على الرغم من أن زيارة فريق كرة القدم برشلونة الإسباني إلى الدولة العبرية حظيت بتغطية إعلامية فاقت كل التوقعات، وعلى الرغم من أن لاعبي الفريق الكاتالوني قاموا بزيارة حائط المبكى، وعلى الرغم من أن الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، شاركا مع الآلاف من الإسرائيليين في متابعة التدريب الذي أجراه الفريق الإسباني في إستاد تل أبيب الدولي، وعلى الرغم من أن الزيارة وُصفت بأنها إنجاز تاريخي، على الرغم من كل ذلك، بعد مغادرة الفريق الضيف الدولة العبرية بدأت تتكشف الحقائق وتبادل الاتهامات بين منظمي الزيارة وبين الوزارات الحكومية الإسرائيلية. وقبل الولوج في هذه القضية، لا بد من الإشارة إلى أن الفريق الإسباني قام بزيارة كنيسة المهد في مدينة بيت لحم المحتلة، وأجرى تدريباً أمام أعين آلاف الفلسطينيين، الذين صفقوا له تشجيعاً، وقبل بدء التدريب، تم عبر الميكروفونات إسماع النشيد الوطني الفلسطيني، موطني، والنشيد الوطني الإسباني، كما هو متبع في استعراضات من هذا القبيل. وبعد أن أنهوا الزيارة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصل أعضاء الفريق إلى الدولة العبرية، وبحسب البرنامج فقد قاموا بإجراء تدريب أمام آلاف المشجعين، حيث قام رئيس الدولة العبرية بيريس بركل الضربة الأولى في التدريب. وكما أفادت أمس الأربعاء صحيفة ‘يديعوت أحرونوت' العبرية، فإن مركز بيريس للسلام بالتنسيق مع ديوان رئيس الدولة العبرية هو الذي قام بتنظيم الزيارة إلى إسرائيل. وبحسب المصادر المقربة من بيريس فإن اجتماعاً عُقد في إستاد تل أبيب بمشاركة جميع الوزارات ذات الصلة، حيث تم التشاور حول إسماع النشيد الوطني الإسرائيلي (هتكفا)، وبالعربية (الأمل). ولكن عند بدء التدريب، أضافت الصحيفة ، تجاهل المنظمون النشيد الوطني الإسرائيلي، على الرغم من أنهم كلفوا أحد المطربين بإسماعه وبإسماع النشيد الخاص بالفريق الإسباني، ولم يُسمعوه قبيل التدريب، كما كان متفقاً. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، رفضت الكشف عن اسمها، أن السبب في عدم إسماع النشيد الوطني الإسرائيلي يعود إلى سببين، الأول رفض الفريق الكاتالوني إسماعه، والثاني أن المنظمين لم يرغبوا في إغضاب الفلسطينيين، على الرغم من أن النشيد الوطني الفلسطيني أُسمع في بيت لحم، حسبما ذكرت ‘يديعوت احرونوت'. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل أعلن وزير المعارف الإسرائيلي، شاي بيرون، من حزب (يوجد مستقبل)، كما أفادت الصحيفة، أن وزارته لن تدفع المبلغ الذي تعهدت به والذي يصل إلى مليون شيكل إسرائيلي لتغطية نفقات استضافة الفريق الإسباني، وقال الوزير أن السبب في ذلك يعود إلى عدم إسماع (هتكفا) في الإستاد، على الرغم من الاتفاق المسبق، مشددا على أن وزارته لا تقوم بتغطية نفقات أحداث مؤسفة ومعيبة، كما أكدت المصادر على أن ما حدث هو بمثابة فضيحة، والتي لا يُمكن السكوت عنها في أي دولة ديمقراطية، لأن عدم إسماع النشيد الوطني مس مسا سافراً بمشاعر جميع الإسرائيليين، الذين تواجدوا في الملعب، وأيضاً الذين تابعوا التدريب عن طريق التلفزيون الذي نقله ببث حي ومباشر،على حد تعبيرهم.