برس : خاص على غير العادة غاب الجنرال علي محسن الاحمر عن إجتماع عقده الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ضم قيادات عسكرية وأمنية في مجمع الدفاع وسط العاصمة صنعاء . ويحرص مستشار الرئيس للشؤون الامنية والعسكرية علي محسن الاحمر على حضور كل إجتماعات الرئيس ويرافقه في كل التحركات المتعلقة بالأمن والجيش . بل إن الأحمر ظهر مؤخراً مع الرئيس في مناسبات لا علاقة لها بالجيش ولا الأمن بإعتبار أن الاحمر مستشار هادي للشؤون الأمنية والعسكرية . وكان الأحمر قد رافق الرئيس في زيارتة الأخيرة الى الكلية الحربية . واثار غياب علي محسن الأحمر عن إجتماع الرئيس تساؤلات عدة . حيث تأتي أحداث وزارة الدفاع بعد شهر واحد من تورط مسلحين يُقال أنهم مرتبطين بالجنرال الأحمر بالهجوم والسيطرة على مقر المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت . إثر خلاف بين الجنرال الاحمر وقائد المنطقة وعلى خلفية إقالة ونقل ضباط محسوبين على الأحمر وتقليص نفوذهم بحضرموت . وأدت تلك الأحداث الى أزمة سياسية وخلاف بين هادي ومحسن تفاقم بعد محاولات الأخير الإفراج عن قادة عسكريين متورطين بأحداث المكلا . وقالت مصادر خاصة للمساء برس أن قيادي مؤتمري مقرب من الرئيس السابق علي عبدالله صالح ألغى زيارة له صباح اليوم لمجمع الدفاع بعد أن تلقى تحذيراً بعدم الذهاب قبل الإنفجارات . وكان من المتوقع أن يقوم القيادي المؤتمري بإجراء فحوصات دورية في مستشفى العرضي بالمجمع . وبالعودة الى احداث المكلا كانت وسائل إعلامية قد نقلت عن مصادر عسكرية مغادرة ضباط رفيعين محسوبين على الجنرال الأحمر مقر قيادة المنطقة الثانية قبل هجوم المسلحين بنصف ساعة فقط . وهو ما يؤكد تلقيهم تحذيرات بالمغادرة ليُترك الجنود لقمة سائغة للمسلحين وضحية الصراع السياسي الدامي بين أطراف الأزمة . حيث قتل الكثير من الجنود خلال عملية الهجوم وقُتل آخرون خلال عملية تحرير الجيش لمبنى المنطقة . واليوم بصنعاء تؤكد الكثير من المؤشرات ان مهاجمة وزارة الدفاع تقف خلفها نفس الجهات التي هاجمت مبنى القيادة بالمكلا إلا ان هناك مؤشرات تؤكد تورط أكثر من جهة في الحادث الأخير الذي أستهدف مركز الدولة وأكبر مقر عسكري للجيش اليمني حيث يضم المجمع مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة . كل تلك المؤشرات تقود حسب مراقبين الى القول أن قوى نافذة تستهدف الرئيس هادي وتريد إرباك الوضع العام من أجل إفشال مؤتمر الحوار ومخرجاته التي تستهدف نفوذ تلك القوى بالدرجة الأولى . ولم تستبعد مصادر أن يكون علي محسن وعلي صالح قد أتفقا على إستهداف هادي بهدف إعادة الأوضاع الى ماكانت عليه قبل 2011م سيما والرئيس هادي أظهر نفسه كطرف في المعادلة السياسية سيما في الجيش والأمن وهو ما أثار إنزعاج صالح الذي يواجه حملة لإزاحتة من المشهد السياسي وكذلك إنزعاج الأحمر الذي يرى أن نفوذه في خطر وأنه لم يعد الرجل الأول رغم أن هادي يستمع اليه في كثير من الأمور .
فيما تقول مصادر أخرى ان علي محسن يرفض تسليم مقر الفرقة يعمل على إظهار نفسه كحامي أول للنظام بهدف إخضاع الرئيس هادي من خلال إيصال رسائل عدة أن هادي لن يستطيع إدارة الوضع في البلاد دون محسن ناهيك من أن محسن يرفض أن يكون الرئيس محايداً أو على خط واحد من كل القوى بل يريده أداة بيده وهذا ما تكشفه الاحداث الأخيرة .