(الإهمال: هو نوع من الضرر أو الجرم جنائياً كان أم مدنياً يستحق عقوبة جزائية) هكذا اصطلح على تسميته واتُفق على تجريمه نظراً لما تشكّله تبعاته من خطر على حياة المواطن وصحته . لكن في بلادنا لا عقوبة ولا تجريم ولا محاسبة فالإهمال والاستخفاف بحياة المواطنين أصبح سمة بارزة وماركة مسجلة وديدناً لمجموعة ممن ماتت بداخلهم كل ذرة إحساس بالمسؤولية بل ووصل ذلك الاستخفاف حداً لا يوصف ودرجة لا تطاق لاسيما وأن الموضوع يتعلق بحياة المواطن وسلامته .
آخر ضحايا هذا الاستخفاف والإهمال الطفل سالم رائد عويض (عصم الله قلب والديه وذويه) عندما كان يتنزه ويمرح برفقة أسرته في إحدى الحدائق العامة وبلحظة حوّلت صعقة كهربائية من عمود إنارة ذلك الفرح إلى حزن وذلك المرح إلى بكاء وعويل عندما تسببت تلك الصعقة بوفاة الطفل .
حادثة الطفل سالم ليست الأولى والأخيرة المسجلة في أجندة الإهمال فقد سبقتها حوادث أخرى لمواطنين لقوا حتفهم إما صعقاً بالكهرباء أو بسبب سقوط أسلاك الكهرباء المهترئة ، كل هذه الحوادث كانت شاهدة على الإهمال الفاضح من قبل مؤسسة الكهرباء وسنشهد المزيد من تلك الحوادث إذا ركبت المؤسسة سيئة الذكر راسها وتجاهلت صيحات ونداءات المواطنين .
فإلى متى ستظل جراح الاهمال تثخن ظهورنا وتحصد الأرواح ؟ وإلى متى تظل مؤسسة الكهرباء سادرة في غيّها تقابل تلك الحوادث ببرودة دم ولا مبالاة؟ وهل أصبحت إلى هذا الحد حياة المواطن رخيصة لا تستحق التحرك السريع من قبل الجهات المعنية تفادياً لوقوع المزيد من الضحايا؟