من وجهة نظر مؤسسة الكهرباء فإن "كونفشيوس" الفيلسوف الصيني الشهير صاحب "أشعل شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام" يعد أعظم فيلسوف في الدنيا! والحمد لله.. لم يعد المواطنون يلعنون الظلام، بل يشعلون الشموع يومياً ويلعنون أبوها كهرباء!! تستطيع الحكومة أن تشتري للمسئولين سيارات أبو دبة ومونيكا، وتبني فللاً في منتهى الروعة والفخامة، وتعجز عن شراء مولدات طاقة كهربائية ترحم المواطن من (نبتشية) انقطاع التيار الكهربائي لساعات ذهبية كل يوم . الصيف في كل بلدان الدنيا موسم للنقاهة والسياحة، وفي بلادنا فقط يبدو الصيف موسماً لتجارة الشموع ؟! وإذا كانت فيروز تغني "حبيتك في الصيف .. حبيتك في الشتاء" فإن مؤسسة الكهرباء من المتوقع أن تشارك قريباً في برنامج سوبر ستار بأغنية "طفيتك في الصيف ، طفيتك بالشتاء!!" . ربما أن لدى الحكومة خطة لجعلنا شعباً رومانسياً جداً، نعيش ساعة إلى ساعتين يومياً على ضوء الشموع لدرجة أنك صرت تجد (اليمني) خلافاً عن الكل يبدو أكثر شاعرية وبكاء عند مشاهدته لأحداث أي فيلم هندي مليء بالأغاني و"المضرابة" أو قصة حب تنتهي ب"درزن" أطفال وأسرة تعيسة آيلة للسقوط، ويكفي التلفزيون اليمني لاختبار شاعريتنا بفضل انقطاع التيار أن يعيد للجمهور مسلسل الأطفال "بشار" ليجد الشعب كله يبكي بحرارة ويبتهل بالدعاء "يارب .. لا تحرم بشار من أمه!!". فوائد انقطاع التيار الكهربائي كثيرة ولا يدركها المواطن الغلبان طبعا، وفضلاً عن مشروع (شعب شاعري جداً) فإن معدلات النمو السكاني تظل في زيادة مستمرة وتنفرد الصُحف بنشر التهاني بمناسبة استقبال المولود الجديد . وتلك والحمد لله واحدة – فقط- من أهم إنجازات مؤسسة الكهرباء للطاقة و (التوليد!) . [email protected]