أسباب النجاح ولماذا هاجم السفير الأمريكي الحراك بعد الفعالية بساعات وما سر صمت الرئيس هادي وما موقف حزبي الإصلاح والإشتراكي وما هي الرسالة من وراء الفعالية ؟ ولمن ؟ الحراك ينجح في تعزيز موقفة الرافض للحوار والمطالب بالإنفصال .. غادر عشرات الآلاف من انصار ومؤيدي الحراك الجنوبي المنادي بإنفصال الجنوب وإستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية ساحة العروض بالعاصمة عدن بإبتسامات عريضة في أول فعالية جنوبية حققت نجاحاً كبيراً حيث تعد الفعالية الأولى والأكبر للحراك في أهم مدن الجنوب التي كانت محرمة خلال السنوات الماضية على أنصار الحراك لكنها أصبحت المدينة الأولى للحراك فيكاد لا يخلو شارع إلا وترى فيه شعارات الحراك وأعلام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ترفرف في أكثر من جهة . الفعالية الحاشدة شهدت تنظيماً عالياً من ناحية حشد الجماهير والتجهيزات الفنية والإعلامية حيث أكدت المصادر أن عملية التعبئة والحشد شملت جميع مديريات عدن إضافة الى حشد جماهيري استمر لأيام سبقت الفعالية من محافظات لحج والضالع وشبوه وعدن ووفود رسمية من حضرموت والمهرة.
الإعلام الحاضر الأول الجنوب ينتصر .. هكذا تقول قناة عدن لايف قبل ساعات فقط من بدء الفعالية الحاشدة وهكذا أستمرت القناة والتي تعتبر الأداة الإعلامية الأولى بإسم الحراك وإن كانت تتبع فصيل من فصائلة إلا ان بثها المتواصل والمباشر للفعالية جعلها القناة الأكثر متابعة ليس في المحافظات الجنوبية بل وعند النخب السياسية في صنعاء ومعارضي الخارج فقد أستطاعت القناة ان تكسر حاجز الحصار الإعلامي المفروض على الحراك منذ سنوات والمستمر حتى اللحظة من قبل قنوات الجزيرة والعربية والحرة وغيرها من القنوات التابعة لدول لها علاقة بما يحدث في اليمن وهو ما كان يزعج قادة الحراك إلا أن صوتهم اليوم بات مرتفعاً أكثر من ذي قبل . وبالتزامن مع تغطية قناة عدن لا يف أستطاع الحراك إختراق الكثير من الوسائل الإعلامية المحلية والعربية بل إن الفعالية بحجمها الكبير ورسالتها الإعلامية ومضمون خطابها فرضت نفسها على أخبار الوكالات وهو ما عزز من نجاح الفعالية بشكل كبير وأدى الى حدوث ردود أفعال من عدة أطراف سياسية كان اهمها ما قالة السفير الأمريكي بعد ساعات فقط من الفعالية حيث اتهم السفير إيران بالوقوف خلف الدعم السياسي والمالي للحراك مؤكداً أن هناك براهين تؤكد تلقي الرئيس علي سالم البيض أموالاً من إيران .
