يتباكون على ما يسمونه إنقلاباً على الشرعية , في حين يستمر خطابهم في إقصاء الآخر وعدم القبول بالشراكة الوطنية في السلطة وإدارة ملفات البلاد . هادي وزمرته في الرياض يلجأون إلى المؤتمرات والحشود وتوزيع الأموال وشراء الذمم لتحقيق أي إنتصار ولو كان ذلك إعلامياً فقط كما تفعل العربية في كثير من الأحيان . وتأكيداً على التبعية والإرتهان منذ اليوم الأول لتوقيع إتفاق السلم والشراكة فقد عملت الرياض على الدفع بادواتها في الداخل إلى عدم تنفيذ الإتفاق وبالفعل كانت الفضيحة المدوية بعدم إلتزام هادي بتنفيذ ما يتوجب عليه فعله حسب نص الإتفاق قبل أن يطالب أنصار الله بالإلتزام بما وقعوا عليه . كان السلم والشراكة الذي يتجاهله بحاح اليوم وهو من أوصله الى رئاسة الحكومة وعلى ضوئه تشكلت حكومته يضمن لليمن الخروج من مأزق المبادرة الخليجية التي كانت مشكلة بحد ذاتها حين عمد أمراء الرياض على تدوير الحكم ضمن دائرة مغلقة مرتبطة باللجنة الخاصة . وعندما تجاوز السلم والشراكة خطأ المبادرة سرعان ما تم الإنقلاب عليه رغم المباركة الدولية التي حظي بها سيما من قبل الأممالمتحدة ومجلس الأمن تحديداً . اليوم يحاولون تجاوز هذا الإتفاق كمرجعية للحوار والتفاوض وهم بذلك يمعنون في تأزيم المأزوم وكعادتهم يجرون أنفسهم إلى نهاية حتمية قد تكتبها السعودية بنفسها في أي لحظة من اللحظات . دعونا هنا نذكر مثالاً واحداً للتذكير فقط بمن أنقلب على السلم والشراكة فهذا ما ورد ضمن البند الثاني للإتفاق : خلال خمسة عشر يوماً من توقيع هذا الاتفاق، يصدر الأخ رئيس الجمهورية مرسوماً لتوسيع مجلس الشورى بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وبما يكفل تحقيق الشراكة الوطنية. فهل نفذ هادي ما عليه .. لا ... تحجج وقتها بأن هناك ضغوطاً من حزب الإصلاح عليه لعدم القبول بمن أسماهم ب الحوثيين والحراكيين في السلطة . ومن ثم واصل مراوغاته حتى وقع الإتفاق الثاني في يناير لتنفيذ الإتفاق السابق ومع ذلك لم يلتزم وقرر ومعه بحاح وجميعهما من أدوات المملكة الإستقالة لإدخال البلد في الفراغ . اليوم يتباكون على الشراكة ويتحدثون عن الإنقلاب والإقصاء والتهميش وهم من أوصلوا البلاد الى ما هي عليه الآن حينما أمعنوا في تنفيذ إملاءات الخارج وحاولوا أكثر من مرة تمرير مخططات خارجية كالأقاليم وفرضها كأمر واقع وهو ما لم يتحقق ويحاولون الآن تحقيقه . فشلوا في تمرير هذه المخططات بعد أن أصبحت البلاد بأكملها تحت إدارة السفارات الغربية والخليجية وقبل أن تتغير الوقائع على الأرض فما فشلوا في تنفيذه سياسياً وبمنطق الصفقات وشراء الذمم يفشلون الآن في تحقيقه عسكرياً وسيفشلون لو أعادوا الكره ألف مره . أيضاً في المقابل كان هناك إلتزامات على أنصار الله وحلفائهم في الإتفاق غير أن البند السابق والمزمن بخمسة عشر يوماً من توقيعه يلزم هادي بالتفيذ أولاً قبل أن يطالب الآخرين بتنفيذ إلتزاماتهم . أخبار من الرئيسية أحزاب يمنية تتبراء من شرعية هادي وحكومته وترفض اي مواقف تأييدصادرة عنها زمجرات الغضب تدوي وتأكيدت الصمود مستمرة : صنعاء تنتفض بحشود جماهيرية كبيرة إنتصاراً للوطن ورفضاً للعدوان وتضامناً مع العالقين بالخارج الناجون من مجزرة حي عطان لاجئون في مجاري المياه! «إعادة تموضع» في الرياض... في إنتظار جنيف