دعت جماعة المعارضة الرئيسية في سوريا مقاتلي المعارضة في شتى أنحاء البلاد إلى إرسال تعزيزات إلى بلدة القصير الحدودية الاستراتيجية حيث يدور قتال شرس تقول المعارضة إن مقاتلين من حزب الله اللبناني يشاركون فيه. وأفاد مقاتلون يحاربون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بشن غارات جوية وعمليات قصف للبلدة الصغيرة الواقعة على الحدود السورية اللبنانية، والتي أصبحت ساحة معارك شرسة يمكن أن تحدد السيطرة على خطوط إمداد حيوية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، إن وحدات من الجيش السوري واصلت عملياتها ضد "أوكار الإرهابيين وتجمعاتهم في مدينة القصير والحميدية وأعادت الأمن والاستقرار إلى مزرعة العكاري وتل الصر في ريف القصير بعد أن قضت على آخر تجمعاتهم". وأفاد مراسل الوكالة في مدينة القصير باكتشاف "أنفاق في الحارة الغربية من مدينة القصير كان الإرهابيون يستخدمونها في التنقل وتخزين الأسلحة والذخيرة". وأضافت إلى أن القوات السورية تمكنت من "تفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في منازل المواطنين والطرقات العامة بالمدينة". وأفادت وكالات الأنباء بمقتل أكثر من مئة شخص في المعارك في غضون ثلاثة أيام، معظمهم من المقاتلين من الجانبين. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد المدنيين الموجودين في المدينة يقارب 25 ألف شخص. ودعا جورج صبره القائم بأعمال رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض المقاتلين إلى إرسال أسلحة وأفراد إلى المنطقة، وتحدث عن عنف طائفي "وغزاة أجانب" من حزب الله وإيران. وطالب صبره الأربعاء المجتمع الدولي بفتح "ممر انساني" إلى القصير الواقعة في محافظة حمص في وسط سوريا. كما دعا مجلس الأمن الدولي إلى عقد "اجتماع طارىء" للبحث في الوضع في المنطقة. وقال صبرة في بيان وزع اليوم "نطالب المجتمع الدولي بفتح ممر إنساني لإنقاذ الجرحى وإدخال الدواء والغوث إلى 50 ألف محاصر" في منطقة القصير ومحيطها. وأضاف "منذ أيام، تقوم قوات قادمة من خارج سورية بمشاركة قوات النظام السوري، بقصف لا سابق له لمدينة القصير يهدف إلى تدمير المدينة تدميرا كاملا، ووضع جسم غريب في الطريق الرئيسي الواصل بين جنوب سورية وشمالها". وطالب صبره الدول العربية والأمانة العامة للجامعة العربية ب"وقفة تليق بالحدث الجلل"، محذرا بأن "ما يفعله الغزاة سيؤدي إلى إشعال حريق طائفي يخرب العلاقات بين دول المنطقة وشعوبها". ودعا الدولة اللبنانية إلى "أن تعمل على احترام سيادة الدولة السورية وحرمة حدودها حتى يستمر السوريون في احترام سيادة لبنان وحرمة أراضيه". ويملك حزب الله ترسانة ضخمة من السلاح، وكان أمينه العام حسن نصرالله قد قال مؤخرا إن "أصدقاء" النظام السوري لن يسمحوا بسقوطه، وأقر بمشاركة قواته في القتال إلى جانب النظام في القصير ومقام السيدة زينب قرب دمشق. ولاتزال المعارك مستمرة داخل مدينة القصير التي دخلت قوات النظام السوري إلى أجزاء منها منذ الأحد الماضي.