حوار مع المحلل السياسي والخبير العسكري الاستراتيجي العميد محمد عيسى سؤال: المحلل السياسي والخبير العسكري الاستراتيجي العميد محمد عيسى أهلا ومرحبا بكم، ضعنا لو سمحت بالصورة العامة لواقع الأحداث في سوريا وأين وصلت، ثم ننتقل إلى بعض التفاصيل وخاصة عما جرى ويجري في الحسكة وتحديدا في في رأس العين بين الأكراد ومسلحي جبهة النصرة؟ جواب: الحقيقة أن ما يجري على الأرض السورية هو نوع من الحسم العسكري على الأرض لأن الحسم العسكري يتقدم بخطى ثابتة بغض النظر عما تسمعه من وسائل الإعلام، إذ أنها تريد أن تصطنع نصرا دونكوشوفيا ليكون عزاء لتلك المجموعات الإرهابية المسلحة والمنتشرة في سوريا والتي قدمت من جميع أنحاء العالم. الجيش العربي السوري ومنذ البداية كنا نقول وعلى أثير إذاعتكم أن الحسم العسكري أو بندقية الجندي السوري هي الفبصل في تحديد المسارات حتى السياسية التي سوف تحصل، وتذكر أننا قلنا يومها أنه لن يكون هناك لا مؤتمر لا جنيف2 ولا مؤتمر جنيف 3 وكان هذا الكلام يبدو خارج السياق العام لنظرة الجميع حول هذا الأمر، وكنا سباقون في هذا في تحليلنا وقلنا أنه لن يكون هناك مؤتمر جنيف، هل تسمع شيئا عن مؤتمر جنيف مثلا الآن؟ في الحقيقة أن الجيش العربي السوري يتقدم في الميدان وتقدمه في الميدان فإن الأوراق تتساقط والكل بات مقتنعا أن اللعبة في سوريا انتهت ويبقى لصفارة الحكم جانب لينهي نهاية اللعبة. وفي مناطق مختلفة من سوريا يتقدم الجيش، خذ مثلا دمشق والتي عول كثيرا على داريا وعول كثيرا على القابون وجوبر وبرزة سقطت كل تلك الرهانات، وكانت هناك عشرات ألوف المسلحين تنتشر في تلك الأحياء تم القضاء عليها أو تم تصفيتها أو انسحبت إلى مكان آخر، المهم تمت السيطرة ولم تعكس أي خطر استراتيجي على العاصمة، ونظفت الغوطة بالكامل، وهؤلاء المسلحون يقاتلون في دمشق على مساحة لا تزيد على 200 كيلو متر مربع فقط وهذا هو الواقع، وفي مناطق أخرى مثل حمص تشهد في الأيام الأخيرة معارك وأعتقد أن الجيش العربي السوري سيعلنها منطقة آمنة كليا، تبقى بعض المناطق في ريف حمص قريتين أو ثلاث مثل الحولة وتلبيسة والرستن وبعدها ستكون الطريق آمنة ما بين دمشق وحمص حتى حدود إدلب كليا، وهناك عمليا عسكرية كبيرة تجري تحت سقف الإعلام في مناطق إدلب والجيش العربي السوري يتقدم بسرعة كبيرة جدا وطريق اللاذقية أريحا بات مفتوحا، وهناك معارك أخرى والتي يخوضها مسلحو جبهة النصرة في شمال سوريا في منطقة رأس العين والتي طالما طبلوا وزمروا لها كثيرا ومجموعات الدفاع الشعبي الكردي طردت هؤلاء وقتلت العديد منهم بينما لاذ الآخرون بالفرار إلى الأراضي التركية، وهذا يظهر شيئا هو حجم التورط التركي في الأحداث ودعم الإرهاب الدولي. سؤال: هل الحسكة هادئة أم أنها تستمر بالغليان؟ جواب: لا توجد منطقة في سوريا لا يستطيع الجيش العربي السوري الوصول إليها، الناس يتصورون أن الحرب في سوريا هي حرب بين جبهتين، الحرب في سوريا هي رمال متحركة، يمكن أن يدخل الجيش إلى منطقة ما يحارب مجموعة من الإرهابيين فتنتقل تلك المجموعات إلى منطقة أخرى أو قد تعود إلى المنطقة التي تم تحريرها هذا هو الحال، إذن نحن أمام رمال متحركة ولا يمكن القول أن هناك منطقة ما يسيطر عليها المسلحون بالمعنى الكلي للسيطرة. سؤال: سيادة العميد حبذا لو ننتقل إلى الشمال وحلب التي تتسم بنوع من الضبابية على الأحداث فيها وتحركات الجيش ولا ندري قد تكون هذه لها خصوصيتها في المعارك التي تجري ولكن إذا كان لديك ما تفصح عنه حبذا لو نتحدث لأن الكثير من المتابعين بالفعل قلقون على ما يجري في حلب دون أن يكون مكشوفا؟ جواب: في حلب الوضع تحت السيطرة وهناك عملية عسكرية كبيرة سوف تجري في حلب أؤكد لك ذلك، كما يقال انتظرونا في حلب والجيش العربي السوري قادم إلى حلب وهناك حشد كبير للقوات وكون المنطقة واسعة وتمتد على قرى كثيرة في شمال حلب فهي تحتاج إلى تنظيم وحشد للقوى والوسائط إضافة إلى الأمور اللوجستية وهذا لن يتم بين عشية وضحاها إضافة إلى المؤثرات الدولية أيضا. سؤال: هناك حديث أنه خلال الأسابيع الماضية دخل الآلاف من المقاتلين الأجانب إلى حلب من تركيا؟ جواب: لم تتوقف ولا لحظة واحدة عملية دخول المسلحين إلى سوريا، ولكن أؤكد لك أن عدد الذين يدخلون إلى سوريا في اليوم الواحد يقتل اضعاف هذا العدد في اليوم الواحد أيضا، بمعنى أن هؤلاء لم يستطيعوا إكمال هذه اللعبة إلى الأبد، وهناك لعبة عض أصابع ومن سيصرخ أولا.