قال بأن حضرموت لا تزال تدار من قبل صالح وأولاده وسخر من مزاعم سقوطها بيد القاعدة, ورفض مسألة التمديد لهادي وطالبه بتحمل مسؤوليته التاريخية وعدم الإصغاء لأي قوى إقليمية أو دولية, وقلل من حجم الحراك الانفصالي ودعا إلى تفكيك المنظومة التي صنعها صالح وتصبح بخيار اللامركزية في الحكم.. رئيس المجلس الثوري بمحافظة حضرموت. حاوره /أشرف الفلاحي * ما تقييمك لنتائج المرحلة الأولى من الحوار؟ وهل ترى أننا فعلاً تجاوزنا مرحلة الخطر حسب خطاب الرئيس هادي الأخير؟ - في البداية أشكر أسرة تحرير اليقين على هذه الفرصة. أما بالنسبة للحوار الوطني لا شك أنه المخرج الآمن والبوابة الكبرى الواسعة، التي من خلالها نستطيع أن ننتقل باليمن من مرحلة اللا دولة إلى مرحلة الدولة، ومن مرحلة اللا نظام إلى مرحلة النظام، ومن مرحلة اللااستقرار إلى مرحلة الاستقرار، أنا أعتبر -كمراقب للوضع بشكل عام- أنه منذ أن التقى اليمنيون على رئيس توافقي وحكومة توافقية في هذه المرحلة فقد تجاوزنا مرحلة الخطر، وهناك خطوات عملية جرت من خلال هيكلة الجيش، وكذلك الاتجاه لإحداث تغيير في بعض المحافظات.. هذه كلها خطوات تجعلنا نبتعد أكثر عن مرحلة الخطر. مع بدء ومؤتمر الحوار الوطني ومشاركة هذه القوى فيه, وإن كنا نتحفظ عن بعض الأسماء الموجودة في مؤتمر الحوار، وهي التي تورطت في قتل المتظاهرين السلميين، وشاركت في نهب الوطن، وتواطأت في جرائم القتل في الماضي، لكننا على ثقة أن الخيّرين والمخلصين والوطنيين أكثر، وسوف يكون صوتهم أعلى وخيارهم أقوى. * لكن الملاحظ أن كل مكوّن متمسك برأيه ويبرئ نفسه ويتهم الغير.. وهذا ما لوحظ من خلال الرؤى المقدمة لمؤتمر الحوار، فكيف تنظر إلى هذه الرؤى وخاصة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية؟ - نحن كأبناء محافظات جنوبية وأبناء محافظة حضرموت على وجه الخصوص لا تهمنا هذه الفلسفة، ولا تهمنا هذه التفاصيل والجذور والقشور.. الذي يهمنا هو كيف نصل بالقضية الجنوبية إلى الحل الذي يرضي أبناء الجنوب, وخاصة الرؤى التي قدمت من قبل أحزاب اللقاء المشترك سواءً مجتمعة أو كل حزب على حده. أما فيما يتعلق ببعض المكونات للأسف الشديد أرادت أن تهاجم بعض القوى التي تحرك الشارع، وتناست هموم الشعب ومعاناته.. نحن ننتظر كأبناء محافظات جنوبية اتخاذ قرارات عاجلة.. قرارات شجاعة وسريعة تعطينا حقنا وخصوصاً من الثروة، وتعيد لنا عزتنا وكرامتنا. فعندما نأتي إلى المحافظات الجنوبية الناس يعيشون تحت خط الفقر، بينما تنهب الثروات والأموال والأراضي والنفط والبحار من تحت أيدي المساكين والبائسين.. وهذا لا يزال يحصل إلى اليوم. فالحوار الوطني ليس الهدف منه فقط مجرد أن نتحاور أو نخرج برؤية، بل الهدف هو قبول مخرجات الحوار الوطني من قبل الشعب. * يبدو أن أبناء الجنوب لا يعولون كثيراً على مؤتمر الحوار في استعادة حقوقهم، بدليل أن هناك قوى حراكية فاعلة رفضت الدخول في الحوار الوطني.. وهذه قوى فاعلة وشخصيات لها وزنها في الشارع الجنوبي، ما قولك في ذلك؟ - إذا كانت هناك معالجات حقيقية وقرارات تعيد لأبناء الجنوب حقهم وتثبت على أرض الواقع أن هناك مستقبلاً جديداً ودولة جديدة ونظاماً جديداً وعدالة ستتحقق على الأرض، فلن يكون لهذه القيادات المحنطة أي وزن، ولن تكون لها أي قيمة. وهم اليوم يتصيدون على معانات الناس، ومنهم من يقفزون فوق احتياجات الناس؛لأنهم يرون أن الواقع لم يخدم المرحلة ولم يخدم الثورة والمستقبل، ولذلك وجدوا لهم سوقاً ومكاناً وموقعاً.. وهناك للأسف الشديد من القوى المحلية والإقليمية من تضخّم وتفخّم حجم هؤلاء وهم ليس لهم وزن على الواقع. الحراك الجنوبي ممثل في الحوار والجنوب ممثل. * وكيف تفسر تلك الحشود الجنوبية التي تتواجد في الساحات, في عدن والمكلا وغيرهما, وترفع صور زعامات وقيادات معينة؟ - هذا الجمهور وهذه الحشود التي تجتمع في الساحات, سواءً في عدن أو المكلا أو في غيرهما من المحافظات, إذا وجدت حقها ووجدت الأمن والاستقرار، ووجدت العدالة، ووجد أبناؤها حقهم في الدراسة والتعليم وحقهم في العمل وحقهم في إدارة شؤون البلد، لا شك أن هذه القيادات التي تستثمر معاناة الجماهير ستجد نفسها لوحدها، وستخضع مرة أخرى للانتماء والاصطفاف الوطني. إذاً على الرئيس عبدربه منصور هادي، وعلى أطراف الوفاق، وعلى المتحاورين أن ينظروا بهذه العين. وفي نفس الوقت الذي هم فيه يتحاورن عليهم أن يضغطوا في اتجاه تحقيق العدالة على أرض الوطن, سواءً في الشمال أو في الجنوب, حتى يتقبل الناس مخرجات الحوار، ولا يكون لهؤلاء الذين يزايدون ويغالطون ويستثمرون الأحداث ويستثمرون المعاناة لصالح مشاريعهم الصغيرة التي يحاولون أن يعودوا بها من جديد ليتزعموا مرة أخرى. * وهل ترى أن هذه الزعامات سوف تنجح في تحقيق أهدافها من خلال تبني خيار الانفصال المطروح بقوة في الشارع الجنوبي أو حتى ممثلي الجنوب في الحوار؟ - والله أنا أعتبر أن خيار الانفصال أو فك الارتباط أو خيار الاستقلال أو خيار استعادة الدولة، وكل مصطلح من هذه المصطلحات, له أتباع والتفكك ويغلب عليه عدم وجود قيادة موحدة أو حامل واحد لهذه الجماهير التي ترفع راية قصديرية وتسبح بحمد قناة فضائية تبث من الضاحية الجنوبية.. هذه القضية اليوم الكل يدرك أنها مستحيلة. ونحن التقينا ببعض القيادات التي تنادي بفك الارتباط واستعادة الدولة, هم أنفسهم يدركون أن خيار فك الارتباط أو خيار الدولتين باتا مستحيلين، خاصة أنه يوجد لدينا رئيس جنوبي لليمن كله، ويوجد لدينا كذلك عدد من الوزراء والأحزاب السياسية الجنوبية، التي تؤمن بخيار التغيير وخيار تصحيح مسار الوحدة. كذلك يرى الكثير من الجنوبيين بأن الانفصال أو استعادة الدولة في الجنوب كارثة على الجنوب، وليس انفراجاً أو أملاً، خاصة في ظل وجود صراعات وقيادات ذات عداء تاريخي.. يعني تاريخهم حافل بالصراعات والاقتتال والدماء والتصفيات.. يريدون أن يتحول الجنوب مرة أخرى إلى ساحة صراع جديدة. ونقول أن الخيار الأكثر حظاً في هذه المرحلة هو خيار تصحيح المسار وخيار بناء الدولة بشكل مغاير, عبر نظام لامركزي يعطي كل أبناء محافظة بعينها حقهم الكامل دون أن ينتقص منه شيئاً. * كيف تتحدث عن تصحيح مسار الوحدة، بينما البعض من أبناء الجنوب يرفضون فكرة الفيدرالية من أقاليم متعددة، والبعض الآخر متمسكين باستعادة الدولة؟ - طيب، لا بد أن يسأل هؤلاء أنفسهم سؤالاً، وهو على أي أساس استعادة الدولة؟ هل هو على أساس تقرير المصير؟ من حقهم أن يضعوا ما يريدون من تصورات أو أفكار أو مشاريع، لكن على أي أساس يريدون استعادة الدولة؟ هل على أساس الاستقلال والتحرير وطرد الاحتلال كما يسمونه؟ أم على أساس فك الارتباط واستعادة النظام السابق الذي كان يحكم الجنوب قبل عام 90م؟ لا شك أنك عندما توجه إليهم هذه الأسئلة سيكون هناك ارتباك وتضارب كبير في الرؤى والأفكار.. وهذا هو الذي يجعل استعادة الدولة في الجنوب هو أخطر ما يكون على الجنوب. فإذا قالوا فك ارتباط فإنهم يعيدون البيض ونظامه الذي حكم منذ 86م, وإذا قالوا الاستقلال فمعنى ذلك أنهم يرفضون كل القوى التي في الخارج- منها البيض وعلى ناصر والعطاس، وهؤلاء كل واحد منهم يدعي أنه رئيس- وإذا قالوا باستعادة الدولة على أساس تقرير المصير، فهذه مشاريع فقط تقدم كرؤى.. وأنا بتقديري أنها فقط سقف أعلى لما هو أفضل منه. * يبدو أنك لم تشاهد المسيرة الضخمة التي تمت في 21 مايو الماضي بمناسبة ذكرى الانفصال، في الوقت الذي نشهد فيه انحساراً للفعاليات السياسية والاجتماعية لقوى الوحدة، فكيف تفسر هذا المدّ والجزر بين الطرفين؟ - نحن أمام مؤامرة حقيقية على أرض الجنوب.. أمام تواطؤ حقيقي من كثير من الأجهزة الأمنية والسلطات التي لا تزال تحكم هذه المحافظات. فعندما تكون هذه الفعالية لهذه المكونات نجد الترحيب والتسهيل والتأمين والدعم والمساندة لها، وعندما تكون الفعالية لغيرهم تترك الساحة خالية من الأمن وتهاجم هذه الفعاليات بشكل غادر وبشكل لا أخلاقي!! وقد تكرر هذا المشهد كثيراً ما جعلنا نتوقف عن مثل هذه الفعاليات حتى نحفظ الدماء ونحفظ الأنفس. وفعالية 21 فبرايرالماضية، التي أقمناها في عدن احتفاءً بإسقاط رأس النظام وإخراج اليمن من قبضة علي عبدالله صالح، إلا أنه جاء من يهاجم هذه الفعالية منذ الصباح, لتسقط الأرواح وتُسال الدماء حتى يقولوا أنها مجزرة أو مذبحة.. وهذه مؤامرة واضحة. إلا أنني أقول لك أننا نعمل مع الجماهير عن قرب، ونزور الناس واحداً واحداً، وهناك تراجع كبير جداً للجماهير التي كانت تذهب في تلك الفعاليات التي ترفع شعار الانفصال أو فك الارتباط. * ما أسباب هذا التراجع من وجهة نظرك؟ - عدم وجود قيادة موحدة، وعدم وجود مشروع واحد، وعدم وجود حامل واحد لهذا المشروع.. كلٌ يرفع هذا العلم وكلٌ يسبح بحمد الجنوب واستعادة الدولة فقط.. وهناك جماهير تذهب وجماهير تعود.. وأصبحت المليونيات أشبه بسوق، مليونيات الإعلام والأطعمة والأشربة لتباع.. يعني أصبحت القضية مملّة للجماهير. * ألا ترى أن تجاهل بعض الآراء المخالفة قد يدفع الأمور باتجاه الكفاح المسلح وتشكيل مليشيات مسلحة.. وهذا ما بدأ الحديث حوله في الفترة الأخيرة لا سيما من قبل فصيل البيض؟ - والله أنا أعتقد أن هذه مجرد عواطف تطلق من هنا وهناك، والكل يدرك أن من يحمل السلاح في هذا الوقت هو الخاسر، وسيكون المسمار الأخير الذي يدقه في نعشه، سواءً يكون فصيل البيض أو غيره.. لغة القوة انتهت، لكن الحقيقة أنه لا توجد قيادة لجماهير سلمية، فكيف تكون قيادة لكفاح مسلح وثورة مسلحة؟! * مقاطعاً: بالمقابل أنتم كقوى ثورية وحدوية ما موقفكم تجاه هذا الكفاح المسلح في حال حدوثه؟ - نحن مواطنون، وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في حماية المواطنين، وحماية هذه المناطق والمحافظات من أي اعتداءات أو من أي جماعات أو عصابات مسلحة، مهما كانت هذه الجماعات أو مشاريعها أو شعاراتها. أما نحن لن نكون أداة أو مادة لإذكاء هذه الفتنة وهذا الصراع، وسنستمر في سلميتنا، بعيداً عن الصراع أو السلاح. * لقد كثر الحديث عن الدعم الخارجي لقوى الحراك الرافض للوحدة, وخاصة من إيران، وهذا ما أكدته إحدى الشخصيات الحراكية البارزة، ما تعليقك على ذلك؟ - هناك من يريد أن يعرقل مسيرة الانتقال ومسيرة التوافق والتغيير في البلد، وهناك قوى طامعة باليمن لموقعها الاستراتيجي ولثرواتها الكبيرة، سواءً كانت قوى إقليمية أودولية, ومنها إيران. ايران وجدت فرصتها السانحة والكبيرة في وجود الحوثي في الشمال، ووجود الحراك الجنوبي- فصيل البيض- في الجنوب، ووجدت هذه فرصة لتجد لها يداً ونفوذاً، وتجد لها موضع قدم في اليمن بشكل عام.. وإلا فإيران نفسها تدرك أن اليمن لن يكون إلا يمناً واحداً ودولة واحدة. * ماهي الرسالة التي أرادها الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال من وراء مشاركته في مراسيم تشييع الزعيم الروحي للحوثيين في صعدة, والذي صاحبه رفع علم الانفصال أثناء التشييع؟ - هي ليست رسالة يريد أن يوجهها هؤلاء أو غير ذلك، هي أوامر صدرت من الرأس الأكبر في إيران لجميع أتباعهم بأن يكونوا يداً واحدة. وهؤلاء هم مدركون أنهم ينادون بالاستقلال وتحرير الجنوب، ومع ذلك ذهبوا إلى أقصى الشمال ليضعوا يدهم بيد الحوثي القاتل المجرم، لكنهم لم يفكروا بأنهم سيخسرون الجماهير في الجنوب أو سيخسروا حساباتهم أو مشروعهم.. وقد ذهبوا تنفيذاً للأوامر التي صدرت من الأب الروحي هناك في إيران آية الله خامنئي، فالقضية أصبحت واضحة وأصبح ذلك المشروع واضحاً ومكشوفاً؛ وعلى جميع أبناء الشعب اليمني أن يدركوا حجم هذه المخاطر، وينبغي أن يصطفوا وأن تكون كلمتهم واحدة ويدهم واحدة. وأيضاً هناك مقاربة رئيسية أن تكون بقايا النظام السابق تعبث بمفاصل ومؤسسات الدولة وخدمات الناس، بل يفتعلون الأزمات ويتاجرون بها لقتل الأمل في قلوب الناس، وخاصة في المحافظات الجنوبية.. والمخلوع لم يقصر فقد أعطى التوجيهات الواضحة لأتباعه في الجنوب أن يتحولوا مع علي سالم البيض وفي الشمال مع الحوثي. فالمواطن المسكين لا شك يتطلع إلى مستقبل أفضل بأي وسيلة كانت. * ما مدى جدية مثل هذه الاتهامات للرئيس المخلوع وأتباع المخلوع كما تقول، في ظل أن من يمسك بالسلطات الأمنية والخدمية وزراء ثوريون، فأين هؤلاء؟ ما الذي قدموه في سبيل كبح جماح مثل هذه الأعمال التخريبية؟ - لاشك أن النظام الذي حكم البلاد ثلاثاً وثلاثين سنة توغل في هذه المؤسسات، وأصبحت هذه المؤسسات ملغومة وموبوءة وتحتاج لتنقيتها وتصفيتها.. وبقاء هذا الرجل في اليمن يمتلك الحصانة ويمتلك المال ويمتلك الرجال، لا شك أنه يساعد على إبقاء هذه العناصر وإبقاء هذه الأوبئة، والمشكلات التي لا تزال متعمقة في مؤسسات الدولة أو ما تسمى بالدولة العميقة, وخاصة في المؤسسات الأمنية. أما أن تأتي بوزير أو مدير أمن في محافظة ينخر فيها الفساد، وكذلك المؤسسات التي ينخر الفساد في مفاصلها، لا شك أن هذا لن يحدث التغيير المطلوب والمنشود. لا شك أننا نحتاج إلى تفكيك المنظومة التي صنعها علي عبدالله صالح بالكامل، سواءً فيما يتعلق بالجوانب الأمنية والعسكرية والمدنية. الآن الأجهزة الأمنية تفتقد للمعلومة الصحيحة.. الأجهزة الأمنية الاستخباراتية, الأمن القومي والأمن السياسي, يسودها الارتباك والتبعية لمراكز قوى معينة ولأشخاص معينين! * ننتقل إلى محافظة حضرموت، فما الذي يحدث في هذه المحافظة؟ - الذي يحدث في حضرموت أن هناك قوى وطنية مخلصة تسعى لأن يكون للمحافظة حقها الكامل.. وقد وصلنا نحن في المجلس الثوري لقوى الثورة في المحافظة إلى حقيقة كشفنا فيها أن السلطة المحلية تلعب بعواطف الناس وتفتعل الأزمات بين أبناء حضرموت وأبناء صنعاء أو بين أبناء المحافظة وحكومة الوفاق, وبالأخص بعض الوزراء كوزير الكهرباء والمالية والداخلية والعدل. وقد قمنا بحل قضية الكهرباء في المحافظة مع الوزير ومكتب الكهرباء في المحافظة, بعيدا عن السلطة المحلية, وتحولنا إلى جامعة حضرموت وحللنا المشكلة مع المالية، وكذلك انتقلنا إلى صندوق الإعمار الخاص بالمحافظة.. ووجدنا أن السلطة المحلية هي من تفتعل الأزمات. * وماذا عن الانفلات الأمني بالمحافظة، وتواصل مسلسل الاغتيالات بحق ضباط الجيش والأمن، والتي كانت الأكثر فتكاً مقارنة بمحافظات أخرى؟ - السلطة المحلية تتحمل المسؤولية الأولى, ممثلة باللجنة الأمنية ورئيسها محافظ المحافظة، ثم بعد ذلك رئيس الجمهورية الذي لا يزال محتفظاً بهم إلى الآن، ويعطيهم الثقة لإدارة المحافظة بعد كل هذه الكوارث والمشاكل، وبعد كل هذه الاغتيالات، وكل هذا الفشل المخزي. للأسف الشديد لا زالت حضرموت تدار حتى الآن من قبل علي عبدالله صالح وأولاده، لا تدار من قبل حكومة الوفاق، ولم تصل حكومة الوفاق إلى المحافظة، ولا يوجد وفاق في المحافظة. حضرموت يحكمها لون واحد، وعقلية واحدة، وحزب واحد.. إلى الآن لا تزال نفس العناصر التي عينها علي صالح تدير المحافظة بالتواصل معه. * وأين دور القوى الثورية في محافظة حضرموت؟ - نحن منذ أن رفعنا الساحات وحققنا أهداف الثورة الأولى والرئيسية قلنا أننا سنتحول من الفعاليات الثورية التقليدية من الخيام إلى الرقابة الثورية. ونحن على تواصل مستمر مع رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومع النشطاء والقوى الوطنية, ونحقق ما نستطيع أن نحققه لهذه المحافظة, ونمد يدنا إلى السلطة المحلية التي نتهمها بأنها المسؤولة عما يحدث في حضرموت, حتى نكون جميعاً عوناً نتعاون على الحق والخير ونحقق العدالة في هذه المحافظة. * لكن يبدو أن هذه الرقابة الثورية لم تثمر حتى اللحظة بالنسبة لمحافظة حضرموت التي قلت في تصريح سابق لك بأن التغيير لم يصل إليها؟ - بالعكس لولم نكن موجودين في هذه الرقابة الثورية لوقعت المحافظة في أمور أسوأ مما هي عليه اليوم. أنا أعتبر شباب الثورة صمام أمان للبلد. أما قضية التغيير وعدم وصوله المحافظة فهذا يتحمل مسؤوليته رئيس الجمهورية الذي وضعنا فيه الأمل وأعطيناه الثقة، وخرجنا في محافظة حضرموت والمحافظات الجنوبية كاستشهاديين لانتخابه تحت الرصاص، وأمامنا الطرقات مقطوعة. ونقول أننا لا نزال في ثورتنا مستمرين بوسائل مختلفة، والخيارات أمامنا مفتوحة. * مؤخراً دارت معركة عسكرية شرسة بين قوات من الجيش والأمن وبين ما يسمى بتنظيم القاعدة في منطقتي غيل باوزير، ما تعليقك على ذلك؟ - يا أخي، مدينة غيل باوزير مدينة علمية وقلعة من قلاع العلم، وأبعد ما تكون إمارة لجماعة أو مجموعة بعينها. وهناك تهويل؛ وأتحدى أن تكون هناك أرقام صحيحة لتنظيم القاعدة في حضرموت؟ ومن هو زعيمهم؟ ومن الذي يحركهم؟ ومن الذي يمولهم؟ وأين يتواجدون؟ لكن تطلق الأمور هكذا! هناك تهويل للأمر. * برأيك ما الهدف من وراء هذا التهويل؟ - الهدف منه تغطية عجز السلطة واللجنة الأمنية في المحافظة. ومحافظة حضرموت هي المحافظة الوحيدة التي يوجد فيها منطقتان عسكريتان: الأولى والثانية.. وما نستطيع أن نسيطر على عدد من المسلحين في جبل من الجبال أو صحراء من الصحاري! القضية تحتاج إلى مسؤولية. * إلى أين تتجه حضرموت اليوم؟ - تتجه إلى المستقبل، وستكون في يوم من الأيام أفضل من سنغافورة، شاء من شاء وأبى من أبى، بل ستكون حاضنة اليمن الجديد، والنموذج الذي يحتذى به عن بقية المحافظات, مهما أرادوا ومهما خططوا ومهما فعلوا.. ففيها من الموارد والكفاءات وعندها الموقع والتاريخ والحضارة. * هل أنت مع التمديد للرئيس هادي؟ - لا يوجد شيء اسمه تمديد، خاصة بعد هذه الثورة، من أراد أن يحكم فعليه أن يتقدم والشعب يختاره. وأنا أقول إذا أثبت وجوده وجدارته، وقام بواجبه الذي أعطاه إياه اليمنيون، فأنا أول المرشحين له لفترة رئاسية جديدة. * هل لديك رسالة أخيرة؟ - على القوى الوطنية, سواءً من بقي في السلطة من النظام السابق، ومن جاء به النظام الجديد، ومن جاءت به حكومة الوفاق وغيرهم، علينا أن نكون يداً واحدة نحقق آمال وطموحات هذا الشعب، الذي خرج بهذه الملايين بهذه الساحات. وعلى أبناء المحافظات الجنوبية، أن يدركوا أن قضية الجري وراء القيادات التاريخية لن تجدي نفعاً أو تحقق لهم مستقبلاً آمناً. وعلى الرئيس هادي أن يتحمل مسؤوليته التاريخية كاملة، وأن لا يصغي إلا لهذا الشعب.. لا الشرق ولا الغرب, لا لقوى إقليمية أو دولية