنوب العاصمة. والآن؟ ما من أحد في العاصمة سوى الشباب العزل الذي فعلوا خلال اليومين الماضيين ما عجزت السلطة والأحزاب والقادة العسكريون الفاسدون والمتكرشون، عن فعله. خرجوا إلى الشوارع في تظاهرات سلمية فأطلق الحوثيون مسلحيهم يطاردونهم ويختطفونهم ويعتقلونهم في أقسام الشرطة وفي معتقلاتهم السرية، ويعتدون عليهم بالضرب والتعذيب ويقذفون الشابات الرائعات بأقبح الألفاظ في ما يشبه الترويع بالبذاءة. *** جماعة الحوثيين صعدت إلى الذروة قبل اسبوع، وهي الآن في خط انحدارها السياسي والاجتماعي والاخلاقي، لأنها تطارد في شوارع العاصمة شبابا وطلابا رائعين، وتلاحقهم حتى بيوتهم وفصولهم الدراسية متوهمة، كما كل جماعة قمعية، أنها قادرة على إخماد ثورتهم. خلال يومين فقط فقدت الجماعة "البقية الباقية" من تفوقها الاخلاقي على خصومها (صالح ومحسن). وإذا واصلت نهجها القمعي والإرهابي ضد مظاهر التعبير السلمي تكون، ولا جدال، في طريقها الى السقوط السياسي ثم العسكري.