برس : الشارع شهدت أمانة العاصمة صنعاء, منذ الساعات الأولى من فجر الخميس, وحتى الظهر, حالة استنفار أمني وعسكري غير مسبوق, حيث انتشر آلاف من جنود الحراسة الرئاسية الخاصة برئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, مع آلاف من جنود قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً), ومئات من عناصر الاستطلاع التابعة لجهازي الأمن القومي والسياسي, لتأمين حفل الاستعراض العسكري الذي حضره الرئيس هادي, يومها, في ساحة العروض, والواقعة في مقر قوات الأمن الخاصة. وأصيبت العاصمة بحالة من الشلل والازدحام الشديد, جراء قطع عدد من الشوارع المؤدية الى مقر قوات الأمن الخاصة, أو القريبة منها. وفرضت قوات الحماية الرئاسية حالة استنفار كبيرة منعت خلالها التجول بالسلاح في العاصمة, واعتقلت عددا من المسلحين القبليين مستخدمة القوة, التي دفعت المسلحين الى تسليم أسلحتهم. وأكد ل"لشارع" شهود عيان أن جنود الحرس الرئاسي الخاص تعاملوا بحزم غير مسبق, وصادروا أسلحة جميع المسلحين الذين صادفوهم في الشوارع خلال إقامة حفل الاستعراض العسكري, الذي أصاب جانبا كبيرا من العاصمة بالشلل, ونظفها من المسلحين وأسلحتهم حتى بعد ظهر الخميس فقط. وأثبتت هذه الإجراءات أن بإمكان الرئيس ضبط الأمن في العاصمة, وإيقاف حالة الفوضى الحاصلة فيها, المصحوبة بانتشار المسلحين القبليين, وانتشار جرائم القتل وعمليات النهب. وقال ل"الشارع" مصدر عسكري رفيع إن الرئيس هادي وجه قوات الحرس الرئاسي بالانتشار في جزء كبير من العاصمة لتأمين انتقاله من دار الرئاسة الى مقر قوات الأمن الخاصة لحضور الحفل, الذي حضره وهو يرتدي سترة واقية ضد الرصاص. وفيما أشار المصدر الى أن مخاوف كبيرة ارتفعت, مؤخرا, لدى رئيس الجمهورية من تعرضه للاغتيال؛ قال إن أكثر من 15 ألف جندي من أفراد الحرس الرئاسي الخاص بدؤوا, منذ الرابعة من فجر الخميس, الانتشار في قلب العاصمة, وعدد كبير من شوارعها, وتحديداً على كل مداخل منطقة السبعين, التي يقع فيها مقر قيادة قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) بالقرب من دار الرئاسة. وقال المصدر: "كان الرئيس هادي متخوفاً من تعرضه لمحاولة اغتيال, لهذا وجه بنزول قوة كبيرة لتأمين العاصمة, وتأمين انتقاله من دار الرئاسة الى مكان الحفل, والذي لا يبعد عن دار الرئاسة إلا بنحو كيلومتر واحد فقط, ومنذ الفجر قبل بساعة, تم نشر أكثر من 15 ألف جندي من قوات الحرس الرئاسي الخاص, وقوات الحرس الجمهوري المنحلة, تم نشرها كطوق أمني أول, ثم تم نشر قوات من الأمن المركزي كطوق ثان, ثم تم نشر مئات من منتسبي جهازي الأمن القومي والأمن السياسي كعناصر استطلاع حول الرئاسة ومكان الحفل, وفي أجزاء من شوارع وأحياء العاصمة, كان هذا الانتشار هو الأول من نوعه, ولم يقم به الرئيس السابق, علي عبدالله صالح, خلال فترة حكمه التي امتدت ل33 عاماً, وهذا يعني أن الرئيس هادي كان متخوفاً جداً من تعرضه لمحاولة اغتيال". وطبقاً للمصدر, فقد تم صرف عشرة آلاف ريال لكل جندي من جنود الحماية الرئاسية الذين شاركوا في تأمين انتقال الرئيس هادي وخروجه من دار الرئاسة الى مقر قيادة قوات الأمن المركزي لحضور حفل الاستعراض العسكري هناك. وذكر المصدر أن جلال, نجل رئيس الجمهورية, أشرف على الترتيبات الأمنية, وزار, قبل الحفل بساعتين, منصة الاحتفال, لمسح المكان والتشييك عليه, وكان هو, والعميد الركن صالح عبد ربه الجعيملاني, قائد اللواء الأول حماية رئاسية, والمنتمي الى منطقة رئيس الجمهورية, المكلفين الرئيسين للتأكد من سلامة الإجراءات الأمنية, حيث تنقلا في المناطق الرئيس المحيطة بدار الرئاسة, للتأكد من ذلك. وأشار المصدر, الذي طلب عدم ذكر اسمه, الى أن عددا من الضباط المنتمين الى أسرة الرئيس هادي, ومنطقته القبلية, شاركوا العميد الجعيملاني, قائد اللواء الأول حماية رئاسية, في الإشراف على هذه الترتيبات الأمنية. وفي الثامنة والنصف صباحاً نزل مختصون من جهاز الأمن القومي وقاموا بعملية فحص مكان الاحتفال والشوارع المجاورة له للتأكد من عدم وجود متفجرات مزروعة فيها. وقال المصدر: "وضمن هذه الترتيبات الأمنية المشددة, تم التمويه على مكان انعقاد الحفل, فقبل منتصف ليل الأربعاء, تم إبلاغ الضيوف والمدعوين لحضور الحفل, من مسؤولين ووزراء سفراء, بأن الحفل سيكون في الكلية الحربية, والرئيس جعل الجميع يعدون كل شيء على أساس أن الحفل سيكون في الكلية الحربية, وتم إبلاغ الضيوف بأن عليهم الحضور كلية الشرطة ومن هناك سيتم نقلهم, على باصات الى مقر الاحتفال؛ غير أنه, وقبل الفجر بساعة, وبعد انتشار القوات العسكرية والأمنية, تم إبلاغ الجميع بالمكان الجديد للحفل: مقر قوات الأمن الخاصة". وحضر عبد ربه منصور هادي, رئيس الجمهورية, القائد الأعلى للقوات المسلحة, الحفل والاستعراض العسكري الذي اقيم في ساحة العروض في قوات الأمن الخاصة بمناسبة تخريج الدفعة ال48 من الكلية الحربية والدفعة ال30 من كلية الطيران والدفاع الجوي والدورة ال11 طيارين وذلك احتفاء بالعيد ال51 لثورة 26 سبتمبر والعيد ال50 لثورة 14 أكتوبر والعيد ال46 للثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال المجيد. وحضر الحفل كل من: رئيس مجلس النواب, يحيى الراعي, ورئيس مجلس القضاء الأعلى, الدكتور القاضي علي ناصر سالم, ورئيس المحكمة العليا, القاضي عصام السماوي, ورئيس اللجنة العليا للانتخابات, القاضي محمد الحكيمي, ووزير الدفاع, اللواء الركن محمد ناصر أحمد, ورئيس هيئة الأركان العامة, اللواء الركن أحمد الأشول, وعدد من أعضاء مجلس النواب والوزراء والشورى, والسفراء, والملحقين العسكريين والمعتمدين لدى اليمن, وعدد من القيادات العسكرية والأمنية. وفي الحفل, قدم الخريجون عرضاً عسكرياً قالت وكالة "سبأ" الحكومية إنهم "جسدوا فيه مهاراتهم العسكرية وقوة تدريبهم وانضباطهم القتالي العالي وروحهم المعنوية المتفائلة بالمستقبل الأفضل للقوات المسلحة.. مقدمين من خلاله لوحات تعبر عن روح التجديد والتغيير في القوات المسلحة والت تعد الدماء الجديدة للشباب أبرز ملامح مستقبلها القادم". وقدم الخريجون "استعراضات لبعض فنون القتال ومهارات الميدان والانتقال من تشكيل لآخر في لوحات فنية رائعة رسموا فيها أبرز المحطات في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر, فيما كانت الطائرات الهيلوكوبتر تحوم فوق ميدان الاحتفال وهي تحمل علم الجمهورية اليمنية وشعار مؤتمر الحوار الوطني الشامل وشعار العيد ال50 لثورة 14 من أكتوبر في صورة تجسد عمق ما يُعتمل في الواقع اليمني من متغيرات تقود الى بناء اليمن الجديد". ورغم اعتراف الرئيس هادي, الأسبوع الماضي, بفشل الأجهزة الأمنية والعسكرية في أداء مهامها؛ إلا أنه تم, في الحفل, الإعلان عن توجيهاته "بمنح درع العيد الذهبي لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر لكل من: وزارة الدفاع, وزارة الداخلية, جهاز الأمن القومي, جهاز الأمن السياسي, الأكاديمية العسكرية العليا, الكلية الحربية, كلية الطيران والدفاع الجوي, الكلية البحرية, المعهد الفني للقوات المسلحة, المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي- معهد الشهيد الثلاياء لتأهيل القادة, أكاديمية الشرطة, وكلية الشرطة؛ وكذا منح نوط العيد الذهبي الخمسين لثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر لخرجي الدفعة ال48 كلية حربية والدفعة 30 كلية الطيران والدفاع الجوي والدورة ال11 طيارين والدفع الأخيرة من الكلية البحرية وكلية الشرطة ومعهد الشهيد الثلاياء لتأهيل القادة والمعهد الفني للقوات المسلحة والمعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي". وفي نهاية الحفل قام الرئيس هادي, ومعه وزير الدفاع, ورئيس هيئة الأركان العامة, ونائب رئيس هيئة الأركان العامة, اللواء الركن عبد الباري الشميري, ومدراء الكليات؛ بتكريم أوائل الخريجين ومنحهم الجوائز التقديرية تقليد خريجي الدورة ال11 طيار شارة جناح (وينج الطيران) لتعزف الموسيقى العسكرية السلام الجمهوري إيذاناً بانتهاء الحفل