وتأتي فعالية الحراك في عدن في ظل حالة ضغط شديد يتعرض لها قادة الحرك من قبل قوى أقليمية ومحلية للقبول في الدخول بمؤتمر الحوار الوطني وهو ما دفع بعض الأطراف الأقليمية وعلى وجه التحديد السعودية الى مواصلة فرض الحصار الإعلامي على الحراك والإكتفاء بالتواصل مع قياداتة في لقاءات سرية بهدف إقناعهم بالمشاركة في الحوار إضافة الى شكوك سعودية ومخاوف من تحول كل فصائل الحراك الى تبني خطاب إعلامي معادي للسعودية على خلفية موقفها من القضية الجنوبية وإتجاه الحراك نحو إيران . وحسب مراقبين فإن فعالية التصالح والتسامح جاءت في وقت مهم بالنسبة للحراك وساهمت الى حد كبير في تعزيز موقفة أمام نظام صنعاء والدول الأقليمية وعلى ما يبدو فإن موقف السفير الأمريكي يدل على ذلك ناهيك عن المواقف الغير معلنة لدول أخرى تلقي بثقلها الدبلوماسي لأجل إمضاء إتفاق التسوية السياسية وهو الأمر الذي ترفضة فصائل الحراك الجنوبي التي أستطاعت تحسين مستوى شروطها في صراعها مع نظام صنعاء ومع سفراء المبادرة باللجوء الى الشارع الجنوبي لتأكيد مدى القوة الجماهيرية . الرسالة لمن ؟ بإختصار قد تكون الرسالة من هذه العفالية للجميع والجميع هنا كل الأطراف فالرسالة للحراك نفسه أولاً عبر تعزيز المعنويات بإتجاه تحقيق الأهداف وكذلك هي لأبناء المحافظات الجنوبية من أولئك الذين لا يزالون غير مقتنعين بما يطرحة الحراك او يفضلون الصمت في المرحلة الحالية ولعل الهدف الأكبر من الفعالية هو لنظام صنعاء ولدول الأقليم ولسفراء الدول العشر حيث جاءت الفعالية في الوقت الذي فشل فيه قادة الحراك في الترويج السياسي للقضية الجنوبية حيث ظلوا يراوحون أمكنتهم في التهديد باللجوء الى مجلس الامن وهو الأمر الذي لم يتمكنوا منه بسبب المواقف الدولية بالنسبة لليمن وقد تكون الرسالة الأخطر من الفعالية هي لبعض فصائل الحراك الرافضة أو الغير متبنية لمطلب الإنفصال ولها إرتباطات مع قوى نافذة في صنعاء .
ما وراء ظهور السفير الأمريكي : لطالما عمل النظام في صنعاء على التقليل من الحراك الجنوبي ومستوى قاعدتة الشعبية رافضاً التعامل معه والتعاطي مع ما يطرحة ويتبناه لكن الأمور أختلفت سيما بعد إندلاع ثورة التغيير 2011م في صنعاء ناهيك عن فشل نظام صنعاء في إحتواء الحراك وتقديم المعالجات الكفيلة بحل القضية الجنوبية ميدانياً وهذا ما أدى الى إستعادة الحراك لشعبيتة بل أدى الى توسعها بشكل كبير . وعلى ما يبدو أن الأطراف السياسية في صنعاء لم تكن تتوقع أن يظهر الحراك بتلك القوة في الحشد والتنظيم والتغطية الإعلامية سيما وقد دأبت هذه الأطراف على تشتيت قوى الحراك وتقسيمة من جهة والتحاور معه من جهة أخرى لكن الأمر أختلف فقد أصبح الجنوبيون أكثر دراية بأساليب القوى التقليدية في صنعاء ولهذا كان من الضروري أن يعلن السفير الأمريكي بنفسة عن موقفة من الفعالية سيما والرئيس هادي لا يزال يحتفظ بعلاقة مع قيادات حراكية والحكومة منقسمة فلا موقف سياسي لها تجاه هذه القضية ولهذا فقد ظهر السفير بنفسه ليقلل من فعالية الحراك ويتهمه ويخونه بالعمالة للخارج متناسياً أنه الشخص الأول في اليمن الغير مرغوب به ومتجاوزاً حدود الدبلوماسية حيث ظهر السفير وكأنه الحاكم الفعلي لليمن. ورصداً لردود الأفعال السياسية حول الفعالية الأخيرة للحراك وإستناداً للمواقف السياسية للأحزاب تجاه القضية الجنوبية فسنجد أنفسنا أمام مجموعة من المواقف : الرئيس هادي : ليس له اي موقف معلن ويبدو أنه لا يريد أن يعلن أي موقف سيما وهو جنوبي بالدرجة الأولى وتربطه علاقات مع قيادات حراكية ناهيك عن دعمة لتيار من تيارات الحراك كما يقال ويريد أن ينجح في إقناع الحراك بدخول الحوار وهذا يتطلب منه أن يغير من تعاملة مع الحراك دون الإصطدام المتهور معه ولهذا شاهدنا قوات الأمن تسمح للحشود في الوصول الى ساحة العروض ولم تغلق عدن كما كان في السابق وتم السماح لوسائل الإعلام في تغطية الحدث وهناك رأي أخر يقول أن الرئيس وحكومتة لا يمكن لهما مواصلة السياسية الأمنية التي كانت متبعة أيام الرئيس السابق تجاه الحراك بسب قوة الحراك فلم يعد كما كان حتى يتم التعامل معه بأساليب أمنية فقد فرض الواقع شيئاً آخر. الإصلاح : ينظر الإصلاح الى الحراك على أنه مصدر تهديد للوحدة التي لا يزال يعتبرها الإصلاح مقدسة أو هكذا تقول أدبياته ومواقفة السياسية ناهيك عن ما يؤمن به قادة التيار المتشدد في التجمع والمتفقة مع مطامع التيار القبلي المنتمي للحزب في ثروات الجنوب النفطية على وجه التحديد ولهذا فإن حزب التجمع رغم حالة الصمت إزاء فعاليات الحراك وإلتزامة بموقف اللقاء المشترك ككل إلا أن الإصلاح يجتهد في تقوية أعضاءة وكوادرة في الجنوب كوسيلة من وسائل إضعاف الحراك معتمداً على قوتة التنظيمية وعلى الدعم المالي المقدمة لكوادرة وعلى وجه التحديد في عدن . الإشتراكي : يلتزم الحزب الإشتراكي بموقف المشترك تجاه القضية الجنوبية لكنه لا يخفي تعاطفة الكامل مع الحراك ومطالبة سيما وهناك قيادات في الحراك لا تزال مرتبطة تنظيمياً بالحزب وكان لها الفضل في إشعال الحركة الحقوقية في الجنوب قبل سنوات وعلى ما يبدو أن فعالية الحراك الأخيرة بعدن سيستغلها الحزب في الضغط على بقية الأطراف للقبول بوجهة نظرة تجاه القضية الجنوبية وسيستدل بها لتأكيد صحة مقترحاته سيما الفيدرالية ولا يزال الحزب وقادتة في صنعاء يتعاملون بحذر في الإعلان عن مواقفهم تجاه الحراك حتى لا ينسلخ الحراك او يقطع قادة الحراك شعرة معاوية سيما مع الدكتور ياسين على الرغم من أن البعض يبدي مخاوفة من أن يسحب الحراك البساط على الحزب الإشتراكي في الجنوب كون الحراك أكثر تحرراً وإستجابة لمطالب الجنوبيين فيما يرى فريق آخر ان الحزب الإشتراكي بات حزباً شمالياً أو أكثر إرتباطاً بالعملية السياسية في صنعاء في الوقت الذي أبتعد فيه عن دورة الذي كان بإمكانه ان يقوم به في الجنوب . الحوثيون : بات موقف الحوثيين من القضية الجنوبية هو الأكثر تأييداً لمطالب الحراك حتى تلك المطالب المتعلقة بالإنفصال وهذا ما أغضب الكثير من القوى السياسية في صنعاء وعلى ما يبدو أن الحوثيون لم يتوقفوا عند التعاطف مع مطالب الحراك بل يقوموا بتقديم الدعم السياسي للحراك وهذا ما قد يؤدي الى حالة تحالف بين الطرفين خاصة والحراك لا يزال يبحث عن دعم سياسي وغيره في ظل محاولات عزلة إعلامياً وسياسياً في حالة رفضه لشروط التسوية السياسية وهذا سيؤدي الى حالة تفاهم ودعم متبادل بين الحوثيين والحراكيين ولهذا فإن أي نجاح يحققه الحراك يسر الحوثيين والعكس.