على ما يبدو أن الرئيس هادي قرر البقاء في عدن لأيام أضافية يقوم بها بإجراء لقاءات عدة ضمن إحتواء ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية والإشراف على عدد من الإجراءات الخاصة بمعالجة الكثير من القضايا المتعلقة بمجمل الحقوق التي ظل يرفعها الحراك السلمي منذ سنوات . مصادر اليقين أكدت أن هدوء الأوضاع في المحافظات الجنوبية وعدن تحديداً كان نتيجة تحركات مكثفة أشرف عليها الرئيس هادي على الصعيدين المحلي والدولي شملت لقاءات مع قيادات في الحراك الجنوبي ومع عدد من الشخصيات الإجتماعية في عدن والمحافظات المجاورة بهدف تهدئة الأوضاع والبدء في معالجة الكثير من القضايا التي تم ترحيلها وتأجيلها خلال السنوات الماضية . وحسب المصادر فإن تجاوباً ملحوظاً مع دعوات الرئيس هادي الحراك الى نبذ العنف والدخول في الحوار الوطني بوعود أن تكون القضية الجنوبية هي القضية الأهم في جلسات الحوار وأن يتم تنفيذ كافة نتائج الحوار بخصوصها وبضمانات محلية ودولية وأكدت المصادر ان الرئيس هادي ألتقى الكثير من القياديين الحراكيين وقام بالتواصل عبر مبعوثين مع قياديين آخرين لإقناعهم بضرورة التخلي عن دعوات الكفاح المسلح أو التصعيد وإثارة النزعات الشطرية وتغذية روح الإنتقام من الشماليين حيث شهدت مدن حضرموت عمليات إحراق طالت منازل لأبناء المناطق الشمالية وإعتداءات أخرى في عدن ولحج والضالع ضد أبناء المحافظات الشمالية وهو ما أثار غضب الرئيس . تحركات الرئيس جعلت الكثير من السياسيين يتوقعون صدور قرارات جمهورية قبل مؤتمر الحوار الوطني تهدف لمعالجة القضية الجنوبية وإعادة الحقوق والتعويضات سيما بعد صدور توجيهات رئاسية غير معلنة في وقت سابق بإعادة كافة المسرحين من الجيش على إثر حرب صيف94م الذي وصفها هادي بالكارثية . في ذات السياق وتأكيداً لما نشرته اليقين في عدد سابق أعلن الرئيس هادي أنه عازم على إغلاق قناة عدن لايف وهي قناة تتبع نائب الرئيس السابق علي سالم البيض وتبث من بيروت وبتمويل إيراني لما تبثه من خطاب إنفصالي عنصري وتعمل على تأجيج الفتنة بين أبناء الشعب . وفي ذات الصدد يواصل دبلوماسيين تحركاتهم منذ أسابيع في العاصمة اللبنانية بيروت بهدف إغلاق القناة إلا أن الجانب الرسمي اللبناني حتى اللحظة لم يوافق على الطلب اليمني خاصة والحكومة اللبنانية الحالية تخضع لهيمنة الشيعة وحزب الله وسيما والقناة تبث من الضاحية الجنوبية في بيروت وهي المنطقة التابعة لحزب الله والخاضعة لسيطرتة أمنياً ناهيك عن إمتلاك القناة أستديوهات في دولة أوربية . وتوقعت مصادر دبلوماسية لليقين أن تطلب اليمن من المملكة العربية السعودية الضغط على حلفائها في لبنان من اجل الدفع نحو إغلاق القناة والإعتماد في ذلك على الوزراء التابعين لتيار المستقبل إلا ان المصادر نفسها أكدت أن إحتمالات إغلاق القناة في الوقت الحالي غير وارد فالقناة لا تبث على القمر المصري نايل سات حتى يتم إغلاقها بشكل سريع وبمجرد طلب رسمي يقدم للحكومة المصرية لكن القناة تبث على نفس مدار النايلسات وعبر قمر آخر لأن مصر لم تقبل طلب بث القناة منذ إنطلاقتها عام2008م . الى ذلك شن الرئيس هادي هجوماً لاذعاً على تيار البيض الإنفصالي مهدداً بالتحرك دولياً لإيقاف نشاطة السياسي ومتهماً إياه بتلقي أموال إيرانية في الوقت الذي كان فيه الرئيس هادي يتابع آخر نتائج التحقيقات في سفينة الأسلحة الإيرانية وحسب مراقبين فإن هجوم الرئيس هادي على البيض جاء بعد أن أستطاع الى حد ما تفكيك قيادات الحراك فمنها من أعلنت قبولها بالحوار وقدمت أسماء ممثلها ومنها ممن يتم التشاور معها حالياً لإقناعها بذلك سيما وهناك تجاوباً وتفهماً موضوعياً لإستحالة المضي قدماً بإتجاه مشروع الإستقلال الذي تطرحة الفصائل المتشددة في الحراك وبالتالي فإن فصيل البيض سيبقى وحيداً خارج اللعبة وسيتعرض للتفكك من داخلة بالإعتماد على خلافات بين البيض نفسه وباعوم وغيره من القيادات . ويسود إعتقاد لدى الأوساط السياسية المقربة من دائرة صنع القرار أن قطع الدعم الإيراني للحراك التابع للبيض كفيل بإنهاء نشاطه وهو ما دفع اليمن الى إستدعاء فريق دولي للقيام بإجراءات تحقيق في السفينة القادمة من إيران . وعلى ما يبدو أن الرئيس هادي يعتمد في مسألة إنهاء نشاط البيض بالموقف الدولي الداعم له والذي ترجم مؤخراً ببيان مجلس الأمن الذي ذكر البيض كمعرقل للتسوية السياسية وذكر البيض يعتبر بمثابة تحذير رسمي له فإذا ما أستمر البيض في نشاطه فمن المتوقع ان يتم إتخاذ إجراءات دولية ضد كعقوبات قد تصل حجز أمواله وتتبعها وإيقاف نشاطه السياسي في عدد من الدول . وحسب مصادر اليقين التي كانت قد كشفت في عدد سابق عن تحركات ضد البيض فإن الرئيس هادي قرر مواجهة البيض سياسياً وتجفيف منابع الدعم الذي يتلقاه وقطع أي إتصالات سياسية له على خلفية موقفه من الحوار الوطني ورفضه بشكل قاطع أي حوار ودعواته الدائمة للتصعيد وتهديده باللجوء الى خيارات أخرى في إشارة للكفاح المسلح ناهيك عن ما تتبناه قناة عدن لايف من خطاب عنصري .