بدا الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض مصرّا على "تفتيت" البلاد إلى دولتين بعد رفضه "الاعتذار الحكومي" عن الحروب التي خاضها النظام في شمال البلاد وجنوبها. ويقول مراقبون إن تصريحات البيض الرافضة لما اسماه "اعتذار حكومة الاحتلال اليمني" عن الحروب السابقة تأتي في سياق محاولاته المستمرة لتعطيل مؤتمر الحوار الوطني والمبادرات الوطنية والاقليمية لحلحلة الأزمة في البلاد. وقال البيض في مقابلة مع "يونايتد برس انترناشونال"، الجمعة، إن الاعتذار الحقيقي لا يكون إلا بإنهاء ما وصفه بالاحتلال واستعادة دولة الجنوب. وأضاف "أن الاحتلال في الجنوب قائم على فتوى دينية جهادية تكفيرية اباحت دماء شعب الجنوب وأعراضه وأمواله.."، حسب قوله. واعتبر أن "أي اعتذار في ظل فتوى تكفيرية قائمة بموجبها يتم سفك دماء الجنوبيين ونهب أموالهم وثرواتهم يعتبر باطلا". وقال البيض انه "مع ما يسمى اعتذار حكومة الاحتلال اليمني لشعب الجنوب تتوالى المحاولات اليائسة لإجهاض هدف شعب الجنوب التحرري المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة دولته". ويرى مراقبون أن هذه التصريحات تظهر اصرارا من قبل فريق البيض لتعطيل أجواء "الوفاق الوطني" في اليمن، الذي تقدم خطوة مهمة نحو إنهاء أزمات امتدت على مدار عقود من الزمن. وكانت حكومة محمد سالم باسندوة قدمت اعتذارا للجنوبيين ولسكان محافظة صعدة معقل المتمردين الحوثيين عن الحروب التي شنها النظام اليمني السابق في الماضي. ويرى مراقبون أن خطوة حكومة صنعاء تهدف إلى الدفع بعملية الحوار الوطني قدما إلى الامام، خصوصا بعد انسحاب ممثلين عن الجنوب من الحوار. وقالت الحكومة اليمنية إن الاعتذار يأتي تنفيذا لاتفاق انتقال السلطة بموجب المبادرة الخليجية، ولتوصيات لجنة الحوار الوطني الذي انطلق في مارس 2013. ويفترض أن يؤدي إلى تعديل الدستور والى انتخابات جديدة مع حل أزمات البلاد الكبرى، مثل القضية الجنوبية ومسألة المتمردين الحوثيين الشيعة في الشمال. كما ان الاعتذار يأتي "ادراكا بان تحقيق المصالحة الوطنية شرط أساس للسلام الاجتماعي" بحسب الحكومة. واعتبرت الحكومة انه بينما تقدم الاعتذار، تؤكد ان "السلطات السابقة كانت المسؤول الأول وليس الوحيد عن حرب 1994 وحروب صعده وما ترتب عليها من أثار ونتائج". وكان اليمن بشقيه الشمالي والجنوبي توحدا في 1990 في اطار اتفاق سياسي، إلا أن الشمال بقيادة علي عبدالله صالح قمع بالحديد والنار محاولة جنوبية للتراجع عن الوحدة في 1994، وذلك في حرب داخلية ما زال اليمن يعاني من تداعياتها. ومنذ العام 2004، خاضت السلطات اليمنية ست حروب مع الحوثيين في شمال غرب البلاد، لاسيما في معقلهم صعدة. ويشارك الحوثيون في الحوار الوطني، بينما يقاطع التيار المتشدد من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال أعمال الحوار. ودعت الحكومة اليمنية "كل الأطراف السياسية والمجتمعية والفعاليات الدينية والثقافية والفكرية إلى التعبير عن هوية جامعة لكل أبناء اليمن وإلى دعم مصالحة وطنية شاملة تعيد للمجتمع لحمته الوطنية وتنشر روح التسامح والقبول بالآخر"