إهانة الرئيس أصبحت تهمة تطارد العديد من الإعلاميين المصريين مؤخراً بشكل يراه البعض فيه ترهيباً من قبل السلطة الحاكمة للإعلاميين المنتقدين لأدائها. القاهرة- تنص المادة 179 من قانون العقوبات المصري على المعاقبة بالحبس مدة لا تقل عن 24 ساعة ولا تزيد عن ثلاث سنوات لكل من أهان الرئيس. هذه المادة أصبحت مؤخراً سيفاً مسلطاً على الإعلاميين في مصر بشكل غير مسبوق، فخلال أشهر من تولي الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية المصرية اُتهِم العديد من الإعلاميين بإهانته كمحمود سعد وباسم يوسف وتوفيق عكاشة وجمال فهمي. في بعض تلك الحالات قُدم البلاغ عن طريق أحد المحاميين، فيما قُدمت بلاغات أخرى مباشرة من مؤسسة الرئاسة، بشكل لم تعتد عليه الدولة المصرية من قبل. يقول جمال فهمي وكيل نقابة الصحفيين -وهو أحد من قُدم ضدهم بلاغ يتهمه بإهانة الرئيس- أنه حتى الآن لا يعلم تحديداً ما إذا كان البلاغ ضد مقال كتبه أو شيء قاله في أحد البرامج لكن ما يعرفه هو أن البلاغ مقدم مباشرة من رئاسة الجمهورية. وتهكم فهمي "قد يكون هدية من الرئيس محمد مرسي على مجمل أعمالي"، مشيراً إلى أن التدخل المباشر من رئاسة الجمهورية يدل على أنهم أقل كفاءة من نظام مبارك و"أن الجماعة أكثر فاشية وديكتاتورية". وفقا لما نقله موقع إذاعة صوت ألمانيا. ويرى فهمي أنه لا يفضل أن يدخل رئيس الجمهورية طرفاً في بلاغات كتلك، مضيفاً "تعودنا قديماً أن تحرك السلطة البعض لتقديم بلاغات من هذا النوع ضد الإعلاميين، لكن الجديد الذي أضافه مرسي أنه هو الذي قدم البلاغ". وعما إذا كانت تهمة إهانة الرئيس أصبحت أداة ل"تصفية" المعارضين من الإعلاميين أو "إرهابهم" يقول فهمي "تلك التهمة واحدة من أسوء التشريعات المتوارثة من عصر ما قبل الثورة لكنها ورغم ذلك لم تستخدم في عصر أي الرؤساء الثلاثة السابقين ولم تستخدم سوى في عصر مرسي". ووصف فهمي جماعة الإخوان المسلمين بال"فاشيين الخاشين"، موضحاً معنى ذلك بالقول"هم يسيطرون الآن على قرابة تسعين بالمئة من الإعلام الحكومي والخاص، ورغم ذلك فالعشرة في المائة المتبقية تقلقهم كثيراً. يتوهمون أن باستطاعتهم إرهاب الإعلاميين".. وعن خطورة التهمة على حرية الإعلام والتعبير تقول د. هويدا مصطفى، أستاذة ورئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة القاهرة، إن التهمة أصبحت مبرراً يتم استخدامه على نطاق واسع للهجوم على التناول الإعلامي الذي ينتقد قرارات مؤسسة الرئاسة. وترى الدكتورة هويدا أن التهمة "فضفاضة". تقول "لا يوجد تصنيف للفعل الإعلامي الذي يعد إهانة للرئيس لذلك يساء استغلال هذا المصطلح لتقييد حرية التعبير". وأضافت بالقول "في كثير من القضايا ضد الإعلاميين يستخدم هذا البند للخلط بين التجريح والنقض خاصة وأن معظم الإعلاميين لم يتناولوا الرئيس كشخص بل كمسؤول". واستدلت الدكتورة هويدا لتأكيد كلامها على أحكام البراءة التي صدرت بحق بعض الإعلاميين، آخرهم الإعلامي توفيق عكاشة. وأكدت رئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون في جامعة القاهرة على رفضها للتجريح الشخصي ووجوب مراعاة أخلاقيات المهنة من جانب الإعلاميين لكنها طالبت أيضاً بضرورة مراجعة بعض القوانين، ومنها هذا القانون "الذي يشكل خطراً على حرية الإعلام". وتقول الدكتورة هويدا عن فكرة برنامج "البرنامج" السياسي الساخر الذي يقدمه الإعلامي باسم يوسف "إنها موجودة في كل دول العالم وتتناول جميع الرموز ويتقبلها المجتمع تحت بند النقد اللاذع