في مساحة تطول إلى (حمل) من الرحبة تتمدد صنعاء كمدينة لا تنفك كل لحظة تكبر, لكنه الكبر وليس التكبر العشوائي!, ويوماً عن يوم تتريف المدينة في ظل لا مبالاة عجيبة من قبل سكانها، المهم كل يضع أوزاره في حارة إن شاء الله يوجدها من العدم ولا احد منهم منا يطالب بحديقة، بدار للسينما، بأكثر من حديقة للحيوان!, لا أحد، فالمهم لدى الجميع أن يلقى مكانا يفترش إليه ونعمة ما بعدها نعمة، وأنظر فمنذ العام 62 لم نستطع تسمية الشوارع، وأعلم أن أمانة العاصمة بصدد ذلك، لكن لا احد سأل نفسه كيف ولماذا تنفرد صنعاء عن غيرها بأن معظم شوارعها تسمى تبعا لعرض شوارعها، وهروبا من الحرج ترى حياتنا اليومية تتوزع بين الخمسين والستين وبينهما (السبعين)!. حتى الناس العاديين عشوائيون في حياتهم وعليها فقد ارتضوا أن يظلوا عائشين كأرقام، أما البيوت فلا أرقام لها وأن لمحت تلك اللوحة الزرقاء فلن تجد للشارع اسما!. اليوم سينطلق بعض الشباب لإعادة الاعتبار للمدينة التاريخية, فسيقومون بزراعة عدد من مقاشمها والتي امتدت إليها يد الإهمال واللامبالاة, وهي خطوة يفترض أن تؤسس لروح المبادرة التي فقدناها أو نهبت منا مثلما نهب كل شيء، ولم يبق من مكونات الحياة سوى العظم!, وفي التاريخية هناك مكونات كثيرة لعالمها بحاجة لإعادة الاعتبار، ولمسة إنسانية تعيد الجمال لها كلها، أما أنا فقد فقدت الأمل, فلو أضع كل ما كتبته مناشدا ومطالبا ومحبا فسيأتي بطول شارع، لم افعلها لأن شارعي لن أجد له اسما، كما هو الشارع المار أمام السينما الأهلية وفقد اسمه فقد غلب اسم مبنى الجهاز على اسمه!. الآن لا بد من إعادة الاعتبار لفكرة إحياء قصر غمدان أو قصر السلاح، أو القلعة !!! سموه ما أردتم المهم أن يتحول قصر السلاح إلى قصر للثقافة لترتاح روح جار الله عمر الذي كان رحمه الله من قال بالمشروع، لكن الأيدي التي وأدت كل جميل في هذه البلاد أبت إلا أن تقتل الفكرة في مهدها!. إذا كان لا يزال هناك بعض الحب للمدينة التاريخية فانقلوا مبنى جهاز الأمن القومي من الشارع، ولتحيا المنطقة كلها بالآداب والفنون وتحيا سينما الأهلية ويفتح كتاب صنعاء التاريخية التي تهرب منا الآن، وتضيع من سجلات اليونسكو كما يضيع حصن بيت بوس من دفتر الجمال بإضافة السكان الجازعين طوابق بالبلك، ليندثر الحصن الذي تفد إليه أسبوعيا سيارات الهيئات الديبلوماسة للاطمئنان على بقاء المعبد في (زغن) الجبل!.