قفزت مبيعات الشموع ووسائل الإضاءة البديلة لأعلى مستوى لها بنحو 4 مليارات ريال بعد تداول غير مسبوق لها في الأسواق الأسبوعين الماضيين التي سبقت عيد الأضحى المبارك ولا تزال تحقق مبيعات متواصلة مع استمرار انطفاءات الكهرباء لساعات طويلة بشكل يومي بعد عودة عملية تخريبها يوم أمس . وتحتل الشموع التي ارتفعت أسعارها بنسبة 200% مساحة بارزة في رفوف المحلات التجارية ، نتيجة الإقبال الكثيف على شرائها من قبل المواطنين والذي أدى إلى ارتفاع أسعارها ووصول سعر الشمعة الواحدة إلى ما يقرب من 100 ريال . ويصل معدل الاستهلاك اليومي للشموع بحسب افادات الكثير من المستهلكين والباعة وأصحاب المحلات التجارية إلى حوالي خمسة شمعات في اليوم كحد أدنى بنحو 500 ريال بالإضافة إلى الاستعانة بأدوات الإضاءة الأخرى البديلة المستوردة من الصين والتي تنتشر في الأسواق بأشكال وأحجام وألوان وسعات مختلفة . يفترش احد الباعة المتجولين احد الأرصفة في شارع علي عبد المغني بمنطقة التحرير لبيع الشموع بصورة غير مألوفة لم يعتدها المارة هذه الأيام الذي تمر فيه الأسواق بانحفاض وركود تام بعد عيد الأضحى المبارك الذي استهلك معظم مدخرات المواطنيين لتلبية احتياجاته ومتطلباته ، لكنهم أصبحوا مجبرين على وضع هذه السلعة في طليعة اهتماماتهم وعلى رأس أولوياتهم ومتطلباتهم المنزلية اليومية. وتتكدس أمام هذا البائع بسام عبدالله كميات كبيرة من الشموع التي تلاقي رواجاً كبيراً وإقبالاً واسعاً من المواطنين على شرائها بشكل يومي. مصدر رزق بحسب بسام فإن رواج هذه السلعة نتيجة انطفاءات الكهرباء بشكل متواصل وفر له ولأمثاله من الباعة المتجولين المنتشرين في أغلب المناطق والشوارع مصدر رزق يومي وهامش ربح مناسب لم يعد باستطاعتهم كباعة متجولين إيجاده في العديد من السلع والبضائع التي اعتادوا بيعها في الأرصفة والأسواق. وينفق اليمنيون طبقاً لتقديرات رسمية أكثر من4 مليارات ريال على الشموع ووسائل الإضاءة البديلة وتدل المؤشرات على ارتفاع هذا الرقم لأضعاف بسبب الوضع الحالي الذي يمر به المواطن اليمني الذي يرزح منذ فترة تحت ظلام دامس نتيجة انطفاء الكهرباء بشكل متواصل يومياً. رواج لم تشهد سلعة في الأسواق المحلية مثل هذا الاهتمام والطلب السخي عليها كما تشهده الشموع خلال الفترة الحالية بسبب الانطفاءات المتواصلة للكهرباء واضطرار المواطنين للبحث عن وسائل بديلة للإضاءة. ويقول عبدالله الاسودي صاحب محل تجاري لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية ان الشموع ومختلف أدوات الإضاءة البديلة أصبحت من أهم المتطلبات اليومية للمواطنين وتتصدر هذه المادة طبقا للأخ عبدالله السلع الأكثر رواجاً وطلباً ومبيعاً واستهلاكاً لم تعرفه أي سلعة سواءً استهلاكية أو غذائية حيث ارتفعت أسعارها بأكثر من أربعة أضعاف ووصول الباكت أو اللفة الواحدة التي تحتوي على خمسة شموع إلى أكثر من 500 ريال. ويتركز اهتمام المواطنين بشكل كلي حاليا على توفير الإضاءة لمنازلهم وأعمالهم وأنشطتهم. وتقدر إحصائية رسمية ارتفاع إنفاق الأسر اليمنية على الشموع ووسائل الإضاءة البديلة إلى أكثر من 4 مليارات ريال ترجح المصادر ارتفاع هذا الرقم خلال الفترة الراهنة التي تشهد إقبالاً كبيراً على هذه السلع والإنفاق اليومي عليها من قبل المواطنين. نفاذ بحسب تجار وأصحاب بقالات وسوبر ماركت فأنهم متفاجئون من مستوى الإقبال على وسائل الإضاءة البديلة وفي طليعتها الشموع، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعارها ونفاذ كميات كبيرة منها نتيجة الاستهلاك اليومي الضخم لها. ويشير رمزي الحاج صاحب بقاله إلى احتلال الشموع لصدارة اهتمامات المواطنين ومبيعاتهم اليومية بالرغم من اكتساح الأسواق لأصناف مختلفة من أدوات ووسائل الإضاءة الصينية وغيرها. ويقول أن ذلك أدى لظهور العديد من الأساليب الاستغلالية من قبل التجار المستوردين لهذه السلعة التي لم تكن مهمة في يومٍ ما أو تحظى بأي رواج أو إقبال واهتمام الناس بهذه الصورة. وتعاني الأسواق من بروز عملية احتكار واضحة وواسعة لهذه السلعة واستغلال تجاري كبير نظراً للوضعية الصعبة للمواطن اليمني جراء الانطفاء اليومي المحير والغامض للكهرباء حيث تنتشر في الأسواق عشرات الأنواع من الشموع التي يشكو المواطنون من رداءة اغلب هذه الأصناف وذوبان الشمعة بسرعة فائقة وبالتالي زيادة كميات الاستهلاك والإنفاق اليومي على شرائها.
أزمة أصبحت الكهرباء هم يومي للمواطن اليمني وإحدى أهم الأزمات التي يعيشها خلال الفترة الراهنة وألحقت أضراراً بالغة بالحياة المعيشية للمواطنين واثرت على العديد من الاعمال والمشاريع والأنشطة المختلفة، ويشكو المواطنون بمرارة من الفوضى التي تعيشها الأسواق والارتفاعات المتواصلة للأسعار والمعاناة اليومية في البحث عن البترول والديزل للمواطنين المعتمدين على المولدات كوسيلة رئيسية للاضاءة ، وكذا زيادة الإنفاق على العديد من المتطلبات الضرورية كتوفير المياه والأهم شراء وسائل الإضاءة البديلة. وتتجسد المعاناة بشكل أكبر في انطفاءات الكهرباء لساعات طويلة وما تخلفه من خسائر متعددة في الحياة المعيشية اليومية والممتلكات والأعمال والأشغال والمهن. وترزح العاصمة صنعاء ومختلف المدن الرئيسية منذ فترة تحت الظلام الأمر الذي أدى إلى زيادة الأعباء المعيشية على المواطنين جراء هذه الوضعية الصعبة.