مع سقوط أول قتيل من الجنود السودانيين، تتجه الخرطوم إلى الغرق أكثر في المستنقع الذي أدخلتها فيه الرياض عبر إرسال المزيد من الجنود إلى اليمن. الرياض ومع فشلها المتزايد في اليمن تستغل القوات السودانية ورقة في صراعها المتزايد مع أبو ظبي في عدن عبد الله الحنبصي : الاخبار صنعاء |على الرغم من إقرار الرئيس السوداني، عمر البشير، بصعوبة المواجهة الدائرة في اليمن، وتعذر دخول قوات بلاده في مواجهة مباشرة مع الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» عازياً السبب إلى جغرافية اليمن الصعبة، إلا أن البشير ذاهب حتى النهاية في مراضاة السعودية وتلبية طلباتها عبر إرسال المزيد من الجنود في مسعى من الرياض لاستغلال الوجود السوداني لكبح السيطرة الإماراتية في عدن تحديداً. وأعلن البشير في مقابلة مع قناة «العربية» السعودية، أول من أمس، أن الخرطوم جاهزة لإرسال لواء إضافي يضم 1500 جندي إلى اليمن. مصادر مقربه من حكومة خالد بحاح التي تتخذ من الرياض مقراً لها، أكدت أن إعلان البشير جاء تنفيذاً لطلب السعودية القاضي بتعزيز مشاركة القوات السودانية في قوات «التحالف». وأوضحت المصادر ل»الأخبار» أن السعودية تأمل تعزيز وجود القوات السودانية في عدن والمحافظات الجنوبية الواقعة تحت سيطرة قوات «التحالف»، وذلك على حساب القوات الإماراتية التي استطاعت بسط نفوذها في عدن مقارنة بالحضور السعودي. وأكدت المصادر أن خلافاً جديداً بين السعودية والإمارات ظهر على السطح منذ عدة أيام، وذلك بعد اعتراض السعودية على دخول قوات مرتزقة من كولومبيا ودول أميركا الجنوبية، استقدمتها الإمارات إلى عدن، موضحةً أن السعودية تسعى جاهدة إلى تقليص حجم الحضور الإماراتي في اليمن، وذلك بعد الاعتراضات الإماراتية على حضور ميليشات حزب «الإصلاح» (فرع تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن) في محافظتي عدنوتعز، فضلا عن الحرب الباردة بين الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي المدعوم سعودياً، ونائبه خالد بحاح المدعوم من الإمارات. وأضافت المصادر أن الرياض قررت الاستعانة بالرئيس السوداني المعروف بانتمائه إلى التيار الإخواني لمضاعفة الحضور السوداني في عدن، إلا أن الأخير سارع في مقابلته مع «العربية» إلى التملص من الطلب السعودي بإعلانه أن مشاركة بلاده في «التحالف» هي للمساندة لا للإشتباك. ويشير محللون إلى أن البشير يسعى إلى التقليل من أهمية حضوره حرصاً على علاقته مع الإمارات وخصوصاً بعدما كشفت وسائل اعلامية مقربة من الديوان الملكي السعودي، أن الرياض أصبحت تعتمد على القوات السودانية أكثر من الإماراتية في عدن. البشير أظهر في المقابلة مع «العربية»، تراجعاً في موقفه من الحرب في اليمن بقوله إن «احتمالات الحل السياسي في اليمن الآن ضعيفة لكنها ليست مستحيلة». وعشية مقتل أول جندي سوداني في المواجهات في تعز، أكد البشير أن «القوات السودانية الموجودة في اليمن قوات مساندة ودعم، فتضاريس المنطقة لا تسمح لنا بالدخول في الاشتباك المباشر». وتتنافى تصريحات البشير مع تأكيدات سعودية بأن الأيام المقبلة ستشهد وصول دفعات جديدة من القوات السودانية إلى مدينة عدن، فضلا عن التصريحات لما يعرف ب»المقاومة الشعبية» في منطقة الشريجة بين لحجوتعز، بشأن مشاركة قوات سودانية في المواجهات مع الجيش اليمني و»اللجان الشعبية». أخبار من الرئيسية هادي يجدد عرضه للإمارات التخلي عن بحاح مقابل تخليه عن الإصلاح : وساطات تفشل في إيقاف خلافات هادي وبحاح قيادات جنوبية تعترف : هادي وحكومته لا يمتلكان أي إستراتيجية لمواجهة داعش والقاعدة الخسائر الفادحة تجبر السودان على سحب قواته من الشريجة : البشير يعرض إرسال المزيد من القوات فيما مشافي عدن مكتظة بجثث جنوده فيما عدن تعيش وضعاً أمنياً صعباً : هادي يقضى ليلته على ظهر سفينة حربية أمريكية ضمن إجراءات أمنية للحفاظ على حياته