حتى ادعياء المدنية و نخبة الساسة و الاعلام المنزعجين من حضور ودور القبيلة في ادارة الدولة .. نجدهم بلا وعي ينساقون وراء فقاعات شعبية تتناقض مع ثقافاتهم و تتعارض مع قناعاتهم حين نرى هؤلاء يروجون لمثل شعبي يقول ( يا ويل صنعاء من دثينة ) صنعاء كرمزية للمدنية و للدولة المؤسسية و دثينة كقبيلة جنوبية ينتمي اليها الرئيس عبدربه منصور .. متخذين من هذا المثل الشعبي كعمود فقري و مرتكز اساسي في التحليلات و الدراسات و النقاشات البحثية و التصريحات الصحفية و التقارير الاستراتيجية حول مستقبل اليمن و قراءة الوضع الراهن و توقعات المشهد القادم . مع احترامي البالغ لقبيلة دثينة و كل القبائل اليمنية .. اجدني مضطرا للتقليل من شأن دثينة او غيرها اذا ما كان الحديث يتمحور حول مصير اليمن كدولة جمهورية و شعب جنوبي و شمالي من بالغ الاساءة اليه و لتاريخ و حضارات هذا الوطن و ثوراته تذويبها في مثل شعبي ساذج يحمل تهديدات غبية لا يمكن ان يتفوه بها اي شيخ حكيم او عاقل يمني .. اذ لا يعرف احد الى من تحديد ينسب قول الويل ذاك . المشكلة ان هناك من يتعامل مع ( يا ويل صنعاء من دثينة ) كأمر واقع و حقيقة لا مفر من الاستسلام لها بأنهزامية معنوية مفرطة و رضوخ نفسي و ثقافي مريع .. بينما الواقع بمعطياته و ارهاصات المتغيرات الراهنة هو الذي يفرض نغسه و يتحكم بمصير اليمن المجهول وفق عوامل تجاذبات و نقاط قوة و مصالح مشتركة بعيدة كل البعد عن دثينة التي لا وجود لها على خارطة التسويات و صفقات الساسة حتى وان كان هادي و من معه هم الممثلون الشرعيون لاسطورة دثينة . الايمان السياسي بالخزعبلات هذه .. هو جزء من مصائب و نكبات اليمن .. فمثلما كان الترويج طوال العقود الماضية للقول بأن قبيلة حاشد هي صانعة الرؤساء حتى غدى هذا القول الافتراضي الغير علمي لدى كثيرين بما فيهم خبراء اجانب و اكاديميين كبار بمثابة قرآن لا يقبل الشك و الاعتراض . هكذا غباء يستلب التفكير اعتمادا على تنظيرات و اقاويل اقرب الى حكاوي عجائز و عرافات العصر الجاهلي في عصر التكنولوجيا و الديمقراطية و الفضاء الخارجي الذي ما زال للخرافات و الاسطورة الشعبية جمهور نخبوي يمني يصدق الشعوذة السياسية بإسم القبلية و الدين و يعمل بقراءة الكف وضرب الودع كنظرية مصيرية راسخة الثبوت تدعى دثينة و ويلاتها . تسويق العبث الحاصل عبر رافعات رسمية و موجهات خطاب حضارية .. سخف متجرد من ادنى اعتبارات المسؤلية .. خاصة عندما يحمل الفاظا تهديدية لطوائف و شرائح مجتمعية كبيرة و يحاول تهيئة المجال الفكري لتمرير خرافات الويل من دثينة و تصوير دثينة في الذهنية العامة كديناصور نووي يهرس الحياة في العالم الذي يرفض الانصياع له بالتأييد و القبول . لذا .. على دثينة و اخواتها ادراك ان لجوئهم الى استخدام هذه الاقاويل و القتال من اجل اثباتها بإستغلال نفوذ السلطة ليس سوى حالة ضعف و فشل مهما سعى هؤلاء الى ابرازه كمؤشرات قوة ونجاح . اليمن و المواطن اليمني في صنعاء و بقية محافظات الشمال لا يخاف دثينة الجنوب و لا الدثينيون الجنوبيون بذات القدر الذي كسر حاجز احتكار قبيلة حاشد الشمالية صناعة الحكام بصعود رئيس جنوبي بالصدفة التي سيكون سقوطه المدوي مصادفة أخرى لن تنفع معها خزعب.لات الويلات الدثينية المرفوعة بكثرة منذ صعود الدنبوع لكرسي الرئاسة .