دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرة كل كتائب الجيش الحر الى "نجدة القصير" التي تتعرض منذ ايام لهجمات متكررة من قوات النظام مدعومة من حزب الله. وقال صبرة في بيان وزع الأربعاء "هبوا يا كتائب الثورة والجيش السوري الحر لنجدة القصير وحمص. لتسرع كتائب القلمون وريف حمص الشمالي وحماة لنجدة القصير والوعر وبقية المناطق الصامدة. ولترسل كل واحدة من كتائب حلب وإدلب والرقة ودير الزور ودمشق حالاً ولو قوة صغيرة لنجدة حمص". وتستمر المعارك داخل مدينة القصير التي تعتبر معقلا اساسيا لمقاتلي المعارضة في محافظة حمص (وسط سوريا)، ودخلت قوات النظام السوري الى اجزاء منها منذ الاحد الماضي، فيما ارسل حزب الله تعزيزات اضافية الى المدينة. واضاف صبرا "على كل من لديه فضل سلاح أو ذخيرة أن يرسله إلى القصير وحمص ، لتعزيز صمودها. فكل رصاصة ترسل الى القصير وحمص ترد غازيا معتديا يريد أن يعيد سوريا الى عصر الخوف الذي انقضى الى غير رجعة". وقتل اكثر من مئة شخص في المدينة الاستراتيجية في غضون ثلاثة ايام، معظمهم من مقاتلي النظام والمعارضة، ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان ان عدد المدنيين الموجودين في المدينة يقارب 25 ألفا. وطالب صبرة المجتمع الدولي بفتح "ممر انساني" الى القصير، كما دعا مجلس الامن الدولي الى عقد "اجتماع طارىء" للبحث في الوضع في المنطقة. واضاف "منذ أيام، تقوم قوات قادمة من خارج سوريا بمشاركة قوات النظام السوري، بقصف لا سابق له لمدينة القصير (...) يهدف إلى تدمير المدينة تدميرا كاملا ووضع جسم غريب في الطريق الرئيسي الواصل بين جنوبسوريا وشمالها". والهجوم على القصير بالطائرات والدبابات يجيء فيما يبدو في إطار حملة لقوات الاسد لتعزيز سيطرتها على دمشق وتأمين طرق الاتصال بين العاصمة السورية ومعاقل العلويين الذين ينتمي اليهم آل الأسد على ساحل البحر المتوسط عبر مدينة حمص التي يتصارع عليها الجانبان في وسط البلاد. من جانب آخر، زادت حدة انتقادات الكثير من علماء الشيعة البارزين لنصرالله لزجه بالشيعة في "حرب التي لا طائل من ورائها" لإنقاذ نظام الأسد. وقال الشيخ علي الأمين إن تدخل حزب الله في القتال الجاري في سوريا غير مقبول من الناحية الدينية والقانونية، مشيرا إلى أن الدفاع عن المقدسات الدينية في سوريا (الحجة التي يتذرع بها حزب الله) هو مسؤولية النظام السوري وحده. فيما دعا الشيخ صبحي الطفيلي (الأمين العام السابق لحزب الله) نصر الله إلى "عدم الدفاع عن النظام المجرم الذي يقتل شعبه بينما لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل". وأضاف "إن الذين (مقاتلي حزب الله) قُتلوا في سوريا سيذهبون للجحيم، ولا يمكن اعتبارهم شهداء". فيما جدد البيت الأبيض إدانة تدخل حزب الله بشكل مباشر في الهجوم الذي يشنه النظام السوري بمدينة القصير قرب الحدود اللبنانية، مكرراً الموقف الأميركي من ان كل الخيارات ما زالت مطروحة في التعامل مع الأزمة السورية. وشدد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني على ان "احتلال حزب الله لقرى في سوريا ودعمه للنظام والميليشيات الموالية للأسد يؤجج التوترات الطائفية الإقليمية ويؤيد حملة النظام الإرهابية ضد الشعب السوري". ورغم خسائره البشرية الكبيرة، يقول حزب الله إنه مازال مصرا على مواصلة المشاركة في الصراع السوري الذي بدأ في آذار/مارس 2011 وأسفر عن مقتل 80 ألف شخص، بحسب تقديرات الأممالمتحدة.