عندما أطفأ العالم كله شموع الظلام.. أضحت اليمن هي الوحيدة التي لم تطفئ ولا شمعة. بل أصبحت تتفنن في أساليب صناعة الكشافات والشموع و(الأتاريك) وزاد بذلك شراء الماتورات وأصوات ضجيجهن.. وتعدد واختلف توقيت انطفاء الكهرباء مما أتعب الكثير من الطلاب والطالبات.. وأزعج الكثير من الأمهات وأسعد العديد من أطباء العيون.. وأرضى الكثير من الوزراء والمسئولين باطمئنانهم على أن أبناء شعبهم موحدون حتى في لبس النظارات، فكل المواطنين يلبسون النظارة الطبية.. دعونا ننظر إلى الأمور بشكل إيجابي.. إن انطفاء الكهرباء المستمر ما هو إلا مجرد درس لتعليمنا الرومانسية، لنكون شعباً رومانسياً، نسهر على ضوء الشموع.. وننام على ضوء الشموع.. فمن قال إن الرومانسية بدأت في تركيا.. فهو مخطئ تماماً، فالرومانسية لم تبدأ إلا في اليمن، ولن تنتهي أبداً بدليل تلك الشموع التي لا تخلو من بيت أي مواطن يمني.. حتى أصبح الشعب يفكر.. أن يطالب بصرف شموع لكل مواطن كل شهر ضمن المعاش.. فالمعاش “ياحسرة” لا يكفي قوت يومه.. فبينما يستمتع المسؤولون وأصحاب المقام العريض بالأضواء من كل النواحي.. مع أنه من المفترض أن ضوء المال فقط يكفي المسئولين ويغنيهم عن ضوء الكهرباء.. لا.. والأروع من هذا كله أن فواتير الكهرباء كل شهر والثاني تزداد، وكأنهم كل شهر يضربون الفاتورة في 2.. وقد لا تصل في موعدها بالضبط